إن كنت معتذرًا فأعتذر أولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بدا وبدر من بعض البشر, فلا علم لهم فيعتذرون وكل ما لهم فهم أحمق عن حياته ومعاناته مع قومه صلى الله عليه وسلم حتى أتم الرسالة..... وأضيف بعد الاعتذار عذرًا لنبي الله نوح عليه السلام وما فعل معه قومه من تبرم وسخرية, حتى أتاهم الطوفان ثم عذرًا لنبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام وقسوة قومه معه، وإلقاؤهم به فى النار. ثم عذرًا نبي الله وكليمه موسى عليه السلام ومجادلة قومه له وتمردهم عليه وطلبهم للعجل إله من دون الله ..!! وغرور قارون من بني إسرائيل بنفسه وخروجه في خيلاء إلى أن خسف الله به الأرض. ثم عذرًا لنبي الله عيسى عليه السلام وانبهار قومه وهو سهم به حتى رفعوه إلى مكانة الإله, وحقد اليهود عليه ليصلبوه وما صلبوه.. عذرًا بحق الله عذرًا أنبياء الله... فما كنت أتخيل هذا الجدال وتلك الثرثرة من بني قومي تأخذ بجهد مني وكمد وأسف وحزن لمجرد أنك نذكرهم بالله وحكمه وشرعه ومنهجه ليكون حكمًا وفيه الخير كل الخير.. ولكن أكثر الناس غافلون.! فما قياس شكواي أمام ما عاني منه الأنبياء..؟!!! لا أدعي نبوة ولا علماً ولا منصباً غير أني فقط واحد من بين المسلمين آل على وعلى من يحملون بين جنبيهم الغيرة على دين الله أن يواجهوا بهذا الابتلاء ممن يدعون بالعلمانيين أو الشعبيين أو الاشتراكيين أياً كانت مصطلحات الأسماء والصفات البراقة ......!! مجرد نصح صادق لا فيه طمع وضعني في مكانة ما كان يدعو به أنبياء الله ألا وهو النصح ( لكن لا يحبون الناصحين) عندئذ أحسست كم عانى أنبياء الله... وأيقنت ربما خطأ أني كنت أقرأ القرآن بلساني دون عقلي, كنت أقرأه ربما وأنا أسرح منتشيًا بكلامه وعباراته فقط ..!... وها أنا أجد ما أجد ممن يقفون أمامي يترصدون الخطأ والأخطاء حتى يوقعون بي وبكل محاول مخلص لكلمة الله لم أقترف بهم ذنباً غير هذا الذنب !!! هاهم المنافقون إن وصفت أو بالغت في الوصف يصعدون من هجماتهم من إقامة دعاوى قضائية إلى تظاهرات وإلى احتجاجات, ولا يتورعون عن إدخال كل دسيسة ومكيدة, عندئذ أيقنت أن أنبياء الله كم عانوا.. كم صابروا وصبروا, عذرًا أنبياء الله وعفوًا فليست بي القدرة والعزيمة مثلكم لكني أرجو أن أحتذي بكم قدوة في الصبر والمثابرة ولن أتخلى عن الراية مهما بدت الرؤية قاتمة.