فى إطار الحملة الدولية التى دشنتها دار الإفتاء المصرية للتعريف بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم بكل لغات العالم، قامت صحيفة ال"واشنطن بوست" الأوسع انتشارًا فى أمريكا والعالم، أمس الأربعاء بنشر مقال للدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، جاء تحت عنوان: "النبى محمد.. رحمة للعالمين". وكانت دار الإفتاء المصرية، قد شرعت فى الإعداد لحملة دولية للتعريف بالنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) فى أوروبا وأمريكا، تُوجَّه لغير المسلمين، باللغة الإنجليزية، بدأ العمل لإتمامها عقب بث الفيلم المسيء للإسلام ونبيه الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). ويتمثل الجزء الأول فى هذه الحملة بكتابة مقالات رأى فى الصحف والمجلات العالمية، ذات المصداقية والانتشار، وتوزيع كتيب إلكترونى وآخر مطبوع، بعنوان "رحمة للعالمين" للتعريف بالنبى (صلى الله عليه وسلم). كما سيتم نشر ترجمة لمختارات من السنة النبوية بالإضافة ل "خطبة الوداع" التى تمثل أول إعلان عالمى لحقوق الإنسان، وتوصيةَ الرسول لأمته، لخص لهم فيها أحكام دينهم ومقاصده الأساسية، وأرسى فيها مبادئ الرحمة والإنسانية، ودعائم السلم والسلام من حرمة سفك الدماء ونهب الأموال، وأقام أواصر المحبة والأخوة بين الناس، وشدد فيها على حقوق المرأة وأوصى بها، وأوصى فيها بالقضاء على كل أنواع التمييز. هذا وقد جاء فى مقال الدكتور على جمعة الذى نشرته "واشنطن بوست" أن السبب وراء حب المسلمين للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم له أنه يمثل المثل الأعلى لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، وهو المرجع النهائى بالنسبة لهم، وهذا ورد فى القرآن الكريم فى توضيح مكانة النبى عند المسلمين. وأضاف: "أن الأنبياء هم المبلغون عن الله، ويجب توقيرهم لأنهم أُرسلوا ليُعلِّموا البشرية الهدف من الخلق والهدف من وجودنا فى الحياة وكيف نصل علاقتنا بالخالق ذاته". وأردف: "بناء على ذلك، فإن المسلمين يسعون دائمًا إلى التأسى بقدوتهم المتمثلة فى شخص النبى فى كل أمور حياتهم، فهم يسعون إلى غرس تلك القيم وتعميقها فى النفوس، والتى منها القدرة على التصدى للاستفزازات والأعمال الحمقاء السيئة بالصبر والعمل الإيجابي، وبالتالى فإن هذا يمثل للمسلمين قيمًا روحانية فى غاية الأهمية، وهذه القيم تمثلت بوضوح جلى فى حياة النبى محمد نفسه".