ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في عددها الصادر اليوم /السبت/ أن اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن إثر انفجار سيارة مفخخة في وسط بيروت منتصف الشهر الجاري، تسبب في فقدان الولاياتالمتحدة واحدا من أهم حلفائها في لبنان، والذي كان يرصد ويناهض الأنشطة الإقليمية لحزب الله وأعوانه في سوريا وإيران. وعزا مسئولون غربيون وعرب -حسبما نقلت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني- سببب اغتيال العميد الحسن إلى علاقته الوثيقة بالولاياتالمتحدة والدول الغربية ومجاهرته بدعمه للثورة السورية واعتبروا الأمر بمثابة تحذير للسياسيين المعادين لسوريا وإيران في لبنان لإجبارهم على وقف جهودهم الرامية إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن مسئول عربي بارز-رفض الكشف عن هويته-قوله:" اغتيال العميد الحسن وجه ضربة قوية للأمريكيين نظرا للمنصب البارز الذي تقلده في لبنان". ومع ذلك،رأى مسئول أمريكي رفيع المستوى أن العلاقات الاستخباراتية بين واشنطنوبيروت تمتد إلى آفاق تتعدى الفرد الواحد وقال:" من الخطأ أن نبالغ في خسائر الولاياتالمتحدة جراء هذا الهجوم الفردي"... معترفا في الوقت ذاته بأن حادث الاغتيال جاء في وقت حاسم تعيشه لبنان حاليا؛حيث باتت تقترب فيه حدة التوترات الطائفية من درجة الغليان. في حين أعرب مسئولون آخرون عن اعتقادهم بوجود تشابهات بين حادث اغتيال الحسن وحادث اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في عام 2005 تمثلت في الطريقة وتكتيكات التنفيذ؛فكلاهما اغتيل إثر انفجار سيارة مفخخة بسبب العلاقات الوثيقة التي جمعتهما بالغرب ومعارضتهما للدور السوري بداخل لبنان. وأعادت (وول ستريت جورنال) إلى الأذهان الزيارة التي قام بها العميد الحسن إلى واشنطن في نهاية شهر أغسطس الماضي؛حيث قدم تصورا قاتما لسيناريوهات انتقال عدوى الأحداث الدائرة في سوريا إلى جيرانها كما تطرق خلال محادثاته مع ديفيد بترايوس رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه" إلى جهود حزب الله لتعزيز دور قوات الأمن السورية في قمع الثورة من خلال ايفاد مقاتليه ومستشاريه إلى دمشق. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن مسئولي الإدارة الأمريكية يعتبرون أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان تعد واحدة من بين المؤسسات اللبنانية القليلة التي ظهرت عقب انسحاب القوات السورية من الأراضي اللبنانية في عام 2005 وظلت في منأى عن سيطرة نفوذ حزب الله الذي يهيمن بالفعل على حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.