أعرب وزير خارجية ايران على أكبر صالحي عن تفاؤله بشأن نجاح المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة السورية من خلال اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم كل من مصر والسعودية وإيران وتركيا. وبدأ أمس الاثنين وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران، في القاهرة اجتماعا للجنة الرباعية حول سوريا، وذلك بغياب السعودية. وقال صالحي - في مقابلة مع برنامج "صباح الخير يا مصر" الذي بثته صباح اليوم "الثلاثاء" القناة الأولى بالتليفزيون المصري - إن هذه المبادرة جاءت في وقتها وأنها تلتقي جهود المجتمع الدولي بدءا من مهمة المبعوث الأممي وجامعة الدول العربية السابق كوفي أنان وانتهاء بمهمة الأخضر الابراهيمي، الذي ربما من المتوقع أن يقدم اقتراحا خاصا بالنسبة للموضوع السوري. وأكد المسئول الإيراني ضرورة عقد اجتماع مع الأخضر الابراهيمي حتى يتم تنسيق الجهود لحل الأزمة السورية. وفي رده على سؤال حول عدم تفاؤل الغرب بنجاح مهمة اللجنة الرباعية..قال وزير الخارجية الإيراني هذا شأنهم، "أما نحن فإننا متفائلون..تفاءلوا بالخير تجدوه". وأعرب وزير خارجية ايران على أكبر صالحي عن تفاؤله بنجاح مبادرة مصر "رغم أن الموضوع السوري موضوع حساس، وأنه من غير المتوقع أن يتم حله خلال اجتماع واحد، موضحا أنه تم خلال اجتماع أمس التطرق إلى النواحي العامة. " وأشار صالحي إلى أن هناك نقاطا مشتركة يلتقي فيها أطراف الاجتماع في كثير من الأمور، لكن هناك تباين في بعض الأمور الأخرى وهو ما يحتاج إلى بعض التشاور الأكثر وهو ما أدى إلى اتخاذ قرار بمواصلة التشاور في المستقبل وخصوصا على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. وأكد أن حل الأزمة السورية يتطلب التفاوض والتشاور مع جميع الأطراف "المعارضة والحكومة السورية" لدراسة الاقتراحات والخطط التي تقترح من قبل الذين يريدون حل القضية السورية، منوها بضرورة أن تكون تلك الاقتراحات عملية وقابلة للتنفيذ. وقال إن موقف بلاده واضح بشأن الأزمة السورية منذ بدايتها حيث أعلنت إيران ضرورة أن تستجيب الحكومة السورية لمتطلبات الشعب السوري، لافتا إلى أن إيران مع الشعب السوري الذي لايختلف عن باقي الشعوب وله الحق..لكن الحل السوري يجب أن يأتي من بين السوريين وليس حلا مفروضا من الخارج. وأوضح صالحى أن من بين نقاط عدم الالتقاء، المطلب الخاص بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، منوها بأن فرض شروط مسبقة يضعف عملية التوصل إلى حل للازمة والخروج منها، داعيا إلى اخلاص النوايا الصادقة. وأكد وزير خارجية ايران علي أكبر صالحي أن بلاده وشعبه تكن كل احترام لشعب مصر، وأنه على استعداد لرفع مستوى العلاقات السياسية إلى مستوى السفراء لكي تعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها. وقال إنه من الممكن أن نعمق ونوسع العلاقات على كافة الأصعدة بين القاهرة وطهران، لاسيما وأن البلدين من البلدان الكبيرة، منوها بأن سوق الاستثمارات في مصر عامل جذب للاستثمار الايراني، وهو ما يعد مؤشرا على تقارب الدولتين والشعبين.. لكن على الدولتين أن يساعدا الشعبين على التقارب الأكثر رحابة. وأوضح أن الاتهامات التي توجه إلى إيران بشأن سعيها إلى نشر المد الشيعي في مصر ليس له أساس. وبشأن التهديدات الاسرائيلية تجاه بلاده..قال صالحي إن بلاده تأخذ كل تهديد محمل الجد ولو يأتي من بلد صغير أو ضعيف، مشددا على ضرورة أن تكون الشعوب واعية بالنسبة للامن ولذلك نحن على أهبة الاستعداد للدفاع عن النفس، ولكن في ذات الوقت التهديدات الاسرائيلية فارغة..بمعنى أن اسرائيل ليس في مكان وموضع أن يهدد بلد كبير مثل إيران وهم يعلمون ذلك، ولو كان لديهم إمكانية مهاجمة إيران لهاجموها وما كانوا يحتاجون إلى هذا الضجيج الاعلامي. وقال إن إسرائيل تحاول استعادة "البريستيج" الخاص بها بعد أن فقدته في حرب غزة ولبنان، مستبعدا في الوقت ذاته استفادة اسرائيل من علاقاتها مع أذربيجان في ضرب إيران.