سعيًا منها لحل أزمة كثافة الفصول التي تظهر مع بداية كل عام دراسي، أنتجت وزارة الدولة للإنتاج الحربي، ممثلة في مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات أول نماذج للفصول المتنقلة، وهي عبارة عن سيارات مجهزة بها مقاعد للطلبة. كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وجه وزارتي الإنتاج الحربي والتربية والتعليم، لنقل تكنولوجيا إنتاج «الفصول المتنقلة» بمصر، والبدء في تطبيقها في أسرع وقت ممكن كأحد الحلول غير التقليدية لحل مشكلة كثافات الفصول. وقال اللواء يسري النمر مدير مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، إن هذه الفصول مجهزة بأحدث التقنيات منها طرازين، الأول يستوعب 21 طالبًا، والآخر مكون من جزئين يستوعب حتى 50 طالبًا، وأنه تم الاتفاق على أن تكون الدفعة الأولى 100 فصل. وأكد «النمر» في تصريحات صحفية، أن هذه الفصول مزودة بطبقتين من شأنهم عزل الحرارة، وبها تكييفات وشاشات ذكية للطلاب، وقد يتغير التصميم ويصبح مكمل لمدرسة به مكتب ودورات مياه، مشيرًا إلى أن التجربة أقامتها شركة «نت دراجون» الصينية المتخصصة في مجال تطوير برمجيات الكمبيوتر وتكنولوجيا التعليم. مدير مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، لفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تصنيع هذه الحاويات، مضيفًا «فقد نفذنا مثلها لبيع الأطعمة في الدقي وأخرى بشيراتون، فهي أقل تكلفة وحضاري وسريعة وآمنة، ولدينا طاقات بشرية مدربة على أعلى مستوى للقيام بكل المهام في وقت قياسي». الدكتور ماجدة نصر، نائب رئيس جامعة المنصورة سابقًا، وعضو لجنة التعليم والبحث العلمي، قالت إن تلك الفصول سيتم اللجوء إليها في الأماكن التي يستحيل فيها إقامة مبان جديدة لزيادة أعداد الفصول، وستكون مزودة بمكيفات ومجهزة بأفضل التجهيزات، مثل فصول المدرسة تمامًا. وأضافت في تصريحات إلى "المصريون": "هذه الفصول سيكون بها مقاعد تسع عددًا معينًا من الطلبة، وكذلك ستزود بالسبورة والأدوات الضرورية للعملية التعليمية ولن ينقصها أي شيء، وهذه تجربة جيدة وبعض الدول لجأت إليها". وأشارت إلى أن "هذه الفصول مؤقتة لحل الكثافة الطلابية فضلًا عن أنه لن يتم الاعتماد عليها بشكل أساسي، وبمجرد توافر الأماكن التي يمكن بناء مدرسة عليها وتجهيزها بأفضل التجهيزات فإنه سيتم الاستغناء عن هذه الفصول". نائب رئيس جامعة المنصورة سابقًا، أكدت أن "فكرة الفصول المتنقلة من الأفكار الجيدة جدًا التي ستساعد على حل الكثافة الطلابية بشكل مؤقت، ولولا هذا الحل المؤقت لن تنجح التجربة الجديدة، لذا يجب البحث عن حلول جذرية وليست مؤقتة". الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، قالت إن "الفكرة التي تسعى الوزارة إلى تطبيقها جيدة، في حال تطبيقها بشكل صحيح وليس عشوائي كما يحدث مع بعض الأفكار التي تكون رائعة لكن بفضل تنفيذها تتحول إلى سيئة". وتساءلت في تصريح إلى "المصريون" عن الآليات والخطط التي وضعتها الدولة لتنفيذ تلك الفكرة، خاصة أنها تحتاج إلى أرض وأموال، إضافة إلى مكان أيضًا، متابعًة: "لا توجد أماكن وتم بناء الأحواش لتزويد المدارس بفصول فكيف ستننفذ". وبرأي عبد الرؤوف، فإنه "من الصعب تطبيق الفكرة على أرض الواقع"، غير أنها أكدت أنها مع أي فكرة تحل أزمة الكثافة الطلابية لكن بصورة صحيحة. وقال المهندس عبدالمقصود الدسوقي، رئيس قطاع الإنتاج في مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، إنها تسع لقرابة 21 طالبًا، ومزودة بكافة وسائل الراحة سواء للطلاب أو المعلمين، حيث إنها مزودة بكراسي مريحة لهم، ويمكن أن تزود بأجهزة تكييف أو مراوح بحسب طلب العميل. وأضاف أن الفصول المتنقلة مزودة ب"شاشة سمارت"؛ حتى يستطيع المعلم التدريس للطلاب بأحدث التقنيات التكنولوجية الممكنة، فضلًا عن أنظمة الإضاءة التي تتيح الروية الجيدة لكلاً من الطالب والمعلم. وأوضح أن تلك الفصول تصلح للعمل بدءً من مرحلة التعليم الابتدائي حتى الجامعات، معتبرًا إياها حل سريع لتوفير فصول ومدارس لخدمة المناطق النائية أو ذات الكثافة الطلابية الشديدة. من جهته، أشاد المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، بأداء اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي لخدمة جميع مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن الخبراء والمهندسين والفنيين بوزارة الإنتاج الحربي أكدوا للرأي العام المحلي والعالمي أن المصري قادر على التفكير والإبداع والابتكار وتحقيق المستحيل. وقال، إن أكبر دليل على ذلك إنتاج الوزارة ممثلة في مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات في إنتاج وصناعة أول نماذج للفصول المتنقلة التي تعول عليها الدولة كإحدى حلول أزمة كثافة الفصول في بعض المناطق ونقصها في مناطق أخرى بعد توجيه رئيس مجلس الوزراء لوزارتي الإنتاج الحربي والتربية والتعليم. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن خلال مؤتمر الشباب الماضي، احتياج الدولة لبناء 250 ألف فصل دراسي ما يكلف الدولة المليارات، بالإضافة إلى أكثر من 55 ألف مدرسة في إطار رفع الكفاءة.