دلت المعاينة الأولية لجثث القتلى في حادث الهجوم المسلح على الحدود مع إسرائيل على كشف ملامح قتيلين وعدم وجود ملامح للثالث. وأكدت مصادر أمنية أن القتيلين يرتديان زيا عربيا, وأن لون بشرتيهما قمحى وهما ذا لحية وأن عمرهما يتراوح ما بين 30 و35 عاما, وطولهما يتراوح ما بين 170 و180 سنتيمترا، وأنهما قتلا إثر إصابتهما بطلقات نارية في الصدر والقدمين، أما بالنسبة للجثة الثالثة، فقالت المصادر إنه ليس لها ملامح بسبب التفجير بعبوة ناسفة وقد تم تجميع أشلائها. وكانت مصر قد تسلمت جثث المسلحين الثلاثة عبر معبر كرم سالم الحدودى بين مصر وإسرائيل الجمعة، وتم نقلهم إلى مستشفى العريش العام تحت حراسة مشددة إلى حين التعرف عليهم من قبل مشايخ القبائل الذين تم توجيه الدعوة لهم للتعرف على شخصيات وهويات القتلى الثلاثة. وعقب الهجوم الذى وقع ظهر الجمعة ، دفعت مصر وإسرائيل بتعزيزات أمنية كبيرة على طول الحدود المشتركة فى شبه جزيرة سيناء. وقال مصدر أمنى مصرى، إن "هناك تنسيقًا أمنيًا يجرى الآن مع إسرائيل بشأن الحدود والتعزيزات العسكرية والشرطية، وإنه جرى تعزيز قوات الشرطة والمركبات على الجانب المصري". فى سياق متصل، كشفت تقارير إخبارية عبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يفكر جديًا فى القيام ب"عمليات استباقية" لضرب ما وصفتها ب "البؤر الإرهابية" فى شبه جزيرة سيناء، فى ظل تزايد العمليات التى تستهدف الجيش الإسرائيلى انطلاقًا من الجانب المصرى من الحدود، وآخرها الهجوم الذى وقع الجمعة وأسفر عن مقتل جندى إسرائيلى فى تبادل لإطلاق مع مسلحين على الحدود مع إسرائيل. غير أن موقع "واللاه"، القريب من مصادر صنع القرار فى إسرائيل، قال إن نتنياهو يتخوف من الإقدام على هذه الخطوة خوفًا من الدخول فى مواجهة مع الرئيس المصرى محمد مرسى الذى لن يسكت على هذا الانتهاك وسيسعى للرد عليه، بخاصة أن الأخير طالما وعبّر عن امتعاضه من سياسات سلفه حسنى مبارك تجاه إسرائيل، وهى المواقف التى كانت تعبر عن ضعف سياسى وتبعية لا مبرر لها. وأوضح أن نتنياهو يرغب فى تطبيق نفس السياسة التى تتبعها إسرائيل فى قطاع غزة، على سيناء، حيث تبادر إسرائيل بتصفية كبار قادة المقاومة والجماعات المسلحة فى غزة عند كشفها عن تخطيطهم للقيام بعمليات عسكرية ضدها، أو حتى عقابًا لهم على تنفيذ أى من هذه العمليات وهروبهم إلى غزة بعد ذلك، إلا أن الموقع قال إن هذه السياسة من الممكن أن يكون لها انعكاسات سلبية خطيرة على العلاقات المصرية - الإسرائيلية، بخاصة أن مصر ترى أن حماية سيناء والتصدى لأى خطر ناجم عنها هو من صميم عمل قواتها سواء القوات المسلحة أو الشرطة. وألمح التقرير إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل فى العمل عسكريًا وتصفية عناصر المقاومة الجهادية فى سيناء، مستشهدًا باغتيال القيادى الجهادى إبراهيم عويضة، الذى اتهمت الكثير من القيادات الإسلامية إسرائيل بالتورط فى اغتياله، عن طريق عملائها فى سيناء. فى المقابل، اعتبر الدكتور محمد سيف الدولة، مستشار الرئيس محمد مرسى أن تلويح إسرائيل بتوجيه "ضربات استباقية" ضد "البؤر الإرهابية" في سيناء ما هى إلا تلميحات سخيفة فى إطار التصريحات التى اعتادت إسرائيل إطلاقها مؤخرا لزعزعه الأمن المصرى. وقال ل "المصريون"، إن "إسرائيل لم تدرك بعد أن هناك ثورة قامت بمصر، وأن الحال تغير كثيرا عن أيام مبارك وهو ما أكدته التقارير الإسرائيلية التى ألمحت إلى أن نتيناهو يتخوف من الإقدام على هذه الخطوة فى سيناء خوفًا من الدخول في مواجهة مع الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي لن يسكت أو يتهاون على هذا الانتهاك وسيسعى للرد عليه فورًا دون تهاون أو خوف" . وأضاف سيف الدولة: "الوقت قد حان لتعديل اتفاقية السلام بيننا وبين إسرائيل"، كاشفا أنه تقدم للرئيس محمد مرسى بمقترح لتعديل البند الرابع من الاتفاقية والخاص بالترتيبات الأمنية على الحدود المصرية الإسرائيلية و"التى تتيح لنا إمكانية زيادة قواتنا فى سيناء، لضمان حق مصر فى الدفاع عن أمنها واستقرار سيناء وحمايتها والسيطرة عليها كاملة". واعتبر أن تعديل هذا البند "مطلب لا بديل عنه لفرض سيطرتنا على سيناء فى ظل الأجواء المتوترة هناك بعد وقوع عدد من عمليات العنف على الحدود هناك".