فراج إسماعيل ليس مقبولا أن يحول المستشار مرتضى منصور الحال الذي وصل إليه فريق الزمالك إلى مسرحية هزلية يضحك عليها الناس ويتسلون بها! ما فعله بعد المباراة التي أظهرت أن لاعبي هذا الجيل من اللاعبين أدركتهم الشيخوخة ولا فائدة منهم، هو استهانة بمشاعر ملايين الزملكاوية الذين بكوا بكاء مريرا من القلب بعد المباراة، ليس بسبب الهزيمة فهي واردة في مباريات الكرة وفي الرياضة عموما، فلا يوجد فريق يهزم دائما أو ينتصر دائما، وإنما لإدراكهم أن الأوضاع تسير إلى الأسوأ، وأن الزمالك سيواصل مسلسل الانحدار والسقوط بسبب قرارات متعجلة وعنترية لرئيسه لا تهدف إلا لامتصاص غضب الجماهير وأعضاء النادي، ثم يتفرغ بعد ذلك لتأليف مسرحيات جديدة يبرر بها هزائمه القادمة! بعد دقائق من المباراة كانت مسرحية رجل القانون جاهزة للعرض. اتخيل أنه فكر في إعلان بيان بأن جماعة أبو مصعب الزرقاوي هاجمت منزله وكادت تختطف عائلته لتجبره على الاستقالة بسبب هزيمة الزمالك المنكرة التي اكتفى فيها مانويل جوزيه بهدفين فقط لأنه - على حد قوله - في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، لا يستحق الزمالك الهزيمة بأكثر من ذلك.. إنها في رأيي شفقة ليس أكثر على فريق كان كبيرا مهيبا مثل المهيب صدام حسين في أيام مجده واستئساده، ثم صار هزيلا ضعيفا، مريضا مستسلما لمصيره! لكنه رأى - أي المستشار مرتضى منصور - أنها كبيرة شوية أن ينسب الاعتداء للزرقاوي، خاصة أن الرئيس مبارك قد يتصل به مثلما فعل بعد حادث السيارة، ليحذره من التدخل الأمريكي لو وصل إلى علمهم أن جماعة الزرقاوي موجودة في حي المهندسين حيث فيلا منصور التي تعرضت للهجوم والتخريب! وجد حلا آخر وهو اتهام جمهور الأهلي بمهاجمة بيته وعائلته في حراسة رجال الأمن الذين لم يحركوا ساكنا.. وبالتالي سمعناه عبر قناتي اوربت ودريم يصف هذا الجمهور العريض بالحقير، وهو سب علني لمصر كلها، بيوتها وعائلاتها، أغنيائها، وفقرائها! إنها وسيلة العاجز للهروب من الحقيقة التي تقول إنه رئيس فاشل حتى النخاع، وإذا كان لاعبوه "الشيوخ" أصبحوا مثل خيل الحكومة، لا يستحقون سوى انهاء وجودهم في ملاعب الكرة والبحث عن وسيلة أخرى للرزق تناسب امكانياتهم المحدودة، فان مرتضى لا يستحق أن يكون رئيسا حتى لمركز شباب بسبب تهوره البالغ وقراراته غير المدروسة، وخلافاته التي لا تنتهي، وحالة العداء التي يعيشها مع كافة الأطراف، وآخرها مع جماهير مصر كلها العاشقة لكرة القدم بسبب وصف الحقارة الذي أطلقه على الجزء الأكبر منها ممثلا في جماهير الأهلي! لماذا لا يعترف بأنه سبب كل مشاكل ووكسة الزمالك منذ عهد كمال درويش، لماذا لا يحمل عصاه ويرحل ويكتفي بأعماله في مكتب المحاماة، وعضويته في مجلس الشعب؟! هل يتصور أن عاقلا واحدا من الممكن أن يصدق أن جمهورا منتصرا مبهورا بفريقه وادارة ناديه وصفقاته الناجحة من اللاعبين السوبر، يذهب إلى منزله ليخرب ممتلكاته ويصيب عائلته! ما الذي يدفعهم إلى ذلك.. ولماذا لم يفعلوها في أية مباراة سابقة.. أنا اتصور أن بعض هذا الجمهور في مصلحته أن يظل مرتضى منصور قابعا في البيت الأبيض ممسكا بزمام الأمور يغير مع كل هزيمة الجهاز الفني مستمتعا بقرارات الاقالة التي يعلنها في مؤتمراته الصحفية، فما الذي أغضبه اذن حتي يهاجم منزله ويصيب وزجته وابنته خاصة ان استمرار منصور يضمن للأهلي المزيد من الانتصارات والابهار والسيطرة على الساحة الكروية مثلما تفعل أمريكا الآن