غفر الله لى ولمن أرشدنى إلى الاطلاع على الفيلم المسىء البذىء لأنقل إلى حضراتكم بعض ما رأيت وسمعت من كفر بواح وكذاب أشر، وعدوان سافر على ذات رسول الله الكريم الذى أرسله الله رحمة للعالمين ليخرجهم بإذن ربهم من الظلمات إلى النور.. فإذا بصنف ضال من البشر عزف إبليس على قيثارته بأصابع من فتن فعميت أبصارهم عن رؤية الحق وصمت آذانهم عن سماع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِى إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }الأحزاب 45 – 46. ذلك أن الدقائق التى شاهدتها من هذا العمل الدنىء إهانة لسيد البشر –صلى الله عليه وسلم- واستهزاء شديد وإنى لفى ذهول لهذه الوقاحة فى الإقدام على إيذاء نبينا الكريم ورسولنا الذى بعثه الله رحمة للعالمين. الفيلم المسيء يا سادة – لا أراكم الله أبداً- ناطق بالعامية المصرية معنى ذلك أن فجرة من مصر شاركوا فى هذا العمل الشائن بدعوى الفن، وهو عمل قبيح لأنه ينصب على إيذاء الرسول الكريم فى نسبه الشريف ويزعم هؤلاء الأشرار أنه تربى مع العبيد، وأنه لا أب شرعى له وأنهم سموه محمد بن أبيه.. ثم يتهمون رسولنا الكريم فى شبابه بأنه كان ماجنًاًً والعياذ بالله ورد على لسان السفلة عنه – صلى الله عليه وسلم- بيحب النسوان.. فهو يجرى وراءهن ليتصيدهن، وتقول إحداهن له استر نفسك.. إنك لا تلبس سروالاً.. وحين تأخر نزول الوحى بموت ورقة بن نوفل قالوا له: شوية توراة على شوية إنجيل يطلع آيات مضروبة.. (هذه هى لهجة الحوار عامية مصرية رديئة). وينتقل إلى الغنائم وينسبون لرسولكم الكريم – صلى الله عليه وسلم- قولاً زوراً هو: خذوا الأطفال وتمتعوا بالعيال اللى تعجبكم!! ثم قولا أشد بهتاناً: أى مرة يحبها لو عايزها وامرأة مؤمنة إن أرادت فهى له... أرجو أن ألتمس منكم العفو فإنى لا أستطيع المضى فى سرد هذه الأقوال الكافرة إذ ينسبون له –صلى الله عليه وسلم- شذوذاً وانحرافاً سلوكياً وكذباً حين ينسبون القول بأن زينب بنت جحش بتاعتى وهلغى التبنى علشان زينب ودى آية تنزل فى القرآن... تنزل: أى أنها ليست وحيًاً.. معتد على القوافل التجارية يهجم عليها ويجيع الأطفال كعبيد بعد ما يستعملهم.. ويأمر بأن من يرفض الدخول فى الإسلام يدفع الإتاوة أو القتل.. واللى مش مسلم يبقى كافر.. أرضه نساؤه عياله غنيمة للمسلمين.. ولا أستطيع أن أمضى بكم أكثر من هذا -وصحيح أن ناقل الكفر ليس بكافر- لكن من يدرينى أن يكون هذا القول ضعيفاً لأى سبب فأقع بعد هذا العمر الطويل فى محنة قاسية.. علينا أن نبحث فى أسباب هذه الإساءات ودوافعها حتى نستطيع مواجهتها والقضاء على أسبابها. فى نظرى أن الأسباب عديدة ومنها: - تعصب دفين وتأثر متوارث من أيام الحروب الصليبية التى انتهت بهزيمة الصليبيين وانتصار الإسلام.. ولعلكم تذكرون كلمة بوش الابن عن الصليبية وهو يتحدث عن أحداث سبتمبر واستدركوا وقالوا زلة لسان.. ولم تكن كذلك.. بل كان يقصدها. - هناك منظمات صهيونية مهمتها معاداة الإسلام ونبيه لحقد دفين أيضًاً وثأر مقصود ضد رسولنا الكريم. - هناك جماعات التبشير التنصيرى التى لا تباشر عملها إلا فى بلاد الإسلام مع أن الأصوب أن تعمل هذه البعثات التبشيرية فى أوروبا وسط الملحدين والوثنيين.. ففى آخر إحصائية لأتباع الأديان أنه فى أمريكا 198 مليون أمريكى لا دين لهم.. لا يعترفون بوجود إله أو نبي.. ماذا سنقول لربنا غدًاً يوم العرض عليه؟! وماذا نقول لنبينا – صلى الله عليه وسلم- يوم نلقاه ونرجو شفاعته وأن نشرب من حوضه؟! كيف نرضى بإهانة رسولنا وسيدنا ونبينا المصطفى على مرأى ومسمع ولم نحرك ساكناً؟! اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك وهذا ضعفنا بين يديك!! المسألة أيها السادة ليست مسألة إيمان وكفر أو حرية عقيدة وتعبير فنحن نؤمن بقوله تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. لكن المسألة فى هذه السفاهة والبذاءة وقلة الأدب والفجور والحرص على تشويه صورة نبينا الكريم المبعوث رحمة للعالمين.. كيف نواجه هذه المسألة التى تتفاقم عاماًًً بعد عام ولا تهدأ .. بل إن الاعتداءات على إسلامنا ورسولنا الأكرم تأخذ لها كل عام أشكالاً متغايرة، وصورًاً متباينة.. ومن هنا يأتى دور المؤسسات الإسلامية فى وضع الخطط والتوصيات التى يكفل تنفيذها مواجهة مثل هذه التحديات الفاجرة تجاه رسولنا الكريم الذى أحيا أمة وجعل منها رجالاً كانوا مصابيح الهدى وأنشأوا واستضاء العالم بأنوار بصائرهم وثمرات قرائحهم، فكانت الحضارة الإسلامية حضارة وارفة الظلال.. وكان للعلم العربى قصب السبق فى كل مجالات المعرفة فى كل الدنيا.. كل هذا بفضل النورين: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فماذا أصابنا؟ إلهي: عبادك فى شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف فى عميق سبات بأيمانهم نوران: ذكر وسنة فما بالهم فى حالك الظلمات نعم: ما بالنا والنوران معنا ما بالنا فى حالك الظلمات؟ أرجو ألا نتأخر كثيراً كعادتنا عن الأخذ بالأساليب الإلكترونية الحديثة كالنت واليوتيوب والفيس بوك والفضائيات فى معالجتنا لقضايا التعريف بالإسلام ونشره كتكليف إلهى للعالم كله.. وهنا أقترح إنشاء فضائية إسلامية عالمية بلغات عدة تخاطب العقلانية عقول العالم بالحجة والمنطق.. ويمكن أن تسهم فى تكاليف هذه القناة جهات إسلامية عديدة منها: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – منظمة المؤتمر الإسلامى – جامعة الدول العربية - رابطة العالم الإسلامى – رابطة الجامعات الإسلامية – منظمات الإيسيسكو والألكسو ورجال المال والأعمال الخيريين.