سمحت المحكمة للضابط المتهم حسام الدين حنفى فى قضية موقعة الجمل الخروج من قفص الاتهام للدفاع عن نفسه وكان مرتديًا بدلة سوداء اللون وممسكًا بملف أخضر يحتوى عدة أوراق، وبدأ حديثه بتسمية الله والتأكيد أن وقف فى ساحة القضاء مرارًا وتكرارًا كمدافع عن الحق ووقف لسنوات طويلة ليقوم بواجبه فى المباحث بعدة أماكن متفرقة، كما أن والده كان دكتورًا فى القانون ووالدته معلمة وأسرة إسلامية لا ينقطع فيها القرآن ليل نهار حتى أنه حفظ نصف كتاب الله. وأكمل: ليس لى ذنب سوى أنى رجل شرطة يؤدى عمله وشرف بتمثيل مصر فى الساحات الدولية كلاعب كرة يد فى المنتخب، وحصل على لقب أحسن لاعب بإفريقيا، وعمل بأقسام عديدة فى القاهرة لم يجازِ فيها ولو مرة واحدة عن أي خطأ، وقال هذا شرف لى ومازلت مستمرًا كضابط ملتزم أخلاقيا ودينيا، أنكرت نفسى وأسرتى وأهلى وضبطت الكثير من تجار المخدرات بالدرب الأحمر، ولص الخزائن الشهير الذي سمى بعد ذلك باللص التائب وكان متهمًا فى 45 قضية، وهو اللص الذي سرق لاسلكى الشرطة فى واقعة شهيرة، كما أننى ألقيت القبض عام 2002 على سفاح السيدات، وحصلت على شهادة تقدير من الأمير نايف وشهادة تميز فى كتابة التقارير إلا أن ذلك حرق فى القسم. وقال الضابط إنه قبض على أكبر عصابة لتهريب الآثار الإسلامية عام 2004، وفى العام التالى قبض على عصابة دولية لتتبع أموال البنوك وبحوزتهم 5 ملايين دولار أعادها تامة لأصحابها، وفى عام 2006 قبض على عصابة أخرى لتهريب الآثار وأنه يؤمن أن تاريخ مصر ليس للبيع وضباطها أيضًا ليسوا للبيع، وأنه كشف النقاب عن قضية بيع نفايات المستشفيات والمعروفة إعلاميًا باسم "النفايات الخطرة " وأنه تمكن قبل قيام الثورة بشهر واحد من ضبط 3 مصانع لأنتاج الأدوية المغشوشة هز بها الرأى العام لأنها كانت أدوية لعلاج السرطان والكبد والكلى، كانت تتسبب فى الوفاة، كما ضبط أحد الأعراب الذين قتلوا ضابطاً زميله وعرض نفسه للخطر والموت لأنه ضبطه بمفرده وكان المتهم يطلق عليه النار. واستمر الضابط فى بيان سجله الحافل بحصوله على 12 مكافأة من وزارة الداخلية بعد الثورة، وقال بصوت متحشرج ووجه محمرًا كنت محل فخرًا لطفلى، وكان ابنى الأكبر البالغ 13 عامًا دائم التفاخر بى ولكن كل ذلك انهار بمجرد الزج بى فى القضية، وعاد يومًا من المدرسة منهارًا تمامًا رافضًا الحديث وهو يبكى بشكل هستيرى لأن زملاءه فى المدرسة علموا كون والده متهمًا فى هذه القضية، وقال الضابط "تمنيت الموت رحمة بابنى وأسرتى" وألهمنى الله أن أفهمه بأن ذلك ابتلاء من الله وبلاغ كاذب، ولى الشرف أنى أصبت عدة مرات وأنا أحمى الناس فى الشارع، ولو أن ذنبى هو كونى ضابط شرطة فأنا إذا برىء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، من هذه الجريمة النكراء وأقسم بشرفى وشرف الجهاز الذى أنتمى إليه أنه ليس لى دخل فيما حدث، وكذلك زميلى، والله على ما أقول شهيد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.