لا تزال الحكومة صامتة أمام الحملات التي بدأها علماء مصر وأساتذة الجامعات علي صفحات التواصل الإجتماعي، والتي نوهت عنها وعلي إستحياء بعض الصحف، لكن يبدو أن هناك تجاهل متعمد لمطالبهم والتي لا تزيد عن تحسين مرتباتهم المتجمدة ولا تتحرك وتعتمد علي كادر خاصوالذي أصبح لعنة علي الأساتذة حيث لم تتغير قوانينه منذ 1972 نحو الزيادة علي الأقل كي تتماشي مع ما حدث من طفرة في الأسعار تدنت أمامها مرتبات الأساتذة لدرجة تصل بهم لدرجة الفقر والحاجة جعلت شغلهم الشاغل هو تقليص في مصروف الأسرة تدريجياً حتي آخر الشهر كي لا ينكشف حاله أمام المجتمع لكن يبدو أنه مكشوف لا شك في ذلك وأن المحاولات تلك أصبحت لا تجدي خاصة مع طلبات أبنائهم والتي أحرجتهم خاصة عندما يشاهدوا بأعينهم أبناء يعمل آبائهم في مؤسسات أخري معروفة للجميع!!!. "عض قلبي ولا تعض رغيفي" مقولة تسري حتي علي أكثر الناس زهداً في مقومات وضرورات الحياة خاصة إذا تخطت الامور عتبة البقاء علي قيد الحياة بكرامة، والنزول لمستوي الحرمان والفقر والفاقة، عندها تصبح القيم والمباديء في خبر كان، وتتراجع حينها كافة الأخلاقيات للأسوأ ويتصرف الناس تحت شعار أن كل شيء يمكن الإلتفاف عليه ومن ثم إستسهال فعل الخطأ تحت مبررات البقاء وحفظ الحياة، وما نراه من زيادة في الجرائم الشاذة والغريبة علي مجتمعنا خاصة والتي تخطت كل الحدود ولم تخطر علي بال أحد أو تكن في الحسبان مطلقاً خاصة في بلادنا ومجتمعاتنا الشرق أوسطية المسلمة إلا علامة ودليلاً يؤكد هذا المفهوم. مع إقتراب بدء الدراسة في الجامعات، بأي حماس سوف يقوم عضو هيئة التدريس بواجبه في قاعات التدريس والمدرجات والذي وضعته الحكومة له فيما تنص عليه اللوائح والقوانين، وحاله المعيشي لم تهتم به الحكومة ولا يهتز لها ضمير أمام التوسلات والرجاءات التي ينادي بها الأساتذة لتحسين أحوالهم، أم أن تعليم الطلاب بصورة مرضية لا يهم الحكومة في شيء، ومن ثم يتساوي عندها أن تكون الاجيال جيدة التعليم والتربية من عدمه؟. هل الحكومة بتجاهلها الواضح هذا تعمل علي أن تدفع عضو هيئة التدريس كي يغرق في دوامة الحاجة وقلة القيمة له والتدني ومن ثم يبتز الطالب في صورة إجباره علي شراء الملزمات والمذكرات والكتب الجامعية؟، أم أنها تدفعه دفعاً للإعوجاج وفعل ما يتنافي مع القيم والأخلاقيات الجامعية والعامة بالعموم ومن ثم الدخول في طرق عديدة للفساد الإداري والخروج علي مقتضي وظيفته والتي تتوازي مع التخلي عن الضمير، لأن عضو هيئة التدريس إنسان معرض للوقوع في الأخطاء إذا ضاقت عليه الدنيا بما رحبت لنظيره الآخر الذي أسعده حظه أن يعمل في مؤسسة حكومية أخري تعطيه أضعاف أضعاف مرتب أستاذ الجامعة المظلوم والمهان!!!.