«المركزى للإحصاء»: حالة طلاق كل دقيقتين ونصف وأكثر من 5.6 مليون مطلقة بالمأذون.. وربع مليون قضية خلع.. و15 مليون عانس الحموات وعمل المرأة ورعونة الأزواج وضعف الشخصية والأفلام الإباحية وقهر الأزواج أهم الأسباب حجاج: المرأة المطلقة ترفع أكثر من 10 قضايا وتحصل على أحكام بعد وقت طويل لكنها لا تنفذ ويتهرب منها الأزواج صالح: الأفلام الإباحية والدراما الرومانسية سبب أساسى لخراب البيوت الزواج علاقة مقدسة، ورباط غليظ، شرعه الله تأليفًا للقلوب، وجعله مودة ورحمة وسكنًا وسكينة بين الأزواج, هو الركن الحصين الذي يقوم على أساسه المجتمع، واللبنة الأولى التي تتأسس من خلالها الأمم والحضارات، وهو سر بقاء البشرية، فلو لم يكن هناك زواج لما استمرت الحياة من نسل أبينا آدم وأمنا حواء حتى الآن. والإسلام كرم المرأة، بعدما كانت مهانة من قبله، وجعل الزوجة هي أولى الناس بكرم الزوج, والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى الرجال بحسن معاملتهن ومعاشرتهن، ووصفهن "بالقوارير", وخصص جانبًا كبيرًا من خطبة الوداع للتوصية بها. فمن يحرق قلب المرأة لا يسلم من بطش الله, فالزوجة هي السند والجبل الذي يستند إليه الرجل، ويلقى عليها همومه, والمرأة هي محور الحياة، وهى الطبيب الذي يداوى الجراح ويتحمل وجع المريض وصراخه, وهى لا تريد من الرجل سوى الاهتمام والاحترام والاحتواء والأمان والكلمة الطبية, فالمرأة تبقى طفلة بمشاعرها حتى ولو بلغت مائة عام. لكن في هذه الأيام، هناك من الرجال من بلغت به القسوة ضد النساء أقصى مدى، وأصبح لا يقدر الزوجة، ولا يحترم الرباط الأسري، وبات أسهل ما يكون هو اللجوء إلى الطلاق عند حصول أي مشكلة زوجية حتى ولو كانت بسيطة؛ على الرغم من أن الله جعله أبغض الحلال. وقد بات المجتمع مهددًا في استقراره مع ارتفاع نسبة الطلاق لتصل إلى حالة طلاق كل دقيقتين ونصف.. لذا قامت "المصريون"، بفتح هذا الملف الشائك؛ حرصًا على المجتمع ومستقبل شبابه وأطفاله المعرضين للتشرد؛ بسبب استهتار الأزواج وخراب البيوت وهدم الأسر. إحصائيات عن الطلاق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أحصى عدد عقود الزواج على مستوى مصر، والتي بلغت 887 ألفًا في عام 2016، مقابل 912 ألفًا في عام 2018, لينخفض معدل الزواج من 9.6 لكل ألف من السكان عام 2017 إلى 9.1 لكل ألف من السكان عام 2018. وبلغ عدد شهادات الطلاق في عام 2018 211 ألفًا، مقابل 198 ألفًا عام 2017, بينما ارتفع معدل الطلاق من 2.1 لكل ألف من السكان عام 2017 إلى 2.2 لكل ألف من السكان عام 2018, حيث تتخطّى حالات الطلاق في اليوم الواحد 250 حالة، وتحدث حالة طلاق كل دقيقتين ونصف بعد أن كانت كل 4 دقائق. ويُقدّر عدد المطلقات بأكثر من 5.6 ملايين على يد المأذون، ما أدّى إلى تشريد نحو سبعة ملايين طفل. ومع نهاية عام 2018، وصلت العنوسة بين الشبان والشابات إلى نحو 15 مليون حالة، في حين تخطّت حالات الخلع في محاكم الأحوال الشخصية ربع مليون حالة، أي بزيادة تقدّر ب89 ألف حالة بالمقارنة مع عام 2017. وحول أسباب ارتفاع نسب الطلاق، وانخفاض نسب الزواج، ربطت دراسات بين الأزمات الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر، وانخفاض الرواتب كأبرز الأسباب وراء ارتفاع معدلات