كثير منهم اتجه إلى عالم الفن.. ونجوم كانوا في الظل أعادتهم مواقع التواصل إلى الأضواء ناقدة فنية تصف الظاهرة ب«الاستسهال».. ومنتجون يرفعون شعار: «فانز ودعاية مجانية» فى الوقت الراهن لم تعد موهبة الفنان أو شهرته، رهنًا بنجاح أعمالهم الفنية، بل بمقدار تصدرهم قائمة الأكثر بحثًا على مواقع التواصل الاجتماعى وعدد متابعيهم، فكلما زاد عدد "الفانز" زادت فرصتك فى أن تصبح نجم شباك. فمع تدهور الصناعة والظروف المحيطة بها عامًا بعد عام، أصبح إنتاج عمل درامى أو سينمائى "مغامرة" غير محسوبة النتائج، حتى إذا اعتمدت على اسم نجم له تاريخ كبير. لذا لجأ الكثير من المنتجين إلى الاعتماد على مشاهير "السوشيال ميديا" أو الفنانين الشباب الذين يملكون عدد متابعين أكثر على مواقع التواصل، فهم يرون الأمر أنه مكسب مضمون ودعاية مجانية وقاعدة جماهيرية مضمونة فى "جيوبهم"، كما يقولون، إلا أنه على الرغم من ذلك فهناك أعمال سينمائية ودرامية فى السنوات الأخيرة أثبتت نفسها وبقوة. نجوم صنعتهم السوشيال ميديا: عمر الشرقى من بين الشباب الذين اكتسبوا شهرية عريضة على "السوشيال ميديا" قادتهم إلى النجومية الفنية، الفنان عمر الشرقي، الذى كشف أن بدايته كانت فى عالم الفيديوهات منذ كان لا يوجد "سوشيال ميديا"، حيث الهاتف الذى كان يعمل بالصوت فقط. وقال لبرنامج "صاحبة السعادة"، إنه بعد ثالث فيديو له هاتفه الفنان أحمد السقا، وكان سعيدًا بهذه المكالمة، وبعدها صور مسلسل "كأنه امبارح" فى أول فرصة له، ثم أبو عمر المصرى مضيفًا: "تعلمت كتير أوى من المسلسلين دول". ياسمين البشبيشي قصر عمرها الفنى لم يمنعها من أن تترك بصمتها فى أذهان المشاهدين، ومنذ إطلالتها الأولى كتبت بطاقة تعارفها مع الجمهور، فانتقلت من عالم "السوشيال ميديا" و"المودلينج" إلى الشاشة الصغيرة لتثبت موهبتها الفنية. أطلت "ياسمين" خلال عامين متتاليين مع النجم هانى سلامة فى مسلسلي "فوق السحاب" و"قمر هادى". أحمد أمين اكتسب الفنان أحمد أمين شهرته الحقيقية من خلال فيديوهات قصيرة عبر الإنترنت حققت انتشارًا واسعًا، كان يسخر خلالها من الكثير من الأشياء فى حياتنا اليومية إلى أن انتقل إلى عالم التمثيل والفن. وأشار أمين إلى أن "لفرصة الوحيدة لظهور المواهب الجديدة فى عالمنا العربى هى "السوشيال ميديا"، "وهذه حقيقة مؤلمة"، وذلك عن تجربة شخصية عاشها بنفسه. ياسمين صبري من بين من لعبت معهم "السوشيال ميديا" دورًا بارزًا فى صنع نجوميتهم، الممثلة ياسمين صبري، التى فرضت نفسها على مواقع التواصل الاجتماعى، بممارسة الرياضة خاصة السباحة والرماية وتدريبات الجيم العنيفة. وتصدرت بذلك قائمة جميلات "السوشيال ميديا" بلا منافس، وزاد عدد متابعيها بشكل هائل، إلى أن قامت بعمل أول بطولة لها فى عالم الدراما العام الماضى باسم "حكايتي"، على الرغم من قصر مشوارها الفني. ريم مصطفى من خلال تقديمها جلسات تصوير للترويج لأعمالها الفنية، تحولت الفنانة الشابة ريم مصطفى على منصات "السوشيال ميديا" إلى نموذج الجمال الغربى فى السينما المصرية، واعتبرها البعض الآخر وريثة الفنانة ميرفت أمين، لتظهر بعد ذلك فى عدة أعمال درامية وسينمائية. ريهام حجاج رغم ظهورها في بداية ولا أروع فى عام 2017 من خلال مشاركتها فى فيلم "القرد بيتكلم"، لتؤكد قدراتها كممثلة مع نجاح مسلسل "الكبريت الأحمر"، لكن شهرتها الحقيقة تحققت عبر جلسات تصوير لفتت الأنظار، وكذلك صورها عبر موقع "أنستجرام"، وأسهم ذلك في حصولها على بطولتها الأولى فى مسلسل "كارمن". هنا الزاهد
