قالت السفارة المصرية فى أديس أبابا، اليوم الخميس، "إن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى شهد خلال رئاسة مصر له طوال شهر سبتمبر الماضى برنامج عمل وأنشطة مكثفة تركزت على بحث ومتابعة كافة قضايا القارة وخاصة معالجة الأزمات وحل الصراعات وخاصة فى الصومال والسودان ومالى". وأضافت السفارة - فى بيان لها اليوم - "أن مجلس السلم والأمن الأفريقى، والذى انتخبت مصر لعضويته لمدة عامين خلال انعقاد القمة الإفريقية بأديس أبابا فى شهر يناير الماضى، ناقش خلال رئاسة مصر له طوال سبتمبر الماضى، آخر تطورات الوضع فى مالى". وأوضحت أن المجلس استعرض يوم 4 سبتمبر الماضى تطورات الأوضاع هناك، ورحب بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية فى البلاد يوم 20 أغسطس الماضى، وأكد تطلعه لاضطلاع الحكومة بمهامها المتعلقة بالتعامل مع التحديات الخاصة باستعادة سلطة الدولة على المناطق الشمالية وإجراء انتخابات حرة وشفافة خلال الفترة الانتقالية المقرر أن تنتهى خلال 12 شهرا. وأشارت إلى أنه دعا مختلف الأطراف فى مالى إلى وضع المصلحة الوطنية العليا فوق أية مصالح حزبية أو فئوية، وأدان انتهاكات حقوق الإنسان فى مالى وكذلك حادث اغتيال أحد الدبلوماسيين الجزائريين، ودعا إلى إطلاق سراح بقية الدبلوماسيين الجزائريين المحتجزين. ونوه البيان إلى أن المجلس عقد اجتماعا تشاوريا مع إدارة الشئون السياسية بالاتحاد الأفريقى بالعاصمة الجامبية بانجول خلال الفترة من 8 إلى 10 سبتمبر الماضى حول سبل التنسيق بين بنية الحكم الأفريقية وبنية السلم والأمن الأفريقية فى إطار فعاليات عام "القيم المشتركة" بموجب قرار القمة الإفريقية والتى عقدت بأديس أبابا فى يناير 2011. وتضمن الاجتماع عقد 5 جلسات عمل تناولت الفعاليات الخاصة بعام "القيم المشتركة"، وسبل تعزيز التسيق والتناغم بين بنية السلم والأمن وبنية الحكم الإفريقيتين وسبل الإسراع فى تنفيذ الميثاق الإفريقى للديمقراطية والانتخابات والحكم واستراتيجية حقوق الإنسان الأفريقية، والإطار السياسى للاتحاد الأفريقى لموضوعات العدالة الانتقالية والإطار السياسى للاتحاد الأفريقى للموضوعات الإنسانية. وقالت السفارة المصرية فى أديس أبابا - فى بيانها - "أن مجلس السلم والأمن الأفريقى نظم أيضا خلال رئاسة مصر له جلسة مفتوحة لأعضاء المجلس ولجنة الممثلين الدائمين - التى تضم ممثلى الدول الأربع والخمسين الأعضاء بالاتحاد الأفريقى - يوم 14 سبتمبر الماضى بالتعاون مع معهد الدراسات الأمنية الأفريقى ومقره أديس أبابا حول بناء القدرات لتحقيق الاستجابة الفعالة للأزمات الإنسانية والكوارث فى أفريقيا، وذلك بمشاركة ممثلين عن التجمعات الاقتصادية الإقليمية، والأعضاء الخمس الدائمى العضوية بمجلس الأمن الدولى وألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبى وعدد من منظمات الأممالمتحدة العاملة فى مجال المساعدات الإنسانية. وبحث هذا الاجتماع سبل مواجهة التحديات التى تواجهها القارة على صعيد الأزمات الإنسانية سواء فيما يتعلق بالطبيعية منها أو تلك المرتبطة بالنزاعات المسلحة، كما تم مناقشة ورقتين بحثيتين مقدمتين من معهد الدراسات الأمنية تناولت الأولى موضوع الاستجابة للكوارث الإنسانية فى أفريقيا ودور اللاعبين الدوليين بينما تناولت الورقة الثانية دور مجلس السلم والأمن الأفريقى فى الاستجابة للأزمات الإنسانية