يتردد في أوساط الحزب الوطني أن القيادة السياسية تدخلت الأسبوع الماضي لتثني جهات نافذة عن قرارها السابق بمنع ترشيح كمال الشاذلي في الانتخابات البرلمانية وسمحت له، بعد جدل طويل، بخوض الانتخابات عن دائرة الباجور. كانت شخصيات نافذة قد أبلغت كمال الشاذلي وزير مجلسي الشعب والشورى سابقا بضرورة التخلي عن مقعده البرلماني في مجلس الشعب وعدم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة والتفرغ لمهامه داخل الحزب والحكومة . وأوضحت هذه الشخصيات ل الشاذلي أن عدم وجوده في مجلسي الشعب والشورى لا يعني الاستغناء عنه، وأنه سيستمر عضواً فاعلاً في النظام والحزب الحاكم . كما أنه يمكنه أن يرشح نجله معتز الشاذلي محله علي مقعد الفئات بنفس الدائرة . وأوضحت مصادر من الحزب الوطنى أن الشاذلي أبدى في أول الأمر انصياعه لتوجيهات هذه الشخصيات، إلا أنه استغل خبرته الطويلة ولجأ إلي قنوات تتمتع بعلاقات وثيقة بالرئيس مبارك للتوسط لديه للتراجع عن القرار الذي اعتبره الشاذلي بمثابة خطاب إنهاء خدمة. وأكدت المصادر أن الوساطات التي قامت بها شخصيات نافذة في النظام قد نجحت في إقناع مبارك بأهمية استمرار الشاذلي، حيث لم يستطيع الحزب أو الأجيال الجديدة أن تفرز شخصيات قادرة علي القيام بدوره أو ملأ الفراغ الذي يمكن أن يتركه . كما أنه ليس من مصلحة النظام التخلي عن أحد رجاله الأقوياء قبيل خوضه هذه المعركة الشرس . انتهى الأمر بأن أبلغت القيادة السياسية "الشاذلي" في أحد الاجتماعات العامة بإمكانية ترشيحه لانتخابات مجلس الشعب، وطالبته ببذل جهود مكثفة للحفاظ علي أغلبية الحزب في البرلمان . طلب بعض الشخصيات من الشاذلي عدم الترشيح لمجلس الشعب ثم التراجع عن الطلب، يكشف حدة الصراع بين مجموعة أمانة السياسات الراغبة في الهيمنة الكاملة علي الحزب وبين الحرس القديم الذي ما زال يثبت يوما بعد يوم قدرته علي الاستمرار .