احتلت القوات اليابانية والتايية كمبوديا من 1941م إلى 1945م، خلال الحرب العالمية الثانية، واتجهت كمبوديا إلى الاستقلال عقب نهاية الحرب، واعترفت فرنسا باستقلال كمبوديا عام 1953م. خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين أعلنت كمبوديا حيادها فى الصراع بين الدول الشيوعية والدول غير الشيوعية، إلا أن الولاياتالمتحدة وفيتنام الجنوبية ادعتا وجود قوات وإمدادات من فيتنام الشمالية فى كمبوديا لاستخدامها فى الحرب الفيتنامية، وفى عام 1969م، بدأت الطائرات الأمريكية فى قصف أهداف شيوعية فى كمبوديا بالقنابل، ودخلت قوات من الولاياتالمتحدة وفيتنام الجنوبية كمبوديا فى إبريل 1970م، بعد الإطاحة بسيهانوك وذلك لإزالة قواعد الإمدادات هناك. فى هذه الأثناء دخل الشيوعيون الكمبوديون المنتمون إلى تنظيم الخمير الحمر فى حرب شاملة ضد حكومة البلاد غير الشيوعية، فرجحت كفتهم فى أوائل السبعينيات. وفي إبريل 1975م سيطروا على كمبوديا، وسقطت فيتنام الجنوبية المجاورة (جزء من فيتنام حالياً) ولاوس تحت قبضة القوات الشيوعية فى السنة نفسها. فرض شيوعيو الخمير الحمر، بقيادة بول بوت، سيطرتهم الكاملة على الحكومة، وبدأوا يشرفون على حياة الناس. كذلك أجبر الخمير الحمر سكان المدن والقرى على الانتقال إلى المناطق الريفية للعمل فى الزراعة، كما طالبوا بتوحيد الأزياء، وتعمدوا إلهاء الناس عن ممارسة الشعائر الدينية. وسيطرت الحكومة على كافة المؤسسات التجارية والمزارع . وهناك أيضًا دلائل على أن الحكومة قد قتلت مئات الآلاف من الكمبوديين. فى عام 1977م، أدت الصراعات إلى نشوب القتال بين كمبوديا وفيتنام، جارتها الشيوعية فى الشرق، وفى يناير 1979م، سيطر الجنود الفيتناميون والشيوعيون الكمبوديون على معظم أجزاء كمبوديا، ثم تمكنوا من إسقاط حكومة الخمير الحمر، ونتيجة لذلك سيطر الكمبوديون الذين حاربوا فى صفوف الفيتناميين على الحكومة، فساند الفيتناميون الحكومة واكتسبوا نفوذًا واسعًا فى البلاد، غير أن الإجراءات الصارمة التى اتخذت لمراقبة حياة الناس استمرت تحت الحكم الجديد، من ناحية أخرى استمر الخمير الحمر فى محاربة الفيتناميين وحلفائهم من الكمبوديين فى بعض مناطق البلاد، كما انضمت إلى الخمير الحمر مجموعات متحاربة أخرى غير شيوعية، وفى عام 1982م، التقت فصائل المعارضة لتشكل ائتلاف، فأصبح نوردوم سيهانوك رئيسًا للائتلاف، وخلال منتصف الثمانينيات فر آلاف الكمبوديين إلى تايلاند هروبًا من الحرب. وفى الثمانينيات اتخذت الحكومة خطوات نحو تخفيف سيطرتها على الاقتصاد، بما فى ذلك السماح للكمبوديين بامتلاك محلات تجارية خاصة ومزارع صغيرة. وفى إبريل 1989م، تعهدت فيتنام بسحب كل قواتها من كمبوديا، وبدأت الحكومة مفاوضات مع فصائل المعارضة حول إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية. فى ديسمبر 1990م، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مؤتمرًا عالميًا عن كمبوديا فى باريس. وفى مايو 1991م، تم تنفيذ وقف لإطلاق النار بين الفصائل المعارضة فى كمبوديا. وفى مايو 1993 أجريت الانتخابات فى كمبوديا بإشراف الأممالمتحدة وانتهت باتفاق الحزبين اللذين فازا بأعلى الأصوات اقتسام السلطة فى حكومة مؤقتة إلى أن يتم إقرار دستور جديد. وفى 21 سبتمبر 1993 أقرت الجمعية الوطنية دستورًا جديدًا أعاد الملكية وأصبح سيهانوك ملكًا للبلاد فى مثل هذا اليوم عام 1993م.