فراج إسماعيل يشعرنا الماريشال مانويل جوزيه أنه سيدخل العراق يوم الأحد القادم بحثا عن أبو مصعب الزرقاوي، وليس إلى مباراة كرة قدم بين فريقين مصريين، سيصعد بلا شك أحدهما إلى المباراة النهائية في البطولة الأفريقية! ولأن جوزيه تخيل نفسه على ما يبدو – جورج بوش – وأنه تلقى أمرا سماويا بغزو العراق ونشر الديمقراطية فيها على حد ما ورد في رواية نبيل شعث، وأقصد بالتشبيه طبعا الاستعارة، فجوزيه يريد تصفية كل جيوب المقاومة الزملكاوية وشل فاعليتها والقضاء معنويا تماما على مرتضى منصور، فاتحا الطريق لجبهة المعارضة لطرح الثقة عنه في الجمعية العمومية والتخلص من الديكتاتورية التي حكمت البيت الأبيض – الزملكاوي بالطبع – منذ انتخاب مرتضى رئيسا! وعلى الطريقة الأمريكية، أطلق جوزيه بمساعدة حسام البدري على عمليته اسم "الذراع الطويلة" وتعني حسب شرح البدري للصحافة، شل أي فاعلية للزمالك بمهاجمته في جميع أرجاء الملعب واغلاق مفاتيحه ومحاصرته طوال المباراة بالقذائف الصاروخية البعيدة المدى والعرضيات لاجبار لاعبيه على الاستسلام مبكرا! إنها حملة إرهاب وثقة بالنفس إلى أبعد الحدود لم نتعود عليها من الأهلي في مبارياته مع الزمالك أو مع أي فريق مهما صغر شأنه، فقد تعودنا منه دائما على احترام المنافس وعدم التهوين منه ومنازلته في الملعب بالجهد والعرق وليس بالغرور والنجومية الساطعة والمعطيات السابقة! هذا الغرور والارهاب النفسي انتقل إلى طائفة غير واعية من جمهوره، وقد تلقيت في بريدي رسائل تتوعدني بالهزيمة النكراء والسحور الشهي الذي سيتناوله الزمالك بجماهيره في أمسية الأحد! أنا لا أعرف بالطبع ما دخلي أنا في ذلك؟..! عموما شكرا لهم فقد امتلأت خيلاء وانتفخت وأصبحت مغرورا أكثر منهم. تخيلت أنني أصبحت مهما جدا لدرجة أن مسئولي الزمالك أوكلوا لي وضع خطة قطع الذراع الطويلة!.. وبالفعل أحضرت ورقة وقلما، ورسمت المواقع التي ستتعرض للهجوم الأهلاوي، ونقاط الضعف أو الثغرات التي ستهبط فيها قوات من الكوماندوز لتباغت الزملكاوية من الخلف وتقطع خطوط امدادهم على حد ما جاء في شرح حسام البدري لخطة الذراع الطويلة! أحدهم كتب أن "عمي" عدلي القيعي الذي وصفته "بتاجر القطن" سيضعني في أمسية ذلك اليوم في شوال (جوال).. ولا أدري ماذا يقصد بذلك؟!!.. لقد ذكرني بحكايات الأزواج المغدورين التي امتلأت بها صفحات الحوادث في مصر في فترة ما من عقد تسعينيات القرن الماضي، عندما كنا نقرأ عن قتل الزوجات لأزواجهن وتقطيع جثثهم بالساطور وتعبئتها في أجولة وتوزيعها على الترع والطرقات والأنفاق! يا رب استر.. هل تقصد ذلك يا صديقي المؤدب الذي تهوى شتمي دائما عمال على بطال بألفاظ جميلة؟! عموما يا صديقي سأكون يوم الأحد القادم مع الفريق الذي يؤدي بروح وحلاوة ويمتعنا بمباراة كرة قدم وليس بمعركة حربية، سأكون مشجعا لهذا الفريق سواء كان الأهلي أو الزمالك! أما بعد نهاية المباراة فسأكون بعقلي وروحي وأمنياتي مع الفريق الصاعد للمباراة النهائية، لأنه سيحمل اسم مصر العظيمة، وسيجعل فوزه بالبطولة عيدا في كل انحاء وطننا الغالي. بعد انتهاء مباراة الأحد سنكون جميعا وراء الفريق الذي سيحمل مهمة اعادة الكأس الأفريقية إلى مصر، لا فرق هنا بين الأهلي والزمالك. أما صديقي ذاك فقد أعطاني الفرصة التي نصحني بها الأستاذ محمد حافظ بألا أسمح لأحد بأن يأخذ من حسناتي بل وأن أزيد من تلك الحسنات خاصة أننا في شهر كريم.. لذلك أقول له بنفس صافية: سامحك الله على ما وصفتني به! من ناحية الزمالك فقد أحسن فاروق جعفر عندما رفض التعليق على خطة الذراع الطويلة، واحترم جميع اللاعبين في الفريق المنافس، لم يهون من اصابة متعب، بل وصفه بأنه قوة ضاربة في فريقه وعدم وجوده يوم الأحد خسارة كبيرة للأهلي. تمنى له الشفاء واللعب رغم خطورته الشديدة على الزمالك فهو لاعب صاعد وموهوب، ولا يتمنى له الاصابة من أجل نتيجة مباراة، ستذهب لحالها مثل أية مباراة! أما مساعده جمال عبدالحميد فأبى التعليق أيضا على خطة الأهلي، وإن كان وصف ما يصدر من الجبهة الأهلاوية بالاستعراض، مكتفيا بالقول إنه يفضل ترك الأمور للملعب! [email protected]