لست أعرف من المسئول عن دفن أفضل حارس مرمى في مصر.. هل هو نفسه بسبب طمعه في المزيد من المال حتى لو كان الثمن ركنه تماما، واعتباره مجرد محفز لعصام الحضري الذي استفاد بلا شك كثيرا من تعاقد الأهلي مع نادر السيد، على عكس ما كان يتوقعه هو شخصيا، فقد كان الحضري الحارس رقم (2) لمنتخب مصر، احتياطي لنادر حتى عندما لعب الأخير للمصري البورسعيدي! في الفترات التي تولى فيها الجنرال محمود الجوهري تدريب المنتخب، كان هو الحارس الأوحد تقريبا، فالجوهري لم يكن يثق كثيرا في الحضري، بل أنه، وهذا معروف للجميع، يتشائم منه، ويشعر أن الفريق سيخسر المباراة لو حرس عرينه! وكثيرا ما تمرد الحضري على وضعه احتياطيا لنادر، واختلق المشاكل مع جهاز المنتخب، حتى في تلك المرحلة التي تولاها محسن صالح.. والحق أن نادر عملة نادرة من حراس المرمى في مصر، لقد كان هو السبب الرئيسي في حصول مصر على البطولة الأفريقية في بوركينا فاسو عام 1998 عندما نجح في التصدي لضربة ترجيح من نقطة الجزاء أو ضربتين - لا أذكر بالضبط - في مباراة الدور قبل النهائي التي حسمت بضربات الترجيح! لكن اغراء اللعب للأهلي تغلب على صوت العقل عند نادر السيد. تصور أن مشكلة عصام الحضري مع مانويل جوزيه في نهاية الموسم الماضي بسبب سوء مستواه في بعض المباريات وانتقاد جوزيه العلني له، ثم تهديد الحضري بالرحيل.. تصور نادر أن ذلك سيفتح له الطريق لحراسة مرمى الأهلي، وأنه بذلك عوض الماضي الجميل عندما كان حارسا لمرمى القطب الكروي الثاني.. الزمالك! لكنه يبدو لي أنه راح ضحية نفسه أو ضحية أسلوب الأهلي في التكويش على كل النجوم لمجرد حرمانهم من اللعب للزمالك، ولا يهم بعد ذلك إذا كان سيستفيد منهم أو سيركنهم على الخط لحين الاحتياج إليهم! وكثيرا ما اختفى نجوم وانتهى عمرهم الافتراضي بسبب ذلك، وعندما يشعر الأهلي بأن الزمالك لن يستفيد منهم، يستغني عنهم بسهولة مدهشة وأحيانا ببلاش، حتى هؤلاء الذين نشأوا وتألقوا في الأهلي مثل النجم الفذ وليد صلاح الدين، أفضل لاعب مهاري في مصر على مر تاريخها، فقد فتح الأهلي بابه الذي يفوت جمل عندما فقد هذا اللاعب الجماهيري صلاحيته. ذهب للعب مع الاتحاد السكندري ولم يعمر سوى مباريات قليلة ثم اختفى نهائيا، لأنه في الحقيقة كان مصابا اصابة خطيرة، وهو السر الذي عرفه الأهلي ولذلك قام بالتخلص منه! ما علينا.. لا نريد أن نخرج عن موضوع نادر السيد، فهذا الحارس المميز منذ انتقل للأهلي لم يلعب مباراة رسمية واحدة. هو دائما احتياطي لحارس أقل منه كفاءة باتفاق جميع الكرويين وخبراء اللعبة وعلى رأسهم مدربنا العالمي الجوهري والكفء محسن صالح! وكان طبيعيا بسبب ذلك أن يخرج من المنتخب، ويستبعده حسن شحاتة من حساباته تماما، بل إنه ضم حارسين مجهولين هما ابراهيم فرج وسمير عاشور، استغنى عنهما الاسماعيلي بلا مقابل، والسبب أن شحاته يتابعهما يلعبان مع نادييهما! كنا في حاجة شديدة لنادر في المونديال الأفريقي في يناير القادم، فهو يملك من الخبرة والمهارة ما يجعلنا نمضي قدما إلى منصة التتويج. إنه بلا شك أفضل من الحضري بمراحل، خاصة في التصدي لضربات الترجيح التي قد تكون عاملا مساهما في صعود فريقنا في مباريات هذا المونديال، كما أن الحضري يفتقد ميزة التصدي للكرات الصاروخية الأرضية وهو أسلوب تعتمد عليه الفرق الأفريقية التي سنلاعبها، على العكس تماما من نادر السيد! ومع هذا لا نستطيع أن نلوم جهاز شحاته على استبعاده، فلا يوجد مدرب في العالم يستعين بخدمات لاعب لا يلعب، ويجلس دائما احتياطيا حتى في مباريات سهلة يكون الأهلي فائزا فيها فوزا مطمئنا! إنني أسأل نادر السيد: هل انت راض عن ما وصلت إليه مع الأهلي؟.. السؤال نفسه أوجهه لكل لاعب تبهره أضواء الجزيرة فيترك ناديه بعد أول عرض من عدلي القيعي، دون ان يدرك أن هذه الأضواء المبهرة قد تصبح شاهدا على قبر النسيان الذي سيدفن فيه! لا يفوتني هنا أن أشكر صديقي الأستاذ محمد حافظ على نصائحه المفيدة دوما.. غفر الله لنا يا استاذ حافظ.. لكنني بلا شك لم أكن أقصد أن اتنابز بالالقاب، والاساءة للآخرين. إنني اتكلم عنهم فيما يخص سياستهم الكروية، لكني احترمهم تماما على المستوى الشخصي، واستعمال بعض الألقاب ليس إلا أسلوب مداعبة بيضاء أو توابل استعملها في كتاباتي. [email protected]