ذبح.. دعوات للإنجاب.. صعود للجبال.. قوافل بشرية.. وطقوس دينية فى ذى الحجة يقع ضريح أبو الحسن الشاذلى، على بعد 150 كيلو مترًا من مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر فى وادى حميثرة، تلك الجبال الوعرة، حيث يحتفل محبوه الذين يأتون من كل محافظات مصر بل ومن خارجها للاحتفال بمولده الذى حدد فى العشر الأوائل من شهر ذى الحجة، تزامنًا مع موسم الحج نسبة لوفاته فى تلك المنطقة أثناء رحلته للحج . تجولت عدسة "المصريون" ورصدت أهم الطقوس التى يمارسها مريدون الشيخ أبو الحسن الشاذلى، فى وادى حميثرة جنوب مرسى علم، قرية صغيرة جدًا سميت بقرية أبو الحسن الشاذلى نسبة لهذا المقام، بها، مسجد أبو الحسن الشاذلى وضريحه، والذى يعد أحد أقطاب الصوفية. وتبلغ مساحة المسجد 4 آلاف متر، وتكلف تجديده 12 مليون جنيه، حيث إن المساحة التى تم تخصيصها، أقيم عليها مسجد كبير وضريح للعارف بالله الشيخ أبو الحسن الشاذلى، بالإضافة لساحة كبيرة للزوار. ويأتى إليه مريدوه من كل محافظات مصر ومن دول أخرى، جاءوا لمسافات بعيدة قد تكون تجاوزت اليوم أو اليومين للمشاركة فى إحياء مولده، حيث يقوم الحاضر إلى تلك المنطقة بإحضار طعامه وشرابه ومكان مبيته من الخيم معه. وفى بقعة قريبة من مسجده ومقامه أو من الوادى، يقيم مقصده ويزور المقام. الدكتور اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر ، يقوم بالاستعداد لمولد أبو الحسن الشاذلى قبلها بأيام كثيرة، ويستعد للدفع بسيارات المياه وإنارة الساحات والطرق وتوفير سبل الإعاشة للزوار والمريدين. كما تقوم الطرق الصوفية بالاستعداد للسفر للمولد، بإحضار كميات كبيرة من المشروبات والأطعمة والمواشى الذين يقومون بذبحها فى أيام المولد، داخل ساحات كل طريقة، حيث يوجد بمحيط الضريح ساحات أقامتها تلك الطرق لاستقبال أبنائها فى وقت المولد والزيارات للضريح . ويقوم زوار مقام سيدى أبو الحسن الشاذلى بوادى حميثرة جنوبالبحر الأحمر، بعدة عادات، عند وصولهم لتلك المنطقة، تبدأ بزيارة المقام والصلاة داخل المسجد ثم صعود جبل حميثرة، والذى يتراوح طوله ما بين 200 إلى 300 متر. ومن أشهر تلك العادات التى يقوم بها المريدون عند الزيارة، فى وقفة عيد الأضحى يوم عرفة، الأطفال والنساء والشيوخ والرجال جميعهم يصعدون الجبل عبر ثلاث ممرات غير ممهدة ويستغرق الصعود فوق حميثرة من10 إلى 20 دقيقة. وفوق حميثرة، تجد خلوة الشاذلى، التى يعلوها نصب من عمود حديدى وتحت النصب تجمعات لعشرات السيدات يلتقطن الحصى الصغير فى زجاجات وأكياس، قالت إحدهن إن له كرامات لسيدات غير منجبات بشرط المرور فوقه 7 مرات داخل مسكن المعيشة، فيما يعتبر البعض أن حصى الجبل له قدرة على الشفاء. ومن طقوس الجبل، المكوث على جبل حميثرة حتى الزوال تقليدًا لشعائر يوم عرفة، والذبح هناك سنن يسنها كل من زار تلك المنطقة والذين يجمعون صخورًا ليقوموا بترتيبها فوق بعضها البعض على شكل هرمى للدعاء للحج بمكة المكرمة أو زيارة الشاذلى العام القادم . وقد لوحظ داخل مقام أبو الحسن الشاذلى، من يرش العطور بداخله ومن يبيع البخور على أبوابه، ومن يدعو لك ومن يطلب منك الدعاء لابنه أو ابنته أو شخص مريض. كما لوحظ وجود الفتايات التى فاتها قطار الزواج، حيث يقمن بالدعاء بالتوفيق بالزواج وكذلك التى لم تنجب. التقت "المصريون" فوق جبل حميثرة بشخص يدعى على، حيث يقول: أنا من مدينة أسوان مواليد 1975 وآتى هنا منذ 35عامًا كنت سائحًا مثل أى أحد وبعد ذلك ربنا ألهمنى بأن أتعبد فوق جبل حميثرة كل عام، لأنه توجد أسرار لا يعرفها غير ذوى البصيرة، ومن يرى المدينةالمنورة يكون عنده بصيرة. وأضاف، أننى أصعد الجبل وأمكث فوق الجبل بدون مأكل أو مشرب وأتعبد فى المدرسة المحمدية، التى تركها الشيخ أبو الحسن الشاذلى. كما تجولت "المصريون" بين ساحات أبو الحسن الشاذلى فهناك ساحة الشيخه زكية، وساحة الطريقة الصوفية، وساحة الطريقة البرهامية، وساحة الطريقة الشاذلية. والتقت، بالشيخ حسن السنارى، شيخ الطريقة الشاذلية فى مقر الساحة بالشيخ الشاذلى، والذى يقول: نأت كل عام ونحضر الزاد والزواد من مأكل ومشرب وكل مستلزمات الحياة اليومية، وتستقبل الساحة الشاذلية المريدين للطريقة الشاذلية ومريدين الشيخ أبو الحسن. وأضاف السنارى، فى المساء تقوم الطريقة الشاذلية بعمل حلقات ذكر الله والصلاة على سيدنا محمد رسول الله داخل الساحة. ويوجد بالساحة طابقان الأول يوجد به ساحة الذكر ومكان للطعام والثانى، حمامات وغرف اقامه للمغتربين، ونقوم يوميًا بترتيب وتنظيف المكان لاستقبال المريدين وزوار الشيخ ونذبح الخراف والعجول لكى نطعم الزوار. يذكر، أن تقى الدين أبو الحسن على بن عبد الله، الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين السبط رضى الله عنهم جميعًا، وهو صاحب الطريقة الشاذلية، ولد سنة 593ه بقرية شاذلة قرب تونس وتوفى سنة 656ه أى عاش 63 عامًا. اشتغل بعلوم الشريعة حتى أتقنها وصار يناظر عليه مع كونه ضريرًا، ثم انتهج التصوف واجتهد فيه حتى ظهر صلاحه وخيره، ثم قدم إلى الإسكندرية وظهرت طريقته الشاذلية وتتلمذ على يد شيخه الشيخ عبد السلام بن بشيش، وممن أخذ عنه الشيخ العز بن عبد السلام. كان أبو الحسن الشاذلى، يحج كل سنة مرورًا إلى ميناء عيذاب الذى يقع جنوب محافظة البحر الأحمر بمدينة مرسى علم، فلما كان فى آخر سنة خرج فيها قال لخادمه اصطحب فأسًا وقفة وحنوطًا، فقال له الخادم: ولماذا ياسيدى؟ فقال: فى حميثرا سوف ترى، وحميثرا جنوب محافظة البحر الأحمر بمدينة مرسى علم) فلما بلغ حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن الشاذلى وصلى ركعتين وفى آخر سجدة من صلاته انتقل إلى جوار ربه ودفن فيها.