دشن رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، حملة حزب "الليكود" الانتخابية بهجوم شديد على زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان. وعقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا في فندق "أورينت" في القدس، قال فيه "كان من المفترض أن تكون لدينا حكومة يمينية مستقرة وقوية، لكن شخصا واحدا فقط رفض تنفيذ وعوده للناخبين" في إشارة إلى ليبرمان، كما ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية. وتسبب ليبرمان بحل الكنيست مساء الأربعاء، بعد إصراره على سن قانون التجنيد الذي يفرض الخدمة العسكرية على طلاب المدارس الدينية التابعة للحزبين الحريديين "يهدوت هتوراه" و"شاس"، الأمر الذي دفع الحزبين للإصرار على رفضه. ومن المقرر أن تجرى انتخابات عامة جديدة بتاريخ 17 سبتمبر المقبل. واستقال ليبرمان من منصبه وزيرا للدفاع وانسحب من الائتلاف الحكومي منتصف نوفمبر 2018، بسبب خلافه مع نتنياهو إثر رفض الأخير شن حرب على قطاع غزة. وأدت استقالته حينذاك إلى حل الكنيست أواخر ديسمبر، وذهاب إسرائيل إلى انتخابات مبكرة، أجريت في التاسع من أبريل الماضي، وتم تكليف نتنياهو بعد فوز حزب الليكود بتشكيل الحكومة حينها. واتهم نتنياهو ليبرمان بالحيلولة دون تشكيل حكومة يمينية جديدة رغم حصوله على كافة طلباته، ليحصل على لقب "مُسقط حكومات اليمين المتسلسل"، حسب وصف نتنياهو. وأشار أن ليبرمان فعل الشيء ذاته عام 2015، عندما رفض الانضمام لحكومة اليمين سعيا لإسقاطها، لكنه عندما تبيّن له أن الحكومة مستقرة انضم لها عام 2016. وقال إن "ليبرمان عندما ينضم لحكومة لا يتحدث عن مبادئ، لكن عندما يعمل على إسقاطها تصبح لديه فجأة مبادئ يتحدث عنها". وعن سبب قيام ليبرمان بذلك قال نتنياهو إن ذلك يرجع "لتراجع شعبية الحزب الذي يقوده". وعرض نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي رسما بيانيا يظهر تاريخ تراجع حزب "إسرائيل بيتنا" في السنوات الأخيرة، وقال "لهذا السبب يسعى ليبرمان إلى خلق وضع يساعده على تجاوز نسبة الحسم" من أجل البقاء في الكنيست مستقبلا. وأضاف أن ليبرمان أظهر أنه مستعد لجر دولة كاملة إلى انتخابات جديدة فقط من أجل الحصول على المزيد من المقاعد في الكنيست. وحصل حزب "إسرائيل بيتنا" على خمسة مقاعد في انتخابات أبريل الماضي، وتوقف نجاح نتنياهو في تشكيل الحكومة على انضمام ليبرمان لها بعد أن ضمن انضمام 60 عضو كنيست من الأحