طالبت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية في عددها الصادراليوم الاثنين إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما باتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان محاكمة المتورطين في إرتكاب حادث الهجوم الصاروخي على مقر القنصلية الامريكية في مدينة "بنغازي"الليبية أمام المحاكم الامريكية بدلا من المحاكم الليبية وشبهت الصحيفة - في مقال إفتتاحي نشرته اليوم وأوردته على موقعها الالكتروني- حادث بنغازي بالهجوم الذي تعرضت له المدمرة "يو إس إس كول"الامريكية في ميناء عدن باليمن عام 2000..معتبرة أن أوجه الشبه بين الحادثتين يتمثل في: أن كلا البلدين تفتقران إلى الموارد التي تمكنهما أو السلطات التي تخولهما إجراء محاكمة عادلة لقادة الجماعات المسلحة التي يرجح وقوفهم وراء الحادثتينوأشارت الصحيفة إلى أنه عقب وقوع حادث بنغازي الذي تسبب في مقتل السفير الامريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة من معاونيه، سارع الرئيس الامريكي بالتعهد ب"الثأر" للسفير الامريكي من الجناة الحقيقيين واستتبع ذلك قرار بإيفاد محققيين من مكتب التحقياقت الفيدرالي "إف بي آى" الأمريكي لمعاونة نظرائهم في ليبيا للقبض على الجناةولكن سرعان ما وصل المحققون إلى العاصمة الليبية "طرابلس"،حتى مكثوا داخل المدينة طيلة ثلاثة أسابيع قبل مغادرتهم لمعاينة موقع الحادث والوقوف على تفاصيله نتيجة الفوضى الامنية وخشية استهدافهم من قبل مجهولين/على حد قول الصحيفة/ثم نجد السلطات الليبية-حسبما أبرزت الصحيفة-تزعم القاء القبض على العديد من المشتبه،دون التحقق بعد ما إذا كان لهم دور حقيقى في الهجوم أم مجرد كبش فداء. وقالت صحيفة"واشنطن بوست" إن ما حدث في ليبيا من فوضى دبلوماسية وقضائية يعيد لاذهاننا ما حدث إبان الهجوم الذي استهدف المدمرة (يو إس إس) الامريكية عام 2000،حيث تم إرسال طاقم كامل من محققي (إف بي أي) إلى البلاد الذي كان يعاني تلك الفترة من تردي الاوضاع الامنية"وتماما كما هو الحال في ليبيا-سارعت السلطات في ليمن في أعقاب الهجوم على المدمرة الامريكية بالقاء القبض على عدد من الاشخاص المشتبه بهم وتمت محاكمتهم لكنهم لاذوا بالفرار بعد المحاكمة والبعض منهم قد غادر البلاد. ورأت الصحيفة الامريكية في المفارقة التاريخية بين الحادثتين دروس مستفادة للادارة الامريكية تساعدها في تعاطيها وإدراتها للازمة في ليبيا التي تركتها في موقف لا تحسد عليه لتواجه وابل من الانتقادات لما يراه البعض "تباطوء" وتقاعس عن التحقق من وتحديد دور تنظيم القاعدة في التدبير للهجوم. وبناء عليه اعتبرت الصحيفة الامريكية-في ختام تعليقها-أن ترحيل المتهمين في رتكاب الحادث من ليبيا إلى الولاياتالمتحدة ومحاكمتهم أمام القضاء الامريكي هو الخيار الامثل للادارة الامريكية كي ترفع حرج عن نفسها بدلا من اللجوء إلى الخيار العسكري بشن غارات بالطائرات الامريكية بدون طيار فوق السماء الليبية نظرا لما ينطوي عليه ذلك الخيار من مخاطر تقويض مسار ليبيا نحو الديمقراطية وتبديد النظرة الايجابية للشعب الليبي حيال الولاياتالمتحدة.