الطلاق وخصوصًا بين المتزوجين حديثًا. ورصدت الدراسات انتشار حالات الطلاق في القرى والأرياف، التي بعدما كادت ينعدم فيها الطلاق خلال سنوات ماضية؛ التزامًا بالعادات والتقاليد, وأدت الظروف نفسها، إلى تراجع نسب الزواج في خلال عام 2018، نتيجة ارتفاع تكاليف ومستلزمات الزواج. «حماتى دمرت حياتى» "فاطمة" ذات العشرين ربيعًا من عمرها أقامت دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بزنانيرى بعد أن تحولت حياتها الزوجية بسبب حماتها إلى جحيم. تقول: "حاولتُ مرارًا وتكرارًا أن أحافظ على حياتى وعلى زواجى بشتى الطرق، خاصة أننى كنت أحب زوجى حبًا جمًا، وتحديت أهلى من أجله؛ رغم ظروفه الصعبة, لكن أفعال والدته وكيدها وحيلها كانت أقوى منى، فلم تترك لى اختيارًا آخر سوى الهروب بعد عام من هذا الجحيم فى ظل صمته القاتل، انتهكت خصوصيتى لدرجة أننى لم أعد أعاشر شريك حياتى خوفًا من أن تعلم، فقد اعتادت التصنت علىّ فى خلوتى وسرقة متعلقاتى". وسرد حكايتها مع حماتها، قائلةً: "منذ أول يوم زواج، ودخولى عش الزوجية، ولم تتركنى حماتى فى حالى، ولم أشعر للحظة أننى عروسة فقد كانت دائمًا تتعمد إزعاجي، وتنغص حياتى ففور خروج زوجى لعمله، تصعد لشقتى وتجمع لى الأوانى والملاءات والمفروشات والسجاد حتى وإن كانت نظيفة، وتجبرنى على غسيلها، كل يوم تكرر نفس الموقف، ورغم ذلك لم أتذمر أو أشتك من تصرفاتها، وكنت أصبر نفسى وأقول: "كله عند الله زى أمى ولازم أعاملها كويس، عشان ربنا يكرمنى". تتابع: "تحملت حتى حان موعد ولادتى، رفضت أن ألد فى مستشفى، وأصرت أن أضع مولودى الأول فى البيت على يدها, وزوجى انصاع لطلبها خوفًا من غضبها، لكن أهلى رفضوا وتحملوا تكاليف الولادة بالمستشفى لينقذوني من خطر محقق، وأثناء زيارة أسرتى لى تسللت إلى غرفتى واستغلت انشغالهم بى، وسرقت حافظة أموال أختى، ووجدتها فى دولابها فيما بعد، فتأكدت من الواقعة، وبدأت أدرك أين كانت تذهب متعلقاتى، وسبب اختفائها فقررت أن أترك البيت، فحكمت على ابنها ألا يرسل لى ولابنه مصروفه، فجئت إلى المحكمة لأحصل على حقوقى بالقانون، ورفعت دعوى نفقة ودعوى طلاق للضرر". «طلقنى بسبب حلم بالخيانة» أما "ندى"، فاتنة الجمال، ذات الثلاثين ربيعًا من عمرها، والتي غطى الحزن والأسى والحسرة ملامح وجهها تسرد الأسباب التي انتهت بها إلى أن تقف أمام المحكمة طلبًا للطلاق، قائلة: "زوجى اتهمنى بالخيانة بعد عشرة السنين؛ بسبب حلم رآه فى منامه". بهذه الكلمات الممزوجة بغصة الظلم والحسرة، بدأت "ندى" سرد مأساتها داخل إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة. تحدثت والدموع تنهمر فى عيونها: "لا أتصور كيف لعاقل أن يهدم بيته، ويشرد طفليه لمجرد أنه رأى فى منامه زوجته بين أحضان رجل آخر"، وتابعت متسائلة: "هل يمكن لأحد أن يصدق أن هذا ما استند إليه زوجى فى اتهامى بتدنيس شرفه والتفريط فى عرضه؟ والغريب فى الأمر إصراره على موقفه، وإيمانه بصحة اعتقاده بأن حلمه كان رسالة من السماء هدفها إزاحة الغمامة عن عينيه، وفضح خداعى له طوال فترة حياتى معه، ولو فكرت فى مجادلته والدفع باحتمالية أن يكون ما رآه أضغاث أحلام يرد عليك بنبرة واثقة: "أنا أحلامى عمرها ما نزلت الأرض أبدًا، وكل اللى بشوفه بيتحقق"، وكأنه ولى من أولياء الله الصالحين ومكشوف عنه الحجاب, ولكن الله لا يرضى بهذا الظلم البين". وأضافت: "تركت له البيت وذهبت لمنزل أهلى بعد أن اتهمنى فى سمعتى، وضربنى ضربًا مبرحًا؛ بسبب أوهامه التى صورت له الباطل حق نتيجة كثرة مشاهدته وإدمانه للأفلام الجنسية التى أثرت على تفكيره، ولحست عقله وجعلته يشك فى أقرب الناس إليه، على الرغم من أنني عشت معه على الحلوة والمرة وتحملت تصرفاته الشاذة لسنوات، وغيرته وشكه القاتل في ومراقبته لي فى كل حركاتي وأفعال، وفى كل مرة كان يتحجج بحجة مختلفة، مرة لحمايتى وأخرى لمساعدة فى شراء احتياجاتى، وتحملت حتى لا أهدم حياتى وحتى لا أضيع مستقبل أبنائى، وخوفًا من نظرة الناس إليّ إذا حظيت بلقب مطلقة، فكان جزائى أن طلقنى غيابيًا دون ذنب اقترفته، وبلا أى دليل سوى كابوس مزعج صوره له الشيطان في منامه ليخرب بيته وتخلى عن أبنائه، ولم يرسل لهم مليمًا واحدًا، فجئت إلى هنا لأخذ حق أبنائى من أبيهم الذى تنكر لهم". «أجبرنى على ترك العمل» "هناء" أقامت دعاوى نفقة مؤخر وعدة ومتعة أمام محكمة الأسرة بزنانيرى، وأخذت تروي مأساتها قائلة: "جوزى اتجنن وخالف وعده لى وخيرني بينه وبين شغلي، وأنا عمرى ما هاضحى بشغلي لو إيه حصل، لأنني أعمل في مكان مرموق وتعبت جدًا حتى التحقت به، وبالمكانة التي حظيت بها، فشغلي هو مستقبلي، وثمرة تعبي وصبري طوال سنوات حياتي، لكنه حلف عليَّ ما أنزلش الشغل وأنا اخترت الشغل، فوقع الطلاق بسبب تعنته، وعنده وقهره لى". تضيف: "عندما تقدم إلى خطبتي "حامد" والذى يعمل موظفًا، وافقت على الزواج منه بعد أن اشترطت عليه أنني لن أترك العمل ووافق، وتم الزواج بعد خطوبة استمرت حوالى 6 أشهر، ومرت الأيام الأولى من زواجنا بسعادة وسلام واستقرار, لكن سرعان ما انقلب الحال رأسًا على عقب بسبب غيرته العمياء، وطلب منى أن أترك عملي، ولكنى رفضت، فضربنى ومنعنى من الخروج من المنزل والذهاب إلى عملى الذى هو كل حياتى، وأقسم عليَّ أن أختار بينه هو أو العمل؟ وأنا اخترت عملى، لذلك توجهت إلى محكمة الأسرة لرفع دعاوى لأخذ حقوقى القانونية منه، وما زالت الدعاوى منظورة أمام القضاء, لم يفصل فيها حتى الآن. «الطلاق لبانة فى بقه» لجأت "منى" لمحكمة الأسرة بزنانيرى لرفع دعوى خلع من زوجها بعد عقد قرانهما، وحتى قبل أن يدخل بها؛ نتيجة استهتاره ورعونته، مع قيامه بحلف اليمين "على الفاضى والمليان"، وبدون أى سبب مقنع؛ حتى إنه أوقع علي الطلاق قبل الزواج. تضيف: "تقدم لخطبتى شخص طيب القلب لم أستطع أن أرفضه، وكان يتمتع بالكرم والأخلاق الحميدة والرجولة، وتمت خطبتنا سريعًا، ثم كتب كتابنا، ولكن بعد كتب الكتاب فوجئت به يقوم بحلف اليمين على أى شيء؛ مما أصابنى بالضيق والإزعاج من قيامه بحلف اليمين على أتفه الأسباب، وهو الأمر الذي يعتبره نوعًا من الرجولة، وزاد الأمر عن حده؛ حتى أصبح الطلاق ك"اللبانة فى فمه"، ويجبرني على فعل تصرفات لا أريدها خوفًا من اليمين". تابعت: "كثيرًا ما تحدثت معه أن يكف عن حلف يمين الطلاق لأنه ليس مزاحًا، لكنه لم يستمع لى وحذرته من عواقب هذا الشيء، إلا أنه ضرب بكلامى عرض الحائط حتى وقع الطلاق قبل دخولنا بسبب استهتاره، وطلب منى أن أسامحه وأعادنى فى عصمته مرة أخرى، إلا أننى لا أحتمل العيش معه بهذا الأسلوب، وأيقنت أن الحياة