أن السكتات الدماغية أصبحت صارت أكثر شيوعا بين الشباب، مع وجود ما نسبته شخص تقريبا من بين كل خمسة أشخاص يصابون بهذا المرض قبل بلوغ سن 55 عاما، هذا ما أكدته مؤخرا دراسة طبية بمجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض العصبية. وقد تابعت الدراسة 1.3 مليون شخص في إحدى مناطق الولاياتالمتحدة ووجدت أن 19 في المئة من هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يعانون من سكتة دماغية عام 2005 كانت تقل أعمارهم عن 55 عاما، وقد زادت هذه النسبة بعد أن كانت 13 في المئة عام 1993. وتأتي هذه النتائج بحسب مصادر إعلامية بالرغم من وجود اتجاه يشير إلى انخفاض المعدلات العامة للإصابة بهذا المرض وقد اشارت جمعية "السكتة الدماغية" في بريطانيا إن هذه النتائج مزعجة، كما أكد بريت كيسيلا الذي قام بعمل الدراسة "إن أسباب هذا الاتجاه قد ترجع إلى ارتفاع في عوامل مخاطر الاصابة بالمرض مثل أمراض السكر، والسمنة، وارتفاع نسبة الكوليسترول." وتقول الدراسة الأمريكية ايضا إن هناك تحولا في عمر هؤلاء الذين يعانون من السكتة الدماغية، وذلك من كبار السن إلى مراحل عمرية أصغر، وذلك على الرغم من أن بعض الخبراء يقولون إن هذه النتائج تحتاج إلى أن تعامل بحذر. فيما قال ديفيد ويرنغ أستاذ طب الأعصاب بجامعة لندن كوليدج "تعتبر السكتة الدماغية عادة مرضا يصيب كبار السن، لكن هذه الدراسة تذكرنا أن الشباب أيضا يمكن أن يصابوا بهذا المرض." كما يعتقد أنه من الممكن أن تكون هناك تغيرات في كيفية اكتشاف السكتة الدماغية قد تشرح بعض أسباب هذه الزيادة. وأضاف "هناك زيادة في نسبة إجراء فحوصات تفصيلية للدماغ عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يعد الاختبار الأكثر دقة للكشف عن الضرر الذي تسببه السكتة بالدماغ، وذلك من 18 في المئة إلى 58 في المئة، وربما قد أسهم ذلك في زيادة معدلات التشخيص السليم لهذا المرض، وخاصة بين الشباب." وتابع ويرنغ "وإذا كانت هذه النتائج صحيحة، ويمكن تعميمها على أشخاص آخرين، فقد تكون نتائج مهمة جدا لأن السكتة الدماغية لدى الأشخاص الأقل عمرا يمكن أن تسبب مزيدا من الإعاقات المستديمة." وقالت كلير والتون من جمعية "السكتة الدماغية": "إن مرض السكة الدماغية قد يحدث في لحظة، لكن أثاره يمكن أن تستمر طوال عمر المريض، ويصيب العديد من المرضى باعاقات حادة لفترات طويلة." وأضافت "هذه المشكلة تحتاج أن تناقش الآن، حيث العديد من الحالات يمكن الوقاية من السكتة الدماغية، ويمكن لكل شخص أن يقلل من مخاطر الإصابة بهذا المرض عن طريق تغييرات صحية قليلة في أنماط المعيشة."