في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي؟! لقد غير مرتضى منصور خلال عهده الميمون الذي لم يمض عليه سوى شهور قليلة ثلاث أجهزة فنية.. أي هزل بعد هذا وأية استهانة بمقادير ناد كبير، وأين باقي أعضاء مجلس الادارة.. هل رضوا بالوجود الشرفي تاركين كل القرارات لهذا الرجل الذي يزعم أنه يفهم أحسن من أي مدرب في العالم، وأنه نصح جعفر باستبعاد أربعة لاعبين من التشكيل ولكنه صم أذنيه ولم يستمع للنصيحة! أنا لا أدافع عن جعفر هنا، ولكن من أين يأتي بلاعبين.. فقد فوجئ بأن القائمة الأفريقية ليس بها سوى 13 لاعبا لا يغطون كل المراكز فأضطر للدفع بلاعبين في غير مراكزهم.. معظم اللاعبين المقيدين في القائمة استغنى عنهم منصور وهم ليسوا بأسوأ من الموجودين فيها حاليا! قال جعفر بعد المباراة: ماذا أفعل بهذا العدد المحدود.. هل ننسحب من أداء المباراة؟! أنا أجيبه.. الزمالك كان يجب أن يفعلها من زمان، وينسحب من هذه البطولة ومن البطولة العربية أيضا، فلا داعي للضحك على الذقون والخداع بمقولة أن الزمالك فريق بطولات. إنه لم يعد كذلك في وجود هذا الجيل من لاعبيه الذين شاخوا وانهكهم الزمن وبلغ منهم الشيب مبلغه! لقد ضرب الأهلي من قبل مثلا رائعا عندما كان في مرحلة بناء فريقها خلال الأربع سنوات العجاف التي مرت به، فانسحب من البطولة العربية متحملا عقوبات الاتحاد العربي لكرة القدم، فالجماهير العريضة للأهلي وسمعته العريقة فوق كل اعتبار، لذلك رفضت ادارته أن تجازف بكل ذلك وهي تدرك أن لاعبيها في ذلك الوقت غير قادرين على الفوز! لماذا كابرت ادارة الزمالك على أن تفعل الشئ نفسه، لماذا ضحت بجماهير النادي وتسببت في حرق دمه وفي حالات الهستيريا التي انتابت الآلاف ليلة الأحد الماضي! لقد حلمت بعد المباراة بأن يقف مرتضى منصور موقفا شجاعا ويعلن بجرة قلم الاستغناء عن معظم لاعبي الجيل الحالي، وتسليم الراية لأحد خبراء الزمالك ليقود فريقا من الناشئين يكمل مسيرة الدوري العام، على أن تجري هذا الموسم ابتداء من يناير القادم عملية احلال وتجديد.. لا مانع من ان تستمر هذه العملية موسمين أو ثلاثة، فالجماهير مستعدة لأن تصبر إذا رأت جدية في التعامل مع الأمور! مرتضى للأسف الشديد اختار الحل الأسهل الذي عودنا عليه المسئولون عن الكرة المصرية، وقرر اقالة الجهاز الفني برئاسة جعفر لأنه لم يحسن التعامل مع المباراة.. كيف توصل سيادة المستشار إلى ذلك؟!.. وماذا بعد جعفر يا سيادة رجل القانون الهمام والنائب البرلماني المفوه وفخامة الرئيس.. أطال الله عمره وقصف عمر من يعاديه؟! أجاب بكل صلابة وقوة وفصاحة يحسد عليها: سيأتي مدير فني أجنبي مرموق لن أكشف عن اسمه الآن! تصوروا.. مرتضى بعد دقائق معدودة من المباراة النكبة، أقال جعفر، وتفاوض مع مدير فني مرموق من بلاد بره، وانه حفاظا على السرية، خوفا من أن يخطفه الأهلي مثلا أو يعمل على افساد الصفقة، لن يبوح باسمه! ما هذا التهريج.. ومنذ متى تدار مقادير الأندية الكبيرة بتلك الطريقة؟! صدقوني.. سيعثر مرتضى على ذلك المرموق يعلب الدومينو في أحد مقاهي المانيا أو روسيا او ايطاليا أو البرتغال.. وسيعطيه ورقا مضروبا عن خبرات وفرق عالمية قام بتدريبها، وبالكثير لن تزيد معلوماته في الكرة عن معلومات الاسطى بهجت الذي يجلس فوق أحد مقاهي السيدة! مطلوب من مرتضى منصور اتخاذ قرار واحد صحيح في حياته وليكن اعلان تنحيه في بيان يوجهه للأمة الزملكاوية، وتقديم اعتذاره للأمة الأهلاوية على تهجمه اللفظي عليهم! [email protected]