أقباط يشاركون الإسلاميين وقفاتهم أمام المساجد.. والأمن يبنى جدارًا عازلاً لمنع المتظاهرين من الوصول للسفارة الأمريكية.. وسقوط أكثر من 200 مصاب خرج عشرات الآلاف في مليونية "لا للإساءة للرسول" والتي دعت إليها عدد من القوى السياسية والدينية احتجاجا على الفيلم المسيء للنبى الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال الفيلم الذي أنتجه مجموعة من أقباط المهجر، فيما اعتبروه جريمة فى حق الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها، بينما كان لافتًا مشاركة عدد من الأقباط فى وقفات أمام العديد تضامنًا مع غضبة المسلمين، وسط مطالبات بقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة، فيما تواصلت المواجهات بين متظاهرين غاضبين وقوات الأمن في محيط السفارة الأمريكية لليوم الثالث. وخرجت عدد من المسيرات فى القاهرة، ومن بينها مسيرة من الجامع الأزهر اتجهت إلى ميدان التحرير، منددة بممارسات أقباط المهجر، وطالبت الدولة بالتصدى لهم، وردد المشاركون فيها هتافات منها: "إلا رسول الله"، و"لا إله إلا الله والرسول حبيب الله"، و"جئنا لنصرة النبى"، و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، كما رفعوا لافتات تندد بالعمل الإجرامى لأقباط المهجر ضد النبى وآل بيته. ونظمت رابطة الضباط الملتحين عصر أمس، مسيرة حاشدة انطلقت من ميدان التحرير وحتى قصر عابدين، تنديدًا بالفيلم المسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، انضم إليها الآلاف من المتظاهرين. ورفع المتظاهرون لافتات منددة بأفعال الغرب المشينة ضد الإسلام والمسلمين، ورددوا هتافات "لا للإساءة لرسول الله"، و"نحن فداك يا محمد". وقال المقدم يوسف سعد نائب مأمور مركز الأقصر وأحد الضباط الملتحين إن الهدف من المسيرة هو التعبير عن غضبنا من الفيلم الذى قام بإنتاجه أقباط المهجر، رافضين بشدة حملات التشويه والإهانة ضد الإسلام والمسلمين. وأكد أن الرسول "خط أحمر" لا نقبل أبدًا أن يتعدى عليه أحد مهما كان، مطالبًا بضرورة إسقاط الجنسية عن هؤلاء الأقباط الذين يحملون الجنسية المصرية، ومحاكمتهم بتهمة ازدراء الأديان وإثارة الفتنة الطائفية . كما قاد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس مسيرة إلى التحرير، وذلك للتنديد بالفيلم المسىء للنبى، شدد المشاركون فيها على ضرورة أن يقوم المتظاهرون بالتعبير بسلمية عن غضبهم محذرين من خطورة العنف على المجتمع الإسلامى. وألقى الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، كلمة على الآلاف فى ميدان التحرير، طالب فيها بسلمية المظاهرات، واستمرار عمليات الاعتراض على الفيلم المسىء للنبى من خلال الشعوب الإسلامية بعيدًا عن اللجوء للعنف والاشتباكات، ووجه رسالة إلى شباب الألتراس بعدم الاندماج وراء تلك المخططات وإفساد صفو المجتمع وأيضًا التحكم فى النفس. فى الوقت ذاته، استمرت عمليات الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن فى شارع عمر مكرم، وقامت الشرطة ببناء جدار عازل إلا أن الاشتباكات استمرت فى بداية شارع عمر مكرم، وتم إطلاق الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين قاموا بالاعتداء على سيارة شرطة، كما تم إيقاف الاشتباكات قبل إقامة صلاة الجمعة بقليل بعد تدخل عدد من المنتمين للتيارات الإسلامية. وفى حين انسحبت قوات الشرطة وراء الجدار العازل أثناء صلاة الجمعة، قام المتظاهرون بعد الصلاة بالتوجه نحو مقر السفارة ورشقوا الأمن بالحجارة والمولوتوف على الأمن، فيما ردت الشرطة بالغازات المسيلة للدموع بكثافة كبيرة مما تسبب فى مئات الإصابات بين الطرفين، كما تم عمل الإسعافات الأولية لأغلبهم مما اضطر الجماعات الإسلامية القادمة لإنهاء الأزمة والاشتباكات إلى الانسحاب للخلف خوفًا من الحجارة والغازات. كما تجمع العشرات من شباب الألتراس وبدأوا تكسير بعض الأكشاك الخاصة بالشرطة، وأيضًا إضرام النار فى أوراق وإلقائها على قوات الأمن، ورد قوات الأمن بالحجارة والغازات، وبعدها استعان الأمن بالحماية المدنية، وقاموا برش المياه على المتظاهرين المتواجدين خلف الجدار. فى الوقت ذاته انطلقت مسيرة أخرى تضم بعض المنتمين للتيارات إسلامية والمستقلين؛ ورفعوا أعلامًا سوداء مكتوبًا عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، كما رفضوا ما يحدث عند السفارة الأمريكية من اشتباك بين المتظاهرين والأمن، وحاولوا عمل سلاسل بشرية لإنهاء الاشتباك إلا أن الخطة لم تنجح بسبب استمرار الشباب فى رشق قوات الأمن بالحجارة، كما حدثت اشتباكات بين الألتراس وأنصار التيار الإسلامى؛ بسبب اتهام وسب الرئيس وجماعة الإخوان بأنهم يعملون لصالحهم، وأنهم لا يهمهم الرسول ونصرته، إلا أن الشباب تمكنوا من السيطرة على الوضع وإخراج مظهر شاهين من الميدان. وكشف أحد رجال الإسعاف المتواجدين بالقرب من السفارة، أن الإصابات وصلت أكثر من 200 حالة بين المتظاهرين، ما بين حالات إغماء واختناق وإصابات بالرأس، مشيرًا إلى أنه يتم عمل الإسعافات الأولية فى ميدان التحرير بواسطة السيارات المجهزة، فى حين يتم نقل الإصابات التى تحتاج لعمليات أو خياطة إلى مستشفى قصر النيل والمنيرة.