باعتباره الآلية المنوط بها الحفاظ على السلم والأمن فى أفريقيا. وقد انتهت المناقشات إلى أهمية تبنى مقاربة وقائية تعالج أسباب النزاعات والأزمات قبل تفجرها، وتتضمن آليات فعالة للإنذار المبكر للتنبؤ بالأزمات، وكذلك ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام لبرامج بناء قدرات الآليات العاملة فى هذا المجال على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. واستعرض المجلس كذلك تطورات العملية السياسية الجارية فى الصومال يوم 17 سبتمبر حيث رحب بانتخاب الرئيس حسن شيخ محمود رئيسا للصومال، بما يؤشر بانتهاءالمرحلة الانتقالية، ودعا فى البيان الذى أصدره فى هذا الشأن الدول الأعضاء والمجتمع الدولى بأهمية مواصلة دعم جهود بعثة الاتحاد الأفريقى فى الصومال "أميصوم" وكذلك دعم مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الصومال، ومساندة برامج بناء القدرات وبناء المؤسسات خاصة فى القطاع الأمنى. وأضاف البيان أن المجلس بحث كذلك آخر تطورات الوضع فى منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث أبدى قلقه الشديد تجاه تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية فى هذه المنطقة، وأكد ضرورة تكثيف الجهود للقضاء على القوى السلبية المتواجدة هناك، ورحب فى هذا الصدد بالتدابير التى أقرها الإعلان الصادر عن قمة المؤتمر الدولى لمنطقة البحيرات العظمى الذى عقد بكمبالا يوم 8 سبتمبر الماضى والتى تهدف إلى وقف العنف ونشر قوة دولية محايدة وتعزيز عمل آلية التحقق المشتركة، وإنشاء صندوق لدعم عمليات الإغاثة الإنسانية فى المنطقة. وأوضح بيان السفارة المصرية فى أديس أبابا أن مصر اختتمت رئاستها للمجلس بمشاركتها رئاسة الاجتماع التشاورى المشترك الذى عقده المجلس مع مجلس السلم والأمن العربى على المستوى الوزارى بنيويورك يوم 27 سبتمبر الماضى على هامش اجتماعات الشق الرفيع المستوى للدورة ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تبادل وجهات النظر بين الجانبين حول الوضع بين السودان وجنوب السودان، فى ضوء التوقيع على عدد من الاتفاقيات لتسوية القضايا العالقة بين الجانبين، وكذلك بحث آخر تطورات وضع المبادرة الثلاثية المقدمة من الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة لدعم عمليات الإغاثة الإنسانية فى منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأضاف أن هذا الاجتماع بحث أيضا مجمل الأوضاع فى الصومال عقب انتهاء المرحلة الانتقالية وانتخاب الرئيس الجديد، وبحث سبل التنسيق بين المجلسين لدعم جهود بسط سيطرة الدولة على كامل التراب الصومالى، وإرساء أسس دولة القانون والحكم الرشيد، وبناء مؤسسات الدولة، إلى جانب دعم مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الصومال، كما شهد الاجتماع قيام الجانب الأفريقى بعرض آخر تطورات الوضع فى مالى،وموقف الاتحاد الأفريقى من الأزمة التى تعيشها هذه الدولة، كما قام الجانب العربى بعرض آخر تطورات الوضع الخاص بالقضية الفلسطينية ومساعى فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأممالمتحدة. وأشار البيان إلى أن هذا الاجتماع اختتم بإصدار بيان ختامى حول مواقف الآليتين الإقليميتين تجاه القضايا التى تم بحثها، وسبل تعزيز التنسيق بين الجانبين تجاه موضوعات السلم والأمن التى تؤثر على كل من القارة الأفريقية والمنطقة العربية.