أشاد برلمانيون بمشروع تحويل الإصدارات الورقية التابعة للمؤسسات الصحفية القومية إلى إصدارات رقمية، والذي تعكف الهيئة الوطنية للصحافة على الانتهاء منه خلال الفترة المقبلة، غير أنهم شددوا على ضرورة إتمام ذلك وفق شروط وضوابط. يأتي ذلك بعد أن اقتربت الوطنية للصحافة من وضع اللمسات الأخيرة لهذا المشروع الضخم، حيث يتم تنفيذه للمرة الأولى بمشاركة وزارة الاتصالات والشركات الكبرى، بما يسهم يى إيجاد حلول جذرية لأزمات الصحافة الورقية وزيادة معدلات التوزيع والإعلانات. وقالت الهيئة فى بيان، إن الإستراتيجية التى يجرى الانتهاء منها اتبعتها كبار الصحف بالعالم، التى كانت تعانى من أزمات فى التمويل والتوزيع، وتستهدف مسايرة الثورة التكنولوجية الرابعة، ولحاقًا بالتطورات السريعة فى مجال الاتصالات. وقال الدكتور عمرو الجوهرى عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن عملية تحويل المؤسسات الصحفية القومية إلى صحافة رقمية أمر جيد ولكن يجب أن يتم بشروط معينة. وأضاف، أن "اتجاه تحويل المؤسسات الصحفية القومية إلى إلكترونية رد طبيعى لحل أزمة الصحف بعد زيادة أسعار المواد المستخدمة فى الورق والحبر وغيرهما". وطالب بضرورة الاستمرار فى إصدار نسبة لا تقل عن 20% من الصحف الورقية وتنظيمها بحيث تكون أسبوعية فقط وتكون المواقع الإلكترونية الرسمية يومية، فى خطة للحفاظ على بقاء تراث الصحف الورقية وقراءتها. بدورها، قالت النائبة نشوى الديب عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن "تحويل الصحف القومية إلى أسبوعية هو مجرد وجهات نظر يتبناها برلمانيون لكنه لم يتبلور إلى مقترح حتى الآن"، مشيرة إلى أن هذا القرار من اختصاص الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. وأضافت ل"المصريون": "الهيئة الوطنية للصحافة يجب عليها اتخاذ مثل هذه القرارات تجاه الصحف أو المجلات، التي تتكبد خسائر فادحة بسبب كثرة الإصدارات الورقية". وأشارت إلى أنه من "يمكن تحويل إصداران الصحف القومية اليومية إلى أسبوعية، والأسبوعية إلى شهرية، للحد من الخسائر التي تثقل كاهل المؤسسات بمديونيات ضخمة". وأشارت إلى أن "شبكة الإنترنت باتت تستحوذ على اهتمام قطاع كبير من المواطنين في شتى أنحاء العالم، ما أدى لتراجع متابعة الإصدارات الورقية والاكتفاء بقراءة الأخبار اليومية، من خلال المواقع الإخبارية المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي". مع ذلك، أكدت أن الصحف والمطبوعات الورقية لن تندسر، وستبقى بكل تأكيد"، موضحة: "الدول الأوروبية سبقتنا فى تحويل صحفها الورقية إلى إلكترونية ولكنها تركت مساحة محدودة من المطبوعات الورقية". ورأت الديب أن "مسألة تحويل الصحف اليومية إلى أسبوعية لن يؤدي إلى اختلاف كبير عن الوضع الحالي، لكن المسألة تتلخص في الإدارة وطريقة أدائها، فمن الممكن أن تحقق صحف أسبوعية أرباحًا أكبر من الصحف اليومية، والعكس صحيح". فى السياق، أيد سمير البطيخى، عضو مجلس النواب، اتجاه الهيئة الوطنية للصحافة لتحويل المؤسسات الصحفية القومية إلى الصحافة الرقمية، مؤكدًا أنها خطوة ايجابية لمواكبة تطور العصر.