يعتبر نهر "La Bomba" أو "القنبلة" للبيروفيين، وباسم Shanay-Timpishka رسميًا، من أخطر أنهار الأمازون، لأن مياهه تغلي وتعرض من يتعامل معه للحرق أو الموت، وهو رافد من نهر الأمازون طوله 6400 متر، بعرض أكبره 24 وعمق أقصاه 5 أمتار. ونهر "لا بومبا" محيّر ويجعل من يضع يده في مياهه، يسرع للعلاج بأحد المستشفيات، أما من يغطس أو يقع قضاءً وقدراً فيها، فقد لا يخرج إلا جثة للدفن، لأن مياه الذي يعني اسمه الرسمي "مغلي بحرارة الشمس" تغلي فعلاً كالتنور وأكثر. والفيديو أكبر دليل، ففيه نجد بيروفيا اسمه Andrés Ruzo وعمره 30 سنة، يزوره ويشرح عنه ما قد يلبي فضول المستغربين مثله منذ كان صغيراً وسمع من والده عن النهر، فلما كبر بالسن وتخرج بدكتوراه في الجامعة متخصصاً بالطاقة الحرارية الجوفية، قام بدرسه بدءاً من 2011 من جميع نواحيه. يشرح "أندريس روسو" في الفيديو، أنه حين قام بقياس درجة حرارة مياه النهر ووجدها 86 مئوية، شعر بضرورة معرفة مصدر تلك الحرارة التي تجعلها تغلي وتفور، واستبعد سريعاً أن تكون الشمس هي السبب، أو أحد البراكين، لأن أقرب بركان ناشط في البيرو أو غيرها، يبعد عن "لا بومبا" أكثر من 700 كيلومتر، ووجد أيضاً أن ما يردده السكان المحليون من أن ثعباناً اسمه "ياكو ماما" هو السبب، ليس إلا خرافة شعبية، وبعد دراسات وأبحاث استمرت سنوات، تأكد أن المياه تكتسب حرارتها إلى درجة الغليان بعد أن تتساقط مطراً على الأرض، وتجري في جوفها عبر مناطق حارة جداً، ثم تخرج من الينابيع ساخنة تغلي في نهر يعود ويصب في الأمازون نفسه، وهو ما شرحه في كتاب أصدره قبل 3 أعوام وسماه The Boiling River أو "نهر الغليان" الذي لا تعيش فيه أي كائنات، كما بحر الميت تماماً. النهر الذي قد تصل الحرارة في بعض أجزائه إلى 100 درجة مئوية أحياناً، وهو ما قد يتسبب بحروق من الدرجة الثالثة بثوان معدودات، هو مقبرة طبيعية لكثير من الحيوانات التي وجد روسو وغيره جيفها، بعد أن سقطت بالنهر وقتلها الغليان، لذلك يستحيل على أحدهم أن يسبح أو يغوص فيه، وإلا خرج جثة، وفقاً لما قرأت "العربية.نت" بسيرته المتوافرة "أونلاين" أيضاً، إلا إذا انتظر هطول أمطار غزيرة، تختلط بمياهه وتخفف من حرارتها، عندها تتحول المياه إلى متعة، إلا أن المنطقة هناك لا تشجع على ذلك، لأنها حارة أصلاً، والأدغال خطيرة.