فيما وصف بأنه أعنف هجوم منذ الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 16 من جنود حرس الحدود في أوائل أغسطس، أصيب 10 من جنود الجيش وعناصر الشرطة المصرية اليوم الأحد، بالإضافة إلى سيدة وطفلة، فى هجوم شنه مسلحون على مديرية أمن شمال سيناء استمر لأكثر من ساعة باستخدام قذائف صاروخية من طراز "أر بي جي"، وامتد ليشمل المناطق المجاورة وسجن العريش المركزى، وقسم أول العريش. وبدأت المواجهات بين الجماعات المسلحة من جهة، والجيش والشرطة المصرية من جهة أخرى، بعد حملة أمنية كبرى على قرى بدوية بالمنطقة الشرقية الحدودية "ج"، التابعة لمركز ومدينة الشيخ زويد، شملت قرى المهدية والمقاطعة والظهير والعكور فجر أمس، بمشاركة عدد كبير من القوات المشتركة من الجيش والشرطة المدعومة بالمدرعات وطائرتين، وتم خلالها ضبط 4 مطلوبين ممن تتهمهم الشرطة بالوقوف وراء عملية استشهاد 16 ضابطًا ومجندًا فى الهجوم على كمين الجيش فى رفح خلال شهر رمضان الماضى. وقال اللواء سيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء: "إن قوات الشرطة شنت حملة أمنية فجر أمس على مناطق تابعة لدائرة الشيخ زويد، أسفرت عن ضبط 4 مطلوبين خطرين، لكن حدث تبادل لإطلاق الرصاص بين الشرطة والمطلوبين، مما تسبب فى إصابة سيدة تبلغ من العمر 80 عامًا، وطفلة تدعى (بشرى ع) 8 سنوات، وإصابة أفراد من قوة الشرطة، وتم نقلهم إلى المستشفى العسكرى بالعريش". وأضاف أنه على إثرها قام المسلحون بعملية هجوم واسعة على مبنى مديرية أمن شمال سيناء صباح أمس الأحد بقذائف ال"آر بى جى"، قامت على إثره القناصة المتواجدة أعلى المبنى والعمارات المجاورة بالاشتباك مع المهاجمين المسلحين لمدة ساعة تقريبًا". وقال شهود عيان، من سكان ضاحية السلام بشرق مدينة العريش، التى تقع فيها مديرية أمن شمال سيناء: "إن الهجوم بدأ فى الساعة الثامنة صباح الأحد بهجوم مجموعة مسلحة بقذائف ال "آر بى جى" والبنادق الآلية، قامت على إثره قوات الحراسة بتبادل إطلاق النيران مع المهاجمين، فى الوقت الذى تم فيه مهاجمة جميع المقرات الأمنية فى الضاحية التى تقع فى نطاقها مديرية الأمن، وقسم أول شرطة العريش، ومبنى إدارة المرور، وسجن العريش المركزى، ومدرسة بنك الوطنى الابتدائية". وتسبب الهجوم فى إثارة حالة من الرعب الشديد بين الأهالى الذين خرجوا للبحث عن أولادهم الذاهبين إلى المدارس فى أكبر ضاحية بالمدينة والتى تضم عدة مدارس، بالإضافة إلى كليات تابعة لجامعة قناة السويس ومعهدين، كما أخليت محكمة العريش إخلاؤها تمامًا، بالإضافة إلى إدارة المرور وبعض المدارس القريبة من الأحداث فى أول يوم من العام الدراسى الجديد. وصرح مصدر أمنى بمديرية أمن شمال سيناء، بأن قوات الأمن تمكنت من ضبط أحد المهاجمين لمدرسة حى الزهور وتم تأمين المنطقة، مؤكدًا أن الهجوم جاء ردًّا على الحملة الأمنية الكبيرة التى قامت بها الشرطة فجر الأربعاء الماضى وتم خلالها اعتقال أشخاص ينتمون للجماعات التكفيرية، مما أدى إلى قيام تلك الجماعات بالرد على الحملة بهجوم ضارٍ على مبنى المديرية. كما أصيب 3 أفراد من قوات الأمن وسيدة وطفلة كانتا تسيران في الشارع بطلقات نارية إثر إطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين على قسم شرطة الشيخ زويد، وتم تبادل إطلاق النار مع هذه العناصر المسلحة، فى حين تم ضبط 8 عناصر مسلحة. وكانت الحملة الأمنية المدعومة بقوات من الجيش والشرطة والمدرعات وإحدى الطائرات المروحية قد قامت بمطاردة عناصر مسلحة بمناطق جنوب الشيخ زويد, مما أدى إلى وقوع اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن والمسلحين. وصرح مصدر أمني بأن العناصر المسلحة استهدفت القوات والمدرعات والطائرة المروحية بالطلقات الآلية والآر بى جيه, وتم ضبط 8 أفراد من تلك العناصر, وتعرضت الحملة لهجوم ومطاردات من قبل عناصر أخرى مسلحة في محاولة لتهريب المقبوض عليهم, إلا أن قوات الأمن واصلت طريقها تحت ستار طلقات كثيفة من النيران لإبعاد المسلحين. وبالإضافة إلى ذلك، أكد شهود عيان من داخل معسكر قوات حفظ السلام الدولى بمنطقة الجورة، أنهم شاهدوا مسلحين يهاجمون القوات المصرية المتمركزة حول معسكر القوات الدولية منذ أمس الأول، عقب الهجوم الذى تعرض له المعسكر فى جمعة "نصرة رسول الله". وبحسب الشهود، تمت مهاجمة ثلاث مدرعات للجيش المصرى بقذائف الآر بى جى، مما أدى إلى إصابة7 جنود، وتم إسعافهم من قبل مستشفى الجورة التابعة للأمم المتحدة؛ نظرًا لخطورة حالتهم، تم نقلهم بالإسعاف الطائر إلى المركز الطبى العالمى بالإسماعيلية. كما تعرض حاجز الريسة الأمنى بوسط مدينة العريش لهجوم من قبل قوات الأمن ظهر أمس، دون وقوع إصابات. وقال مصدر أمني، إن مسلحين هاجموا الحاجز في الثانية من ظهر أمس بوابل من الرصاص، وبادلتهم القوات إطلاق النار دون وقوع إصابات.