بيننا ستصبح مستحيلة وآيلة للسقوط فى أى وقت، فلم أجد أمامي سوى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، قبل الزواج وإنجاب الأبناء. «تزوج علىّ وطردنى وأبناءه من شقتى» رفعت "هدى"، دعوى قضائية للتمكين من شقة الزوجية كحاضنة لأبنائها أمام محكمة الأسرة بزنانيرى؛ بعد أن قام طليقها بالتعدى عليها بالضرب بالعصى والحزام، مما أدى إلى إصاباتها بأنحاء متفرقة من جسدها أمام أبنائها، وطلب منها أن تترك الشقة؛ لأنه سوف يتزوج فيها بعد أيام. بدأت "هدى" بسرد مأساتها، قائلةً "استمر زوجى سنوات أنجبت خلالها طفلين، وزادت الخلافات بينى وبين زوجى بسبب إهانته لي والتعدى علي بالضرب أمام أبنائه، واستحالت العشرة بيننا ووصلنا لطريق مسدود فقررت الانفصال، وتم الطلاق وسط جلسة من الأهلين، وقرروا أن الشقة من حقي كحاضنة، وكذا الاتفاق على مبلغ مالى كنفقة للأطفال، وقررت أن أتحمل عبء تربية وتعليم أطفالي, ولكن سرعان ما مر شهر على الاتفاق، ووجدته أتى إلى الشقة وطلب مني أن أترك الشقة بعد أسبوع لأنه سوف يتزوج بها فرفضت؛ فقام بضربي وسط صرخات أطفالى حتى استطاع الجيران أن ينقذونى منه. وأضافت: "شعرت بالخوف الشديد وهو يهددنى حتى أترك الشقة، لذلك توجهت إلى محكمة الأسرة للتمكين من الشقة كأم حاضنة". تحديات أمام المرأة المطلقة يقول الخبير القانونى، حجاج محمود، إنه على الرغم من أن القانون المصرى جاء فى صف المرأة، إلا أن المرأة المطلقة تواجه عدة تحديات لا حصر لها بعد حصولها على الطلاق، فتلجأ لرفع العديد من الدعوى أمام محكمة الأسرة، التى عادة ما تأخذ أمدًا طويلًا، مثل دعوى نفقة مؤخر صداق، ودعوى نفقة متعة، ودعوى نفقة عادة، ودعوى نفقة صغار، ودعوى أجرة رعاية صغير، ودعوى أجرة رضاعة، ودعوى أجرة مسكن، أو تمكين من شقة الزوجية، ودعوى مصروفات مدرسية، وقضية تبديد لتتمكن من الحصول على قائمة المنقولات الخاصة بها". يضيف: "المرأة المطلقة تدخل في دوامة لا تنتهى من القضايا التى تتكبد فيها أموالًا طائلة لتفاجأ فى النهاية بالطامة الكبرى بأنها حصلت على أحكام لصالحها، ولكن لا تستطيع التنفيذ على الزوج الذى يلجأ إلى حيل قانونية عديدة حتى لا تتمكن من أخذ حقها وحق أبنائها منه، فيقوم بتغيير محل إقامته وبيع ممتلكاته، وأحيانًا تغيير عمله حتى لا تتمكن من الوصول إليه". أما الخبير القانونى محمود صالح فيقول، إن "قانون الخلع هو السبب الرئيسى وراء ارتفاع نسبة الطلاق، حيث إنه سهل على المرأة الحصول على حريتها دون محاولة حل مشاكلها مع الزوج وتحمل ظروفه، فانتشرت حالات خلع لأسباب تافهة, وأنه يكفى أن تذكر المرأة فى دعواها أنها تخشى أن لا تقيم حدود الله، وأن أغلب قضايا الخلع تنتهى بالتطليق, وفى النهاية يدفع الأطفال الثمن". وأضاف: "السبب الثانى هو الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع الأسعار ومصاريف التعليم والدروس الخصوصية، وتهرب الأزواج من الإنفاق على زوجاتهم وأبنائهم، وخروج المرأة للعمل وقيام الزوج بأخذ أموالها عنوة؛ مما يجعلها تفكر فى التخلص منه والاستقلال بحياتها بعيدًا عنه وعن تحكماته, إضافة إلى إدمان الأزواج الأفلام الإباحية والدراما التى تسهل الطلاق على الزوجات، وترسم لهن حياة زوجية مثالية، وحبًا ورومانسية غير موجودة على أرض الواقع".