في سابقة خطيرة تهدد الأمن القومي المصري وسلامة حركة الطيران، وقعت هيئة الطيران المدني عقدًا مع شركة "SITA" الأمريكية بقيمة 7 ملايين دولار، تتولى بمقتضاه الأخيرة التحكم في كافة أنظمة الأمن الأرضية والجوية في سبعة مطارات مصرية ، بما فيها مطار القاهرة الدولي. وحسب ما تسرب من معلومات عن بنود الاتفاقية ؛ فإن شركة "SITA" ستتولى إنشاء دائرة تلفزيونية مغلقة مرتبطة بأنظمة التحكم الأمنية بالمطارات ، وتشمل التحكم الأرضي والجوي معًا. ويرتبط النظام الأمني بأنظمة إنذار الحريق وأجهزة الكشف عن المتفجرات في الحقائب والطرود بواسطة أجهزة أشعة إكس، بالإضافة إلى إعداد قاعدة بيانات. كما سيتضمن المشروع إطلاق نظام فيديو للدوائر التلفزيونية المغلقة على شبكة الإنترنت ليكون بمقدور جميع المطارات المصرية مشاهدتها. وأعلن اللواء ماجد المرسي رئيس هيئة الطيران المدني أن المطارات السبعة التي تشملها الاتفاقية؛ هي: مطار القاهرة الدولي، شرم الشيخ، الغردقة، الأقصر، أبو سمبل، برج العرب، أسوان، موضحا أنها سترتبط بغرفة إدارة الأزمات بوزارة الطيران المدني، وستتيح لغرفة العمليات الرئيسية تلقي إنذارات الطوارئ من كافة المطارات المصرية. وأضاف أن غرفة العمليات المركزية لإدارة الأزمات ستستطيع عبر النظام الجديد الاتصال بالصوت والصورة بأي مطار أو بالوزارة ، وذلك من خلال دائرة الفيديو المغلقة المحملة على شبكة الانترنت. وأوضح رئيس هيئة الطيران المدني أن الشركة الأمريكية ستزود المطارات المصرية باستشارات أمنية وستقوم بمراجعة وتجديد قواعد الأمن المعمول بها حاليًا في المطارات المصرية. وأشار إلى أن الشركة الأمريكية موجودة في مصر منذ عام 1953م ويقع مركز قيادة شبكتها الإقليمي في القاهرة ، وهي واحدة من عملاء قطاع الاتصالات في مصر. من جانبه، أعلن كودار أكيل نائب رئيس الشركة والمدير العام لفرعها في مصر وجنوب أفريقيا أن المشروع الجديد سيحسن كثيرًا من إجراءات أمن زوار المطارات وأمن حركة الطيران. وعلى صعيد متصل، حذرت مصادر بهيئة الطيران المدني بشدة من تسليم أمن المطارات المصرية أرضًا وجوًا لجهات أجنبية، خاصة إذا كانت ترتبط بجهات استخباراتية أمريكية مثل CIA. وكشفت عن أن الشركة الأمريكية لها علاقات وثيقة بوكالة الاستخبارات الأمريكية، محذرة من أن عملها في مصر سيمكنها من معرفة كل ما يدور في المطارات المصرية من أسوان شرقا إلى برج العرب غربا. وأكد أن هذه الشركة نجحت خلال الأعوام الماضية في توقيع عقود للسيطرة على أمن ثلاثة مطارات دولية مغربية وعدد من المطارات الأردنية ، وسيطرت على أنظمة الاتصالات في شركة خطوط الطيران السورية وشركة طيران العربية. وشددت المصادر على ضرورة أن تخضع السيطرة على الأنظمة الأمنية في المطارات لعناصر وطنية لمنع اختراقها، مدللة على ذلك برفض الكونجرس الأمريكي إدارة شركة إماراتية للموانئ الأمريكية، خشية أن يشكل ذلك تهديدًا للأمن القومي الأمريكي. وأشارت المصادر إلى واقعة تجسس أمريكية على مكالمة هاتفية بين الرئيس مبارك والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أثناء أزمة السفينة الأمريكية أكيلي لاورا التي اختطفت من جانب مجموعة فلسطينية.