فيما يبدو أن سلسلة من الإضرابات والاعتصامات قد تعصف باستقرار شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج، الأمر الذى قد يحول دون تمكن الشركة من مواجهة التحديات الكبيرة التى تطرح أمامها بشكل يومى، خاصة أن سوهاج تحتل أعلى محافظات الجمهورية تلوثًا للمياه والانتشار الشديد للأمراض والأوبئة المترتبة على هذا التلوث. فى الوقت نفسه تعانى أكثر من 57% من قرى سوهاج الحرمان من الصرف الصحى. من ناحية أخرى، تفاقمت أزمة العمالة المؤقتة التابعة لشركة التشغيل فى وحدة معالجة مياه الشرب بسلامون دائرة مركز طما، بعد قيامهم بالإضراب عن الطعام ودخول عدد 10 أفراد منهم إلى مستشفى طما المركزى لتلقى الرعاية الصحية.. وطالبوا بتعيينهم فى شركة المياه أسوة بزملائهم فى بعض المحطات، والتى قامت فيها شركة المياه بالاستعانة بعمال شركة التشغيل بعد انتهاء مدة عقدها على أساس حاجتها لهم ودرايتهم بتشغيل المعدات فى هذه المحطات. يذكر أن هذه العمالة التحقت بشركة "الجيزة للأعمال الكهروميكانيكية"، والمكلفة بتشغيل المعدات لمدة عام لحين تسليم المحطة لشركة المياه، على أمل أن يتم توظيفهم بالشركة إلا أنهم فوجئوا برفض شركة المياه إلحاقهم بالعمل على أساس عدم حاجتها لهم، مما دفعهم للاعتصام فى وحدة معالجة مياه سلامون، ورفضوا دخول أى من موظفى شركة المياه المكلفين بتسلم المحطة أكثر من مرة. يقول خالد عبد الراضى، أحد المضربين عن الطعام، إنهم قبلوا العمل فى شركة الجيزة بهذا الأجر الزهيد على أمل تعيينهم فى شركة المياه أسوة بزملائهم، فكيف يتم طردنا بعد كل ما قدمناه بحجة عدم وجود ميزانية فى الدولة لتشغيل 14 فنيًا فى شركة المياه. وأكد خليفة أبو زيد، أحد المضربين بمستشفى طما، أنهم لن يفكوا إضرابهم حتى يتم تعيينهم بشركة المياه، إن الشركة لم تراع أرزاق أبنائهم وقيامهم بتشغيل المعدات لمدة تزيد عن عام كامل واليوم يريدون الاستغناء عنا بسهولة. من ناحيتهم، أكد المسئولون أن الشركة لا تحتاج لعمالة لوجود فنيين مدربين فى هذه العملية، وأكدوا أنه لا توجد ميزانية لتعيين فنيين جدد لمرور الشركة بأزمة مالية، الأمر الذى يحول دون قبولهم بالشركة، فضلاً عن أنها لم تقم بتقديم أى وعود للعمالة الخاصة بشركة الجيزة بالاستعانة بهم عند تسلمها المحطة. يذكر أن اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة المياه بسوهاج، والعضو المنتدب بها، قد رفض قبول 272 معوقًا تم توجيههم للعمل بشركة المياه بأمر من وزير القوة العاملة لعدم حاجة الشركة لعمالة بها، مما دفع المعاقين للاعتصام لمدة أسبوع داخل مقر الشركة؛ اعتراضًا على قرار مدير الشركة، وقاموا بالهتاف ضده وضد الشركة والعاملين بها.