قبل أن أبدأ فى الحديث مع حضراتكم، أحب أن ألفت عناية كل من يتابع هذا المقال إلى أن العبد الفقير إلى الله كاتب هذا المقال يعمل فى مجال الإعلام الرياضى كمعلق، وكذلك كمراسل، لذلك فأنا متضرر من توقف النشاط مثل الجميع ويعلم الله ذلك, لأنه هو الدخل الوحيد لى فى هذه الحياة, لدرجة أننى الآن بدأت أدرس دورة فى مجال تصميم الجرافيك من أجل أن أعمل بها حتى تعود الرياضة مرة أخرى, كل هذا أردت أن أذكره حتى لا يعتقد أحد أن كلامى الذى سيأتى فى الأسطر القادم مجاملة لأحد على حساب أحد, لأننى ببساطة لن أجامل أى شخص مهما كان على حساب حياتى ورزقى. ما حدث يوم الأحد من الرياضيين فى وقفتهم الأولى هو شىء طبيعى لأشخاص تريد أن تحصل على أبسط حقوقها، وهى العودة إلى عملهم مرة أخرى "عودة الدورى", ولكن عندما يتحول الأمر بعد ذلك إلى الذهاب إلى فندق إقامة بعثة الفريق النيجيرى, الذى هو فى الأساس ضيف على مصر قبل أن يكون ضيفًا على الأهلى من أجل منعه من الذهاب إلى المباراة أو حتى من أجل إرهابه لتوصيل رسالة إلى المسئولين فى هذه الدولة, فهذه هى قمة الازدواجية, فكيف لهؤلاء الأشخاص أن ينزلوا ليتظاهروا من أجل ظلم وقع عليهم بمنعهم من اللعب وممارسة عملهم ثم يقومون بنفس الأسلوب ويمنعوا فريقًا من الذهاب إلى عمله، ويا ليته كان فريقًا من داخل مصر بل هو ضيف علينا. محاولة منع الأهلى من لعب نهائى إفريقيا كما يريد أوسة وعبد العزيز "أبطال موقعة البارون", ما هى إلا فكرة فاشلة لن تجدى شيئًا فى الحقيقة، ولكن فى عقولهم هى محاولة لعقاب "الألتراس", لأن ما يدور فى رأسهم هو أن الألتراس يسمح لناديه باللعب فى إفريقيا ويرفض إقامة الدورى، ولكن فى حقيقة الأمر هذا غير صحيح، على الأقل - على حد وصف الألتراس- الذين قالوا فى جزء من بيانهم عما حدث (تحدثوا عن ازدواجيتنا وأنانيتنا فى أن يلعب الأهلى منفردًا فى إفريقيا.. ألم يكن الزمالك وإنبى مشاركين فى تلك المسابقات؟؟، ألم نرفض وحاولنا بكل السبل منع مباراة السوبر التى كان الأهلى طرفها؟؟، ألم نعلن عن أن الرفض هو لإقامة مسابقات محلية يا ...). أكمل على كلامهم وأريد أن يجيبنى أحد من الذين يريدون منع نهائى إفريقيا، ماذا لو كان الزمالك قد نجح فى استعادة توازنه فى إفريقيا وخطف بطاقة الصعود إلى الدور نصف النهائى ثم إلى المباراة النهائية؟، وكذلك الحال بالنسبة لإنبى هل كانوا سيفعلون هذا؟، أم أنهم كانوا سيتركون الجميع يكمل مشواره؟, ولكن ما حدث أمام الفندق يؤكد أنها فوضى وليست محاولة لتوصيل صوت للمسئولين, وكذلك نزول الألتراس إلى الفندق من أجل مساعدة بعثة نيجيريا على الوصول للملعب خطأ كبير جدًا وقمة الفوضى؛ لأنه أحدث اشتباكات بينهم وبين الواقفين بعد إطلاق الألتراس للشماريخ وكاد الأمر يتطور، خاصة أنه أطلقت نيران فى الهواء أو فى اتجاه الألتراس على حد زعمهم, وظهرت صور لأيمن عبد العزيز يمسك ب "شومة" رافعًا شعار "من النهارده مفيش حكومة.. إحنا الحكومة". الأمور تتصاعد يومًا بعد الآخر، ولا أحد فى المسئولين يحرك ساكنًا، حتى العامرى فاروق الذى كان يخرج علينا يوميًا فى كل القنوات من أجل أن يؤكد لنا أن الدورى سيعود فى موعده وأنه حصل على كل الموافقات من مجلس الوزراء والداخلية، ولكن منذ أن أعلن تأجيل الدورى لأجل غير مسمى لم نستمع له فى أى مكان، لدرجة أننى أخشى أن يكون أصابه مكروه وإحنا مش عارفين, وفى الختام أريد أن أوجه كلامى للسيد الرئيس الذى أحبه وأحترمه ولكننى بدأت أفقد الثقة فيه تدريجيًا لأن ما يحدث فى مصر هذه الأيام يؤكد غياب الدولة تمامًا: "فيا سيادة الرئيس، أفق قبل أن يفوت الأوان وتجد كل شىء بعد ذلك قد خرج من يدك، ولابد أن تصدر قرارًا يعيدنا إلى عملنا فى المجال الرياضى مرة أخرى؛ لأن الرياضة لم تعد ترفيهًا كما كانت فى السابق، ولكنها أصبحت أكل عيش".