أكتب هذه السطور عشية تقديم "حزب مصر القوية" أوراقه إلى لجنة شئون الأحزاب، لأبث فيها بعضًا من خواطري! لقد قدر الله تعالى لي أن أكون ضمن حملة ترشيح د.عبد المنعم أبوالفتوح الرئاسية، وأن أشارك بها معتمدًا على تقديمه إلى الناخبين من حولي والتعريف به من خلال عرض أفكاره ومشروعه ولقاءاته عليهم دون أن أتعرض لأي من المرشحين الآخرين بسوء أو أن أغمز مناصريهم ومحبيهم بأدنى نقيصة بما في ذلك المرشحون المحسوبون على النظام السابق، ليس لأنى أتخذ موقفًا متسامحًا مع ما لا يجوز التسامح فيه من مواقفهم وتاريخهم، ولكن لأن سبيل الإقناع الموضوعي المجرد كان قد قل سالكوه، على عكس سبل التشويه والتنكيل بحق وبغير حق، فما كان أكثر روّادها حينذاك، ومازالوا! أقول: رغم شدة حبي للدكتور عبد المنعم أبوالفتوح إلا أننى لم أكن لأجعل من هذا الحب مادة أروج بها له في الانتخابات، فقد كان اقتناعي بكثير من أفكاره هو البوابة الرئيسية للولوج إلى عالمه وزيادة الاقتراب من فكره، ومن ثم اعتماد الفكر أساسًا للترويج له والتبشير بمشروعه! وكما أن الأرواح جنود مجندة تتعارف فتأتلف وتتناكر فتختلف فكذلك العقول! كانت نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات كما علمنا، فتجرعت الحملة مرارتها على مضض وتهيأت للرد عليها بمساندة الدكتور محمد مرسي انقاذًا للوطن وإعلاءً من قيم الثورة ومبادئها. من هنا أستطيع أن أقول: إن أبرز ما قدرته في الرجل وحملته هو هذه الروح الوطنية والأخلاقية التي استعلت على معارك غير شريفة طالتها منها سهامها ورماحها غيلة.. هذه الروح نفسها هي التي جعلتني من قبل أتضامن معنويًا مع كثير من المرشحين الذين ينتمون إلى أحزاب مختلفة في دوائر مختلفة في انتخابات الشعب والشورى من خلال التعريف بهم وبمشروعهم والإدلاء بشهادتي عما أعرف عنهم من فضل وكفاءة، دون أن أتعصب لتيار سياسي ممثلاً في حزب بعينه أحترمه وأقدره. هذه الروح نفسها هي التي جعلتني أسارع بعمل توكيل لحزب "مصر القوية " بعد إطلاق الدعوة بيوم أو يومين تقريبًا، تضامنًا مع شبابه الواعد وتقديرًا لتجربته وتطلعاته النبيلة، ومن قبل توافقًا مع أفكاره ونشاطه. هذه الروح نفسها هي التي تدفعني الآن على التأكيد بأن عضويتي الرسمية بحزب "مصر القوية " واستحقاقاتها سوف تكون تابعة للموقف الفكري والمبدئي في تأييد مواقف الحزب ودعمها أو رفضها والتنبيه على عوارها. هذه الروح نفسها هي التي تجعلني أؤكد أن علاقتي بحزب مصر القوية هي نفس العلاقة بحزب التيار المصري، والحرية والعدالة، والوسط، والعدل، النور، والدستور، وغيرها من الأحزاب "الوطنية " علاقة شخص مهموم بالفكرة في ثوبها "الإسلامي" و"الوطني" وهو أمر يتطلب - مني على الأقل - أن أكون من حيث - المبدأ - على مسافة واحدة من الجميع، ومن حيث - الأداء - على مسافة متباينة، حسب درجة قرب أو بعد هذا الحزب أو ذاك من المبدأ نفسه، بما في ذلك الحزب الذي أتشرف بعضويته. هذه الروح نفسها هي التي تجعل كل حر شريف حريصًا على أن تكون أحزاب مصر كلها قوية، لأن قوتها قوة لنا جميعا، ولا خير في روح الأثرة والأنانية على حساب القيم والمصالح العليا للوطن. تمنياتي الخالصة لمصر بأحزاب قوية ناهضة.