قدمت نفسها كممثلة فى مسلسل "مأمون وشركاه" مع الزعيم عادل إمام، لكن مواقع "السوشيال ميديا" لم تهتم إلا بصورها المتكررة مع المنتج والمطرب هشام جمال، ثم مع خطيبها الحالى الفنان أحمد فهمي، لتصبح من أهم نجمات جيلها وأجملهن فى نظر رواد مواقع التواصل، وهو ما ساعدها بشكل غير مباشر على لعب دور البطولة أمام النجم أحمد حاتم فى الفيلم السينمائى "قصة حب". سارة سلامة تعد سارة سلامة، نجمة جلسات التصوير بلا منازع وهى الوحيدة من بين بنات جيلها التى تحقق صورها أعلى نسبة مشاهدة، وتتصدر "تريند تويتر"، فور نشر جلسة تصوير جديدة، خاصة أنها لا تعرف الخطوط الحمراء وتملك جرأة فى التجريب غير مسبوقة، وهو ما أهلها للعب أدوار مهمة فى أعمال درامية كبيرة رغم قصر مشوارها الفني. رانيا يوسف تعد الفنانة رانيا يوسف من أكثر المستفيدين من أزماتها الأخيرة، حيث وصل عدد متابعيها بعد أزمة فستانها فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى إلى أكثر من 2 مليون متابع، وعلقت على ذلك بالقول: "استفدت كثيرًا من الأمر؛ حيث زاد عدد المتابعين لى بنحو 50%". فيفى عبده كما أعادت مواقع "السوشيال ميديا"، الأضواء إلى النجوم الذين اختفوا من الساحة الفنية لفترة طويلة، أبرزهم الراقصة فيفى عبده، والتى على الرغم نجاحها لسنوات طويلة فى السينما والدراما فإنها اختفت بعد ثورة يناير ولم تحقق أعمالها الفنية خلال آخر 8 سنوات نجاحًا يذكر. لكن ظهورها على "السوشيال ميديا" جعلها تعود للأضواء، فقد استطاعت كسب جمهور الألفينات أيضًا، لا سيما جملها الشهيرة مثل "خمسة أمواه وغيرها"، وفيديوهات الرقص المضحكة لها. ويبلغ متابعوها على "أنستجرام" 3.7 مليون متابع. نبيل الحلفاوى على الرغم من أن الفنان القدير نبيل الخلفاى الملقب ب"القبطان"، بعيد عن الشاشة، إلا أنه استطاع الاقتراب من جيل الألفينات عن طريق "السوشيال ميديا"، لاسيما "تويتر" وتعليقاته المثيرة على الأحداث الرياضية، فهو معروف بانتمائه للنادى الأهلي. وقد أصبح شخصًا مؤثرًا على "تويتر"، حيث يبلغ متابعيه 4.9 مليون متابع. موهبة وتسويق فى السياق، علّق المنتج التليفزيونى عمرو النشار على ظاهرة الاستعانة بمشاهير "السوشيال ميديا" فى الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية، قائلاً: الأمر يندرج تحت مفهوم "البيزنس"، حيث كلما زاد عدد متابعى هذا الشخص وبزغت نجوميته على مواقع "السوشيال ميديا" وزادت شعبيته بين الشباب والمراهقين أصبح له وزنه من الناحية التسويقية. وأضاف "النشار" ل"المصريون" أن "الأمر يرجع أيضًا إلى نجوم السينما أنفسهم الذين أصبحوا يهتمون بالدراما أكثر من السينما، لظروف الإنتاج التى تمر بها الصناعة، بل أصبحوا لا يسعون للحصول على أدوار سينمائية إلا نادرًا، فضلاً عن أن الاستعانة بمشاهير التواصل تؤدى إلى اكتشاف دماء جديدة، لا سيما أنهم يتمتعون بمواهب تمثيلية وطاقات إبداعية وقاعدة جماهيرية عريضة". ولفت "النشار" إلى أنه "فى الوقت الراهن سهلت مواقع التواصل الاجتماعى على المنتجين والمهتمين بالصناعة عملية الاختيار كثيرًا، حيث تعتبر عملية "كاستينج" سريعة ومنصة جاهزة لاختيار المواهب بأقل وقت وجهد". وأوضح أنه "بالتدقيق فى الأمر نرى أن من يتم اختيارهم من السوشيال ميديا هم المشاهير الذين حققت فيديوهاتهم نسبة مشاهدة عالية جداً عبر مواقع التواصل أو موقع "يوتيوب". من جهتها، وصفت الناقدة الفنية والكاتبة حنان شومان الاستعانة بمشاهير السوشيال ميديا ب"الاستسهال" من قبل المنتحين الذين يريدون مكاسب سريعة ونجاحًا مضمونًا، إلا أنها لم تنكر الطاقات الإبداعية والمواهب التمثيلية التى يتمتع البعض بها. وأضافت ل"المصريون": "الظروف الصعبة التى تمر بها الصناعة بصفة عامة جعلت المنتجين أكثر حذرًا، لذا أصبح مشاهير التواصل الاجتماعى هم الأقدر على تسويق أنفسهم، والأقدر أيضًا على جذب المتابعين، خصوصًا أنهم يتمتعون بقاعدة جماهيرية عريضة على منصات التواصل الاجتماعي، كل ذلك بجانب الدعاية المجانية والضخمة للفيلم أو العمل الدرامى على حساباتهم الرسمية". غير أنها شددت على ضرورة ألا يعتمد اختيار المواهب على عدد متابعى الشخص فقط، بل يجب أولاً أن يكون مؤهلاً للوقوف أمام الشاشة كممثل، ولديه طاقات وقدرات تؤهله لذلك.