نفى مصدر أمني رفيع المستوي بالإسكندرية ، في تصريحات خاصة ل " المصريون " ، ما نشرته مواقع أقباط المهجر بأمريكا حول قيام المتظاهرين ، الذين تجمعوا مساء الجمعة أمام كنيسة كنسية ماري جرجس بمنطقة محرم بك احتجاجا على قيام مجموعة من الشباب المسيحي بتقديم عرض مسرحية داخل الكنيسة يتضمن إساءة للإسلام ، باقتحام الكنيسة أو إحداث أي تلفيات فيها، كما نفي المصدر اعتقال أي شخصيات سواء من الجانب المسلم أو المسيحي ، مؤكدا أنه لم يكن هناك ما يستدعي ذلك. ونفي المصدر أيضا ما ذكره أقباط المهجر في أمريكا نقلاًً عن ما ادعوه مراسلا لهم بالإسكندرية من أن محمد البدرشيني عضو مجلس الشعب عن دائرة غربال والدكتور ياسر برهامي أحد أقباط جماعة الدعوة السلفية كانا وراء تحريض المصلين للتظاهر ، مؤكدا أن محمد البدرشيني عضو المجلس الشعب خطب في جموع المصلين بمسجد أولاد الشيخ من أجل تهدئتهم وحضهم علي الانصراف لحين مناقشة الموضوع مع القيادات القبطية ، كما أن الدكتور ياسر برهامي تمكن من خلال علاقاته القوية مع الجماعة السلفية من تهدئة المتظاهرين حيث دعاهم للانصراف في هدوء بعد دقائق من تجمهرهم عقب صلاة التراويح. كانت جموع المصلين قد تجمعت بعد صلاة التراويح في مسجد أولاد الشيخ حول كنيسة ماري جرجس احتجاجا علي عرض الكنيسة لمسرحية باسم ( كنت أعمي والآن أبصر ) حيث تعمدت المسرحية الإساءة للإسلام وللقرآن الكريم حسبما نشرت إحدى الصحف المستقلة. وردد المتظاهرون المسلمون هتافات تدعو لمحاسبة الأنبا أوغسطينوس فؤاد والأنبا الطنيوس فهمي لقيامهما بعرض المسرحية. وطالب المتظاهرون بضرورة وقف تداول المسرحية وإتلاف آلاف الأقراص المدمجة المسجلة عليه المسرحية وكذلك مناشدة رجال الدين المسيحي للتدخل لمنع تصاعد التوتر ووضع حد لهذه المشكلة . وفور اندلاع المظاهرة انتقلت أجهزة أمن الدولة ومحافظ الإسكندرية اللواء عبد السلام المحجوب حيث أقنعا المصلين بالانصراف ووعدوا ببحث الأمر ووقف عرض المسرحية إن وجدت. وعلمت "المصريون" أن حكماء الطرفين في المنطقة يعدون لجلسة صلح وحفل إفطار يجمع الطرفين ، بعد أن اعترفت قيادات الكنيسة في الإسكندرية بأن عرض المسرحية كان محاولة فنية من بعض الشباب القبطي علي غرار أفلام عادل أمام التي تناولت فيها الجماعات الإسلامية. وجدير بالذكر أن هذه الحادثة تأتي قبل أيام من حفل الإفطار الذي دعا إليه البابا شنودة في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، والمقرر أن يقام في 22 من أكتوبر الجارى، وهو ما دفع البعض للتأكيد على أن بعض المتطرفين الأقباط تعمدوا إشعال فتنة طائفية ساعين إلى استباق حفل الإفطار، الذي يحضره المحافظ والقيادات السياسية والدينية من المسلمين والمسيحيين، وتحويله من مناسبة للوحدة الوطنية إلى محفل طائفى. من جهته ، أجرى "البابا شنودة" اتصالات مكثفة بالقيادات القبطية والكنسية فى الإسكندرية للوقوف على حقيقة الأمر، والتنبيه على بعض الشخصيات المعروفة بالتشدد، مثل "د.عيسى جرجس" عضو المجلس الملى، بعدم إثارة هذه الأحداث أثناء حفل الإفطار حتى لا تفسد الأجواء، وسط احتمالات بإلغاء أو تأجيل الحفل إذا استمرت حالة التربص من قبل المتشددين، أو استمر تصعيد الأحداث. وكان أقباط المهجر قد نشروا عبر شبكة الانترنت بيانات تحت عنوان "المسلمون يعتدون على الأقباط داخل كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس " ، زعموا فيها أنه قد تم محاصرة الكنيسة من بعد صلاة العصر بواسطة جموع غفيرة من المسلمين المهددين بهدمها وإحراقها . وزعم الخبر أن الكنيسة تعرضت لأضرار جسيمة وأن بعض القساوسة الذين تواجدوا بالكنيسة قد تعرضوا لاعتداء ، وهو ما نفاه شهود عيان جملة وتفصيلا . وزعم الموقع أن قوات الأمن المركزي لم تحرك ساكنا تجاه الأحداث المشتعلة وتركت جموع المتظاهرين يعتدون على المارة من الأقباط دون أن يتم التدخل بشكل حاسم لمنع هذه التجاوزات ، فيما أشار شهود عيان إلى أن قوات الأمن منعت المتظاهرين من الاقتراب من مقر الكنيسة وكذلك حظرت دخول السيارات للشوارع المحيطة بها لمنع تفاقم الموقف وخوفا من إمكانية حدوث تصادم بين المسلمين والمسيحيين المتواجدين بمقر الكنيسة. وتدور المسرحية التي توزع علي أقراص مدمجة حول شاب قبطي أشهر إسلامه وانخرط وسط جماعة من المسلمين لكنه وجد واقعا مغايراً عما تم إبلاغه به في السنوات التي سبقت إسلامه بل وعامله المسلمون علي أنه مسلم درجة ثانية واشتغل خادماً لهم وهو ما أزعجه وجعله يهرب من المسلمين ويعاود الاتصال بالكنسية التي طالبت بحمايته من مطاردة المسلمين له. وتعيد هذه الضجة إلي الأذهان قضية وفاء قسطنطين التي اندلعت في نوفمبر الماضي عندما اعترض آلاف من الأقباط علي إشهار إسلامها واجبروا قوات الأمن علي تسلميها للكنيسة إلى أن انتهي بها المقام بأن أودعتها الكنسية إحدى أديرة وادي النطرون.