ناشد عدد من خطباء وأئمة المساجد أمس الجمعة القوى السياسية نبذ الخلافات والنظر لمصلحة الوطن، محذرين من محاولات الوقيعة والفتنة التى يفتعلها البعض لتشتيت أطياف المجتمع المصرى وتفتيته وإسقاط الدولة. وطالب الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم حزب الحرية والعدالة بضرورة الامتناع عن الإدلاء بتصريحات تغرق الرئيس فى أزمات مع القوى السياسية والشعب، متهما جماعة الإخوان وحزبها بالتسبب دائما فى إشعال نار الفرقة والفرقة بين مختلف القوى السياسية بسبب تصريحاتهم. وقال شاهين خلال خطبة الجمعة: "يا رجال الحرية والعدالة أنا أحبكم ولكن اصمتوا يرحمكم الله"، مضيفا أننا انتخبنا الرئيس محمد مرسى ولم ننتخب الحرية والعدالة، لذا فعلى الرئيس أن يكون هو وحده صاحب القرار ومن يحب الرئيس فليقل خيراً أو ليصمت. وأضاف: "يظنون أن كلا منهم رئيس الجمهورية"، وطالب شاهين قضاة مصر بأن ينحازوا للوطن ومصلحته فى تصريحاتهم، مشددا على رفضه أى صراع بين السلطة القضائية وأى سلطة أخرى لأنه سيدخل البلاد فى مرحلة حرب لا نهاية لها. فيما قال محمد صلاح خطيب مسجد النور بالعباسية إن هناك من يريد إسقاط مصر فى هاوية وأن التخبط والصراعات الداخلية التى نعانى منها اليوم ما هى إلا تنفيذ لمخطط الكائدين وسيوصلنا ذلك إلى ما لا تحمد عواقبه، مستنكرا الاشتباكات الدامية فى ميدان التحرير الجمعة الماضية، داعيا القوى السياسية إلى التسامح والتعقل لنتعرف على عدونا الحقيقي. ووصف خطيب مسجد النور التظاهرات المستمرة بأنها تشويه للثورة التى قمنا بها وأنتجت رئيسا منتخبا بإرادة شعبية، داعيا الشباب الثائر إلى التعقل والصبر حتى لا تقع بمصر فى الهاوية. وأضاف أن مصر كانت ومازالت قدوة وقائدا للوطن العربى فيجب علينا أن نؤدى دورنا لنحمى وننصر إخواننا فى الدول المستضعفة، لأنه واجب علينا أن ننصرهم على أعداء الإسلام، موجها الشكر للشيخ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس على جهوده فى مساعدة الثورة السورية، والذى سافر إلى هناك بعد أن جمع التبرعات للمنكوبين والمضارين من نظام بشار الأسد القمعي. فيما شدد الشيخ يوسف أيوب، خطيب مسجد الفتح على أنه ليس من حق أى شخص الحكم على مدى إيمان الناس أو تكفير أى شخص آخر لأن علاقة الإنسان بربه علاقة خاصة لا يتدخل فيها أحد. فيما انتقد الدكتور مجدى عبد الغفار، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، خلال خطبة الجمعة بمسجد الاستقامة بميدان الجيزة، اعتماد الدولة نظام تشكيل اللجان داخل الوزارات والإدارات المختلفة، مؤكدا أنها لجان وهمية ولا وجود لها على أرض الواقع، لا تقدم للدولة من الخدمات ما يساوى المبالغ التى تستنزفها من أموال الشعب. فيما انتقد عبد الغفار ظاهرة انتشار قطع الطرق بالباعة الجائلين، مطالبا المواطنين بعدم الشراء منهم، معتبرا أن الشراء منهم به شبهة حرام، نظرا لوجودهم فى عرض الشارع وعملهم ضد مصلحة الدولة. وأكد أن هوية مصر هوية إسلامية رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين، مشددا على أن مساندة الحاكم واجبة، وقال: إن مصر تحتاج إلى رجال يظهرون فى وقت الشدة، وأن هذا هو وقت إظهار الإخلاص لنعد العدة لعهد جديد يسوده الحب والتقدم والرفاهية.