ألقت عملية قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي, بإغلاق عدد من المؤسسات الفلسطينية والدينية في القدس, تحت ذرائع مختلفة بظلالها على طقوس شهر رمضان المبارك, بسبب التعقيدات والصعوبات التي تركتها عملية إغلاق هذه المؤسسات وبخاصة مقري مؤسسة الرفادة و اقرأ الخيريتين ومصادرة محتوياتهما, قبل أيام قليلة من بدء الشهر الفضيل. ولأول مرة منذ عشر سنوات تضطر حافلات نقل المصلين بين مختلف ضواحي القدس والمسجد الأقصى إلى أخذ الأجرة من ركابها, بعد انتهاء التمويل, والدعم الذي كانت تقدمه هذه المؤسسات, ضمن مشروع يسمى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك. وعزا ذلك الشيخ طه أبو طارق, أحد القائمين على مشروع شد الرحال, إلى مصادرة أموال هذه المؤسسات الخيرية, مشددا على أن إسرائيل كانت تنوي من وراء إغلاق هذه المؤسسات, إفشال كل مساعي إعمار المسجد الأقصى, ومحاولة التقليل قدر الإمكان من المصلين بداخله. وبسبب الأزمة الخانقة التي باتت تواجهها المؤسسات الدينية والمعنية بتشجيع المصلين إلى التوجه إلى الحرم القدسي, اضطر القائمون على مشاريع شد الرحال إلى تخصيص المبالغ المالية البسيطة المتاحة إلى تجهيز وجبات للصائمين, الذين يؤدون صلاة المغرب, و تزويدهم بالتمور والمياه المعدنية, ودون التمكن من دفع أجرة الركاب, للحافلات التي تقلهم. وقال المواطن المقدسي سعيد الغزاوى: إن مئات العائلات المقدسية التي تسكن فى الضواحي وخارج الحواجز الإسرائيلية تأثرت بشكل مباشر بعدم وجود حافلات خاصة لنقل المصلين مجانا إلى الأقصى المبارك, خاصة بعد إغلاق مقرات المؤسسات الخيرية التي تعنى بهذه المهام. وأضاف أن ارتفاع أجور المواصلات الداخلية يحول دون توجه العائلات بكامل أفرادها إلى المسجد الأقصى في صلاة التراويح والفجر, ورغم ذلك فإن العديد من أبناء المدينة يحرصون على أداء الصلوات برحاب الأقصى المبارك. وقال خليل غزاوين رئيس مؤسسة الرفادة أن قرار إغلاق مؤسسته تم بأمر مما يسمى بوزير الأمن الداخلي الإسرائيلى, مشيرا إلى أن المؤسسة تعمل منذ أكثر من عام ونصف العام, وفق ترخيص من مسجل الشركات الإسرائيلي, وأن قرار الإغلاق لا يستند إلى أي مبرر قانوني. وأشار إلى أن المؤسسة تعنى بخدمة المسجد الأقصى المبارك والمصلين الوافدين إليه, والعناية بشبكات المياه وتنظيف ساحاته وباحاته وإقامة موائد الرحمن في شهر رمضان المبارك, والتثقيف الديني للوافدين إلى المسجد المبارك. ومن المعروف أن مؤسسة اقرأ كانت قد عملت في القدس بموجب ترخيص رسمي صدر منذ ثلاث سنوات عن مسجل الشركات الإسرائيلي, وكانت تشرف على نحو مائتي حلقة تدريس للقرآن الكريم في القدس. ويعتبر المكتب الحركي للمؤسسات الوطنية في القدس أن إغلاق سلطات الاحتلال لمقرات المؤسسات الخيرية في القدس, والتي كان آخرها مؤسستا الرفادة و اقرأ الخيريتان يندرج في إطار الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال بأجهزتها المختلفة على المؤسسات الدينية والوطنية العاملة بالمدينة المقدسة. وقال ناطق باسم المكتب الحركي لهذه المؤسسات أن ذلك يأتي استكمالا لعمليات إغلاق العديد من المؤسسات قبل سنوات, وفق المخططات الخطيرة والممنهجة لتهويد القدس بشكل كامل ونهائي. وكانت السلطات الإسرائيلية قد اشترطت على الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر قبيل إطلاق سراحه في السابع عشر من شهر يوليو الماضي بعدم دخول الحرم القدسي الشريف, وحتى عدم دخول منطقة القدس لأربعة أشهر من يوم الإفراج عنه, إلا بإذن خطي من قائد شرطة القدس الإسرائيلي. وعقب الشيخ رائد صلاح على هذا القرار بالقول: من الواضح جدا أن هذا الشرط جاء بهدف منعي من دخول المسجد الأقصى المبارك, وهذا مما يؤكد لنا أن الأقصى في خطر وأن الخطر يزداد عليه يوما بعد يوم, لذلك فهذا الشرط هو قبيح ومرفوض وتفوح منه رائحة الإكراه الديني. وذكر رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر أن الحكومة الإسرائيلية, كانت بدأت بمساومته قبل اعتقاله عام 2003 م بأساليب الترغيب والترهيب, مشيرا إلى أن إيهود براك عندما كان رئيسا للحكومة, ابلغه بواسطة مندوب استعداده لتحويل 50 مليون شيكل لبلدية أم الفحم, التي ترأسها في العام 2000, مقابل موافقة الحركة على اختصار نشاطاتها الخاصة بالمسجد الأقصى. وشدد الشيخ رائد صلاح على ضرورة هبة الأمتين العربية والإسلامية لنصرة المسلمين في القدس وفلسطين, والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الذي يشهد هذه الفترة حملة تهويد غير مسبوقة.