كشف أسقف بارز بالمجمع المقدس، عن تقدم أكثر من 10 أساقفة، علاوة على عشرات الكهنة، بمذكرة تم رفعها إلى الأنبا باخوميوس، القائم مقام بطريرك الأقباط الأرثوذكس، يطالبون فيها بالتحقيق مع القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلقة الذى يخدم بإحدى الكنائس بالولايات المتحدة منذ عدة سنوات، والشهير ب "الأب يوتا"، بعد كشف تورطه فى إنتاج الفيلم المسىء للنبى (صلى الله عليه وسلم) ووضع اسمه على قوائم ترقب الوصول ضمن 9 من أقباط المهجر على خلفية اتهامهم بالخيانة والسعى لتقسيم البلاد، فى 5 بلاغات أحيلت إلى النائب العام. وقال الأسقف الذى طلب عدم ذكر اسمه وأحد المتقدمين بالمذكرة، إن الأب يوتا أو مرقس عزيز وضع الكنيسة فى حرج بالغ بتورطه فى الضلوع فى فيلم مسىء للنبى، وهو أمر بعيد تمامًا عن روح المسيح، وبسؤاله عن موقف الأنبا باخوميوس من المذكرة، أجاب بأنه يدرسها، لافتًا إلى أن القائم مقام لم يتصل حتى الآن بعزيز لاستيضاح الأمر، خصوصًا أن شلح عزيز ربما يحرم الكنيسة من ملايين الدولارات ضمن تبرعات أقباط المهجر نظرًا لتأثرهم الشديد به. وأضاف: هناك جناح "راديكالى" فى المجمع المقدس يرفض المساس بعزيز باعتباره رمزًا للمسيحية بالخارج، وخير سفير للكنيسة ببلاد المهجر بحسب قوله فى مواجهة الرافضين لتورط الكنيسة فى صناعة الفيلم المسىء. ودأب عزيز على القول إن المسيحيين هم أبناء البلد الحقيقيون، وأن المسلمين غزاة ومحتلون، وإن الإسلام منذ دخوله مصر أوقع ظلمًا شديدًا على المسيحيين إذ ألغى اللغة القبطية وفرض عليهم تعلم اللغة العربية وتعلم القرآن الكريم، ومنع المسيحيين من حمل الصليب ودق الناقوس، ومنعهم من أن يلبسوا زى المسلمين ومن بناء الكنائس بحسب قوله كما زعم أن المسيحى الذى يدخل الإسلام لا يدخله إلا عن إكراه!. تأليب الشباب القبطى على وطنهم هو الهدف الأسمى لعزيز، وهو ما يتضح جليًا فى كتاباته التى يدعو فيها الأقباط وخصوصًا الشباب إلى "ما سماه" بالثورة على الاضطهاد والتهيؤ لعصر استشهاد جديد، وهو أكثر قمص يتدخل فى شئون المجمع المقدس "بالرغم من عدم جواز ذلك" بالنسبة له؛ لأنه لم يحصل بعد على درجة الأسقفية. ويعد عزيز وهو من مواليد 1945 من أنشط المجموعة التى تفتح عينها على الصراع بين الدولة والكنيسة فى السبعينيات وأبرز قيادات الجيل المتشدد فى الكنيسة، كما أنه كاره للعروبة بكل معانيها وعنصرى لأقصى درجة، حتى أنه يؤمن بنقاء العنصر المسيحى، ويتمنى أن تكون مصر قبطية "كما يحلم" بعد طرد العرب الغزاة منها. جرأته المبالغة ورعونته فى التعامل مع أساقفة المجمع المقدس كانت سببًا فى دخوله فى صدام حاد مع الأنبا موسى، أسقف الشباب، منذ بضعة سنوات "توقف على إثرها عن الخدمة لمدة شهر"، وكاد يخسر وظيفته نهائيًا لولا تدخل الأنبا بيشوى فى الأزمة لينتهى الأمر بعد صلح "خفى" بينه وبين بيشوى بعد مؤازرته لموقف بيشوى من فيلم بحب السيما. أخطر ما يسعى إليه كاهن المعلقة، هو محاولاته المستميتة لإثبات "عقيدة التثليث" من القرآن الكريم، وهو ما طرحه فى عشرات الكتب "التى لم تأخذ تصريحًا طبعًا"، ويقوم بتوزيعها على أعضاء المجمع المقدس وبعض الأفراد الذين ينتقيهم بعناية، وهو ما يتضح فى كتاباته المتشددة بالمجلة "الكتيبة الطيبية"، والتى يحرص فيها على رفع سقف نقده للدولة وللأوضاع التى تثير الأقباط، ويستخدم فى ذلك عبارات من نوعية "طفح الكيل"، و"لا أتوقع خيرًا"، و"ثورة الأقباط"، فى محاولة لتأليب الأقباط على وطنهم. وكان عزيز له موقف متشدد من فيلم "بحب السيما"، لدرجة أنه أقام دعوى قضائية بمحكمة القاهرة للأمور المستعجلة يتهم فيها فريق الفيلم (أسامة فوزى مخرج العمل، هانى فوزى مؤلف الفيلم، والفنانين ليلى علوى ومحمود حميدة ومنة شلبى ومنتج الفيلم هانى جرجس) بالتعرض لقضايا دينية تخص الأقباط الأرثوذكس دون الرجوع إلى الكنيسة لمراجعتها دينيًا، وطالب بوقف عرض الفيلم!، رغم أن البابا شنودة الراحل بنفسه لم يعترض على الفيلم. كما وصلت إساءات عزيز للنيل من كبار الأئمة وعلى رأسهم الشيخ الشعراوى، حتى وصل تبجحه لاتهامه بالإساءة إلى المسيحيين باعتبار أنه كان يصف اليهود والنصارى بالقردة والخنازير، وأنه ردد ذلك كثيرًا فى خواطره فى تفسير القرآن الكريم، عبر شاشة التليفزيون المصرى.