اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن وجود حكومة إسلامية في مصر ليس هو المقصود أبدا من وراء الديمقراطية التي تخطط لها الإدارة الأمريكية في أكثر دول المنطقة أهمية ، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن قدرا يسيرا من الإصلاح في التعليم يمكن من خلاله سحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين . وأوضحت جنيف عبدو الصحفية والباحثة في جامعة نوتر دام في مقال لها بالصحيفة أن مسئولة في الإدارة الأمريكية تناقشت معها في أهداف إدارة الرئيس جورج بوش قبيل أسابيع من بدء الحرب على العراق حيث أكدت لها أن الولاياتالمتحدة تخطط لإعادة صياغة الشرق الأوسط وأنها أكدت لها أن سيطرة الإسلاميين على السلطة في مصر ليست لها وجود يذكر وإن الإدارة الأمريكية تعتقد أن قدرا يسيرا من الإصلاح في التعليم يمكن من خلاله سحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين، على سبيل المثال، كما اقترحت المسئولة الأمريكية، إلغاء صور الفتيات المحجبات من الكتب الدراسية في مصر. ولفتت جنيف عبدو إلى أن المسئولين الأمريكيين أعلنوا مؤخرا أنهم يوافقون على استمرار وضع جماعة الإخوان كتنظيم محظور دون تغيير. وطرحت الصحفية في صدر مقالتها التي جاءت تحت عنوان "هل الولاياتالمتحدة مستعدة للديمقراطية المصرية" تساؤلا حول مدى قبول الإدارة الأمريكية بحكومة يسيطر عليها الإسلاميون في مصر خاصة في الوقت الذي كشفت فيه نسبة التصويت الضعيفة في الانتخابات الرئاسية عن قوة جماعة الإخوان المسلمين كأكبر تيار إسلامي في مصر. ورصدت الصحفية ظاهرة اعتبرتها أهم ما تمخضت عنه الانتخابات الرئاسية المصرية وهي تنامي دور المعارضة ضد مبارك وخروجها في مظاهرات إلى الشوارع للمطالبة بإنهاء حكم مبارك على العكس من العقود الماضية التي كانوا لا يستطيعون فيها مواجهة النظام بشكل مباشر. ورأت الصحفية على أن هذه الانتخابات دفعت تيارات المعارضة كافة من علمانيين ويساريين وعلى رأسهم الإسلاميين لاتخاذ خطوات للتنسيق ضد فوز مبارك الذي كان متوقعا.. مؤكدة في الوقت نفسه أن الإسلاميين كانوا بمثابة العمود الفقري لتيارات المعارضة. واعتبرت الواشنطن بوست أن المظاهرات الأكثر أهمية هي تلك التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين.. مشيرة إلى أن تلك المظاهرات أثبتت قدرة القيادات الإسلامية على حشد عشرات الآلاف من المصريين للخروج في مظاهرات احتجاج ضد نظام الحكم. وسلطت جينف عبدو الضوء على أن الإسلاميين، في ضوء الاستراتيجية التي يتبعونها في الوقت الراهن، نظروا إلى انتخابات 7 سبتمبر على أنها تدريب للانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر المقبل. وخلصت إلى أنها يمكنها في ضوء حياتها في مصر على مدى سنوت قضتها في العمل كصحفية تستطيع التأكيد على أن مصر تتحول بوتيرة متسارعة إلى مجتمع إسلامي فيما يشبه ثورة تتمتع بتأييد عريض. عادت الصحفية للتساؤل عن مستقبل الإصلاح في مصر في ضوء رفض الإدارة الأمريكية للإسلاميين؟ وإجابت إنه من المستبعد إلى حد كبير أن يسمح لمرشحين من جماعة الإخوان بخوض الانتخابات البرلمانية بل سيخوضون تلك الانتخابات كمرشحين مستقلين على غرار ما فعلته الجماعة في انتخابات مجلس الشعب السابقة. وتوقعت الصحفية أن يحقق مرشحو جماعة الإخوان المسلمين نتائج قوية إذا سمحت لهم الحكومة المصرية بخوض الانتخابات البرلمانية تحت ظل الجماعة نفسها.. مشيرة إلى أن الإخوان سيلجأون إلى عقد صفقات مع الأحزاب التي ستخوض الانتخابات من أجل ضمان تمثيل الأجندة الإسلامية في العملية السياسية.