ولد أرنستو جيفارا فى الأرجنتين عام 1928 من عائلة متوسطة الحال، ودرس الطب فى جامعة بيونس إيرس، وتخرج فى الجامعة عام 1952، وكان من الممكن أن يعيش فى بلاده الأرجنتين ويعمل فى مهنته كطبيب، ولكنه آثر أن يكون ثائرًا، وأن يحارب الظلم والاستبداد فى كل مكان، لأنه كان يتعاطف مع البسطاء والمظلومين، وقرر أن يكرس حياته للنضال من أجل هؤلاء البسطاء، وأن يعمل على تحريرهم من القهر والاستبداد. توجه بعد ذلك إلى جواتيمالا، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية، كانت من خلال تعديلات فى شئون الأرض والزراعة، تتجه نحو ثورية اشتراكية، وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بانقلاب عسكرى مدعوم من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية. سافر جيفارا بعد ذلك للمكسيك بعد أن حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبل المخابرات الأمريكية، التقى هناك مع راؤول كاسترو المنفى مع أصدقائه وكانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيديل كاسترو من سجنه فى كوبا، وما أن خرج فيديل كاسترو من سجنه وتم نفيه إلى المكسيك حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية، فقد نظر إليه فيديل كاسترو كطبيب هم فى أمس الحاجة إليه، وقرر معه ضرورة أن تتحرر كوبا من استبداد الطاغية باتستا. دخل كاستروا وجيفارا مع الثوار كوبا على ظهر زورق ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلاً لم يبق منهم سوى 10 رجال فقط، ولكنهم فشلوا فى مهمتهم أول مرة، ولكن هذا الهجوم الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين خاصة فى المناطق الريفية. وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين و خسروا نصف عددهم فى معركة مع الجيش، ووضع جيفارا خطة للنزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية، ونجحوا فى دخول العاصمة هافانا فى يناير 1959، على رأس ثلاثمائة مقاتل ليبدأ عهدًا جديدًا فى حياة كوبا، وانتصرت الثورة بعد أن أطاحت بحكم الديكتاتور باتستا، رغم دعم الحكومة الأمريكية له. بعد ذلك شرع جيفارا يجوب العالم متحدثًا عن الثورة الكوبية، ورافعا شعار مساعدة الثوار فى كل مكان فى العالم، وليعلن للعالم كله أن الشعوب لابد أن تعيش حياتها تحت رايات الحرية، وأصبح اسم جيفارا ملء السمع والبصر، فقد عرف العالم نضاله المرير، فقد عرفه ثائرا يطوف العديد من دول أمريكا اللاتينية على دراجة متواضعة ليعرف هموم الناس، ثم عرفوه يوم عرفوا دوره فى الثورة الكوبية، وقابل كسفير متجول زعماء العالم المرموقين. انتهى المطاف بجيفارا إلى بوليفيا فى بداية عام 1967 ووجد نفسه فقط مع مقاتليه العشرين، وحيدا يواجه وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة السى آى إيه فى برارى بوليفيا الاستوائية، أراد جيفارا أن يمضى بعض الوقت فى حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود من حوله، ولكنه أجبر على خوض المعارك مبكرًا، وقام بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف. وفى مثل هذا اليوم عام 1967 وفى أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفى المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا التى أصبحت 16 فردا فقط، وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة، وهو شىء نادر الحدوث فى حرب العصابات فى منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل، لكن جيفارا استمر فى القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة، رغم إصابته بجروح فى ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه، وهو ما يفسر وقوعه فى الأسر حيًا. نقل جيفارا إلى قرية "لاهيجيراس"، وبقى حيًا لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه، وفى مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" تعليمات قادته بإطلاق النار على جيفارا.