وأوصلت رسالة للرئيس محمد مرسى بأن مصر ليست حكرا على فصيل واحد وأن المظاهرات والمليونيات ستأتي بنتائجها لتحقيق أهداف الثورة، وذلك من خلال استمرار الضغط فى الشارع وأن مطالب القوى الثورية فى المرحلة القادمة ستتمثل فى ضرورة حل جماعة الإخوان المسلمين تمهيدا لمحاكمتهم ومعرفة مصادر تمويل الجماعة أو توفيق أوضاعها. وقال الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن خروج جموع الشعب المصري يوم الجمعة بمختلف أطيافه السياسية، من الأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والفنانين وشباب الجامعات يعيد مرة أخرى للمصريين ذاكرة ثورة 25 يناير، ويؤكد إصرارها علي عدم التفريط في مبادئها ورفضها كل محاولات الاختطاف والتشويه وانفراد فصيل سياسي واحد بتحديد مستقبل وهوية مصر. وقال سعيد إن عشرات الآلاف الذين خرجوا في القاهرة والإسكندرية وجميع محافظات مصر حملوا جميعاً رسالة واحدة للنظام الحاكم وجماعات الإسلام السياسي تؤكد أن المصريين لن يقبلوا بدستور طائفي وعنصري ويؤسس لدولة دينية تحكمها ديكتاتورية جديدة ترتدي عباءة الدين، مشيرا إلى أن الهتاف المدوي الذي ردده المصريون فى مظاهرات الجمعة: "عيش.. حرية.. إسقاط التأسيسية"، كان بمثابة استفتاء شعبي تلقائي يقول بصوت واحد: لا لجمعية الدستور الباطلة.. ولا لنصوص الدستور التى انتهوا إليها ويستعدون لفرضها علي الشعب المصري. وأوضح رئيس المصريين الأحرار، أن المظاهرات التي خرجت بدون حشد للأنصار بالأتوبيسات من الأقاليم وبدون وجبات طعام وبدون شعارات تستغل الدين أو تثير الفتنة تأتي كإنذار شديد اللهجة للنظام وللإخوان ومليشياتهم بأن الثورة يمكن أن تعود إلي الميدان في أي لحظة ويمكنها الإطاحة بأعدائها الجدد الذين يستخدمون نفس الأساليب القمعية والإقصائية للنظام السابق، وأكدت أيضاً عزم الأحزاب المدنية وأطياف التيار الديمقراطي الواسع فى مصر علي الوحدة وتجميع صفوفها في جبهة قوية للمعارضة سوف تكون شوكة مؤلمة في حلق أعدائها وتتصدى بكل قوة إلي كل أشكال الهيمنة علي دستور مصر ومحاولات الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة. وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع إن مظاهرات الجمعة أوصلت رسالة للرئيس مرسى بأن مصر ليست حكرا على فصيل واحد، لافتا إلى أن عدم نزول جماعة الإخوان المسلمين فى جمعة "مصر مش عزبة" جاء نتيجة قيام القوى الوطنية فى الجمعة الماضية بالتصدى لهم بعد محاولة الإخوان مصادرة حرية التعبير عن الرأى من خلال قيامهم بالاعتداء على المتظاهرين وترويعهم فى الميدان، معتبرا أن الإخوان الآن أمام فضيحة سياسية بعد تعاملهم الوحشى والهمجى مع كل معارضيهم. واعتبر طلعت فهمى، عضو الأمانة بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن مظاهرات الجمعة كانت بمثابة إنذار لجماعة الإخوان المسلمين بأنها لن تهنأ مادامت فى السلطة وتسير عكس اتجاه أهداف الثورة. وأشار فهمى إلى أن أهم مطالب ستطالب به القوى الثورية فى المرحلة القادمة ستتمثل فى ضرورة حل جماعة الإخوان المسلمين حتى تكون هناك إمكانية لمحاكمتهم ومعرفة مصادر تمويل الجماعة أو توفيق أوضاعها بحيث تتحول إلى جمعية معترف بها وخاضعة للقانون. وقال عبد المنعم إمام، أحد مؤسسى حزب العدل، إن مظاهرات الجمعة نجحت فى توصيل رسالتها للنظام الحاكم بأن ميدان التحرير ملك للشعب المصري وليس مقبولا أن يحاول فصيل أو تيار السيطرة عليه, وأن الدستور لابد أن يمثل كل أبناء الوطن دون تمييز أو وصاية.