شخصيات لها كل الإحترام والتقدير، دافعت وتدافع عن المسلمين والعرب وخاصة القضية الفلسطينية في الوقت الذي يتراخي أو يتراجع فيه الكثير من العرب المسلمين عن دورهم في حماية دينهم وأوطانهم. في المحافل الدولية عندما يأتي ذكر إسرائيل ويتطلب نقدها علي ما تفعله نجد أن بعض الزعماء العرب يتناولونه بخوف وحذر أوحساسية شديدة وعلي إستحياء، أكبر الظن بسبب حرصهم علي العلاقة مع وإرضاء الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعمة لإسرائيل فيما هوغير مشروع قبل المشروع مما تقوم به من أفعال، لكن رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد كان أكثر حماساً وجرأة دون خوف أو حسابات لعلاقات أخري،وذلك عندما هاجم إسرائيل خلال كلمته التي ألقاها أمس السبت 28/9 خلال إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك بسبب عداءها المزمن للمسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب لهم، في حين كما قال مهاتير أن إسرائيل مرتبطة بالكثير مما يحدث-تخطيطاً وتنفيذا- في العالم من إرهاب وجرائم لا حصر لها، فضلاً عن إنتهاكاتها للقوانين الدولية فيما يخص إحتلالها للأراضي الفلسطينية، وما تفعله في البلاد العربية من تفتيت وإستقطابات شيطانية. نماذج تعاملت أيضاً مع المسلمين والعرب بصورة إنسانية وأخلاقية، فعقب المذبحة الفظيعة منذ عدة أشهر والتي نفذها شاب عنصري وقتل خلالها أكثر من خمسون مصلياً داخل أحد المساجد في نيوزلندا، تصرفت رئيسة وزراء نيوزيلندا بصورة نبيلة وفعلت ما لم يفعله بعض المسلمين في بلدان عربية عندما حدثت مواقف مشابهة، وقد سبقتها المستشارة الألمانية ميركل بقيامها بمعاملة اللاجئين من المسلمين الذين نزحوا من سوريا أو غيرها من البلاد التي تعاني من ويلات الحروب بالرغم مما واجهته من نقد وهجوم سواء في الداخل والذي جاء علي لسان زعماء أحزاب يمينية أو مواطنين عنصريين وكذلك هوجمت من يمينين-زعماء أو سياسيين من بعض البلاد الأوربية الأخري ومن رئيس أمريكا وذلك بسبب مواقفها النبيلة والإنسانية والتي تعاملت بها مع المهاجرين والنازحين المسلمين من البلاد العربية التي فيها حروب لم تنتهي بعد. نائبتي بالكونجرس الأمريكي مسلمات من أصول أفريقية وعربية وما قامتا به خلال مواجهة التصرفات العنصرية والحمقاء للرئيس الأمريكي ضد المسلمين، وأيضاً مهاجمتهم لعنصرية السلطات الإسرائيلية بعدم منعهم مندخولهم القدس وإسرائيل لزيارة ذويهم هناك بسبب آرائهم المتضامنة مع الفلسطينين وضد ما تقوم به إسرائيل من قمع وقتل وتنكيل وتشريد وتهجيرهم المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل. ولا ننسي ما قام به نائب في البرلمان البريطاني عن حزب العمال المعارض "تانمانجيت سيخي" وهو من أصول هندية عندما إنتقد وهاجم بشدة رئيس الوزراء البريطاني جونسون خلال إحدي جلسات البرلمان منذ وقت ليس بالبعيد وذلك بسبب ما شاهده سيخي من تزايد لجرائم الكراهية العنصرية ضد المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا ولم يكتفي بالنقد بل طالب رئيس الوزراء جونسون بالإعتذار عما صرح به من كلام ومواقف هاجم فيها جونسون المسلمين دون مبرر حقيقي وإنما هي إفتراءات وأكاذيب يوصم بها المسلمين بالإرهاب والتعصب. المفارقة العجيبة أن جونسون قد صرح أكثر من مرة أن أحد أجداده كان مسلماً من أصول تركية. صفا ومروة توأم باكستاني ملتصق في الرأس من خلال شبكة معقدة من الأوردة والشرايين منذ فترة قريبة تم فصلهم بأعجوبة طبية نادرة في "جريت أرموند ستريت" إحدي المستشفيات في لندن، إشترك في عملية الفصل أكثر من عشرون طبيباً من أفضل الأطباء المتخصصين علي مستوي العالم، وضم الفريق المشارك أيضاً نحو مائة شخص منهم متخصصون في الهندسة الحيوية وفنيون في مجال التطبيقات ثلاثية الأبعاد ومصمم لتصوير مراحل الواقع الإفتراضي، في سيمفونية ضربت أكبر مثل في الإنسانية، وبعد ما يقرب من عام خرجت صفا ومروة كل واحدة بمعزل عن إختها التوام، ولا تتخيلوا مقدار السعادة والإمتنان التي كانت عليها الأم الباكستانية، للفريق الطبي والمستشفي، وهكذا هي الإنسانية التي لا تعرف عنصرية أو حقد أو كراهية للآخر. علي الملوك أو الزعماء والأمراء العرب تكريم من قدم للمسلمين والعرب معروفاً أوجميلاً عملاً بما أوصانا به ديننا الحنيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" "الترمذي"، وفي السلسلة الصحيحة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من استعاذكم بالله فأعيذوه و من سألكم بالله فأعطوه و من دعاكم فأجيبوه و من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" صحيح الجامع. دكتور رضا محمد طه