انقسمت الأحزاب السياسية حول المبادرة التي أطلقها الدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، للم الشمل مع القوى السياسية عقب فوزه برئاسة الحزب بين ترحيب البعض لإنهاء الصراع السياسي ورفض البعض الآخر بسبب افتقادهم الثقة في الإخوان بينما وضعت أحزاب أخرى شروطا للموافقة. وأيد محمد سامي، رئيس حزب "الكرامة" مبادرة الدكتور سعد الكتاتني للم الشمل بين القوى السياسية، مشيراً إلى أنها خطوة جيدة للتهدئة وتخفيف الاحتقان بين القوى السياسية مفيداً بأنهم سيدعمون هذا الأمر. وطالب سامي بأن تكون دعوة "لم الشمل" جادة وليست مجرد استهلاك إعلامي، مؤكداً أن الدكتور الكتاتني شخصية محترمة ومقبولة ومن الممكن أن يكون هناك حوار معه لوضع سقف للخلافات المتصاعدة بين القوى السياسية. وتمنى سامي أن تغير جماعة الإخوان المسلمين من أدائها السيئ في ظل رئاسة الكتاتني للحزب، مؤكداً أن حزب الكرامة قبل المشاركة في دعوة "لم الشمل" حتى لا تتسم المواقف بين القوى السياسية بالعداوة. وفي المقابل، قال سعيد عبدالغني القيادي بالحزب الناصري إن مبادرة لم الشمل التي أطلقها الكتاتني لا قيمة لها لأن معظم القوى الثورية والسياسية ومنها الحزب الناصري لم يعد يصدق الإخوان في شيء لعلمهم أن الإخوان لا يسعون للتقريب إلا بحثاً عن مصلحة ما وبعد الوصول لهذه المصلحة يديرون ظهورهم للجميع وظهر هذا جلياً في عدة مواقف ومنها تخليهم عن الثوار في أحداث محمد محمود، مشيراً إلى أن كل من صدق الإخوان ندم بعدها. واشترط عبدالغني حتى يقبلوا المبادرة تغيير سلوك الإخوان المسلمين بدءًا من الاعتذار عما حدث من انتهاكات للثوار في جمعة كشف الحساب، بالإضافة للمبادرة بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية حتى تمثل كل أطياف المجتمع المصري قبل حكم المحكمة وإعلان الإخوان أنهم أخطأوا في حق الشعب المصري والتوقف عن أخونة الدولة في المؤسسات الحكومية. من جانب آخر، قال أحمد عودة، مساعد رئيس حزب الوفد إن اجتماع الهيئة العليا لحزب الوفد سيناقش المبادرة لاتخاذ موقف حيالها إما بالقبول أو الرفض. وأضاف عودة أنه لا يوجد عداوة أو خصومة بينهم وبين حزب الحرية والعدالة ولكنهم ينتقدونهم لتصرفاتهم الخاطئة, مطالباً الحرية والعدالة بالتصالح مع المصابين والجرحى الذين اعتدى عليهم رجال الإخوان بشكل مقيت في جمعة "كشف الحساب" قبل تفعيل مبادرة لم الشمل. وأشار عودة إلى وجوب تصحيح حزب الحرية والعدالة أخطائه قبل المبادرة سواء اتفقوا أو اختلفوا حول المبادرة.