لم تكد تهدأ موجه الغضب التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عقب تكريم الفنانة رحاب الجمل وإعلانها الأم المثالية، حتى فوجئ قطاع عريض من المواطنين، بمنح المنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، صبري نخنوخ، الحاصل مؤخرًا على عفو رئاسي، درع الرجولة والشهامة والمرؤة كأفضل شخصية لعام 2019. هاتان الواقعتان أثارتا جدلًا واسعًا وتساؤلات عديدة حول المعايير والضوابط التي يتم بناءً عليها يتم تكريم الشخصيات العامة، لا سيما أنه ليست المرة الأولى التي يُمنح فيه إحدى الشخصيات وسامًا أو تكريمًا ليس أهله. وانتشرت خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تكريم «نخنوخ»، من إحدى الجمعيات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي. وتضمنت الصورة: «تفخر المنظمة أن تهديكم درع الشهامة والمرؤة والشجاعة والإقدام كأفضل شخصية لعام 2019 لما قدمتوه للوطن وللمجتمع من خدمات كانت سببًا في الحفاظ على حقوقهم وأموالهم وممتلكاتهم من الضياع، أصبحتم سفيرا وعنوانًا وراية وعلم للرجولة في ثوب الإنسانية وللهامة والمرؤة في ثوب الشجاعة والإقدام فصنعتم من اليأس أملًا للناس تبددت أمامه الخوف والخطر.. تحيا مصر برجالها الأقوياء الشجعان». وسبق أن اتهم «نخنوخ» في العديد من القضايا بعد ثورة 25 يناير، حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه في أغسطس 2012، داخل فيلته بمنطقة كينج مريوط بالإسكندرية، وكان بحوزته كمية من الأسلحة، إلا أن القوات تمكنت من السيطرة عليه هو ومن كان معه. وعقب ذلك قضت محكمة جنايات الإسكندرية، بالسجن 25 عامًا على نخنوخ في اتهامات بحيازة أسلحة وحيوانات مفترسة، كما قضت بحبسه ثلاثة سنوات أخرى في قضية تعاطي مخدرات. تكريم «نخنوخ»، يأتي بعد أيام من الضجة التي أثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تكريم الفنانة رحاب الجمل، وإعلانها أمًا مثالية، خلال حفل تخرج نجلها مؤخرًا من إحدى المدارس الدولية. وردت «الجمل»، على منتقديها عبر حسابها الشخصي على «فيس بوك»، حيث نشرت عدة صور بصحبة نجلها، مُعلقة: «أيوة أنا الأم المثالية، وأيوة ابني (أدهم مدحت الشريف) هو الطالب المحترم بشهادة أساتذته، شكرا ابني اللي باجتهادك وبأخلاقك واحترامك وصلتني لأعظم لقب». وتابعت: «وأيوة انا صاحبة الصورة القديمة بالفستان العريان من الصدر وأيوة الصورة حقيقية مش فوتوشوب وأنا بلبس عريان، لكن كمان أنا اللي ربيت الراجل ده واهتمت بيه وعلمته أحسن تعليم وأنا اللي ضحيت بشغلي ورفضت مسلسلات وأفلام علشان أتفرغ لرعايته وأقف بجانبه في أهم مرحلة انتقالية صعبة أي ابن محتاج أمه فيها تكون جنبه وتحتويه». وأضافت: «الأم المثالية مش شهادة بناخدها من مؤسسة لكن هي شهادة بيسجلها مستقبل أولادنا وأخلاقهم الحميدة ونفعهم للمجتمع، بطلوا حقد وغل بقى». لم تكن «الجمل»، أولى الفنانات التي حصلن على لقب الأم المثالية، بل حصلت عليه من قبل الفنانة فيفي عبده، ما أثار وقتها موجه غضب أيضًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من جانبه، علق عبد الحكيم عامر، المدير التنفيذي للمنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان، في تصريحات له على تكريم نخنوع، قائلًا: «التكريم صحيح، ولكن لم يتم تسليم الدرع حتى الآن، وربما يتم تسليم الدرع والتكريم وربما لا». وحاولت «المصريون»، التواصل هاتفيًا مع أحد مسؤولي وزارة التضامن للتعليق على التكريم، ولتوضيح الضوابط والمعايير التي بحسبها يتم تكريم الشخصيات، غير أنه وبعد تكرار المحاولة لم يتم الرد. فيما، قال صبحي الدالي، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن من يتم تكريمه من المفترض أنه ضحى من أجل وطنه أو بلده أو قريته أو محافظته، وليس هذا فحسب بل قدم الغالي والنفيس من أجل دولته، وليس شخص حكم عليه في قضايا من قبل، أو فنان مثير للجدل، بحسب تصريحه وفي تصريحات خاصة ل«المصريون»، استنكر«الدالي»، منح «نخنوغ» درع الرجولة والشهامة والمرؤة كأفضل شخصية لعام 2019، متسائلًا: «من هو صبري نخنوغ؟، وما الذي قام به؟، ولماذا لم تلتزم الجمعية أو المنظمة معايير تكريم الشخصيات؟». عضو لجنة حقوق الإنسان، اعتبر الأمر مثير وغير مفهوم، مطالبًا المنظمات والجمعيات بالتزام الضوابط والمعايير التي بناء عليها اختيار الشخصيات التي تكرمها.