نعرف جميعًا استخدامات الزئبق فى الخير أو الشر بألوانه المختلفة الأبيض والأحمر، وعامة فهو من السموم الفتاكة لذلك يحذر منه الجميع خاصة أثناء استخدامه فى ميزان الحرارة، وناهيك عن استخدامه فى السحر الأسود والملون منذ القدم وعلاقته المشبوهة بالذهب و... و... و... جاء أخيرًا المتحدث الرسمى لكنيستنا الأرثوذكسية مشكورًا ببيان رسمى صادر من الكنيسة والمتحدث كما هو واضح من لقبه (متحدث)_ أى متكلم ثم (الرسمي) أى رسمى بقرار بابوي، لذلك فكل كلمة وكل همسة (يجرى دايما ويحكيهالنا) تحسب له وعليه ولذلك فقد اندهش شعبنا الأرثوذكسى من البيان الأخير الذى وصف فيه سكرتير المجمع المقدس بأنه (الأسقف الزئبق)!!! ولا نعلم ماذا يقصد.. هل مدح أم صفة ام تفكه؟! فالزئبق لا يمكن أن تمسك به أو تضبطه إطلاقا!!! شيء عجيب ومحير أن يصدر هذا اللقب من المتحدث الرسمى والذى لا يتحدث إطلاقًا أو يكتب أو حتى يرد على الهاتف إلا باستئذان البابا شخصيًا الذى يراجع جميع البيانات قبل صدورها.. أما اللقب الجديد يمكننا إضافة كلمتى الأسود المقدس له، وذلك تمييزًا له عن الأنواع الأخرى من الزئبق، هذه البلبلة حدثت كمقدمة لإصدار سكرتارية مجمعنا المقدس استبيانًا بشأن معايير اختيار الكاهن الأرثوذكسى وجاء طويلاً وعريضًا بعشرات البنود والصفحات العديدة، معلنة ضرورة التنبه ومراجعة اختيار الكاهن وهذه أولى الأخطاء القاتلة، حيث من المفترض أن يشمل الاستبيان جميع الرتب وأولها البابا ثم الأسقف وقبلهما الراهب وهذا حق من حقوق الشعب وليس الكاهن فقط!!! وبالطبع فمن المستحيل إصدار هذا الاستبيان الجديد لأنه يشمل بنود معاقبة البابا أو الأسقف أو إيقافهما ومحاسبتهما، كما يقترح استبيان الكاهن، ولقد جاءت بعض الفقرات بالاستبيان المذكور مثيرة للجدل مثل علاقة الكاهن بالطوائف وتطوير علاقتنا بالكنائس الأخرى، وهذا البند يا إخوتى ربما كان هو السبب الرئيسى لإصدار الاستبيان، حيث إنه يمثل طلبًا وبالحرى رغبة وبالصراحة الأمر المباشر من قيادة الكنيسة لاستكمال مسيرة الانفتاح على الطوائف الأخرى، تمهيدًا للاندماج معهم والتخفيف من التمسك بعقيدتنا الأرثوذكسية رغم أن تعليمات الإنجيل ذكرها يوحنا الحبيب صراحة بتحذيره ممن يأتينا بتعاليم غريبة عن الكنيسة وطلبه إلا نصافحه أو ندخله البيت وهى الآية التى ذكرها فى سؤال أحد الخدام للبابا الذى –مشكورًا- وصف السؤال بالخبث والمكر و... و... و... ثم رفض الإجابة عنه!!! ومثلها بالاستبيان تحويل الكاهن العجوز إلى فئة خيل الحكومة والإعفاء من المسئوليات الإدارية والمالية خلال تجاوز عمره (60 إلى 70 سنة) وهنا أتوقف وبكل صراحة ووضوح طالبا أساقفة الزئبق وجميع الآباء أصحاب ألقاب المعادن النفيسة واللجنة الموقرة صاحبة الاستبيان التمسك بهذا البند والبدء الفورى فى تطبيقه على الأساقفة والبابا الذين تجاوزوا (60 إلى 70 سنة) فهل يجرؤ أحدهم على إعفاء البابا من بعض هذه المسئوليات؟؟ وهل يتفضل الأساقفة الكبار سنًا بالتقاعد والتنازل عن مسئولياتهم لأن سكرتارية المجمع المقدس الموقرة ترى هذا وأن رجل الدين الذى يتجاوز عمره (60 سنة) يصبح غير قادر على مباشرة الرعاية؟؟!! أم أن الروح القدس وبركات ومعونة ربنا والقديسين تفارق فقط الكاهن العجوز وتستمر مع الأسقف والبابا ؟! أخيرًا للناس الناسية والفاضيين وأصحاب فتاوى اختيار الكاهن والأسقف فقد حسم البابا شنودة القضية منذ 50 سنة بقانون كنسى عاقل ورزين (من حق الرعية اختيار الراعي).. وإن كنت ناسى أفكرك تحياتي.. القس مكاريوس فهيم قلينى عضو دائم باتحاد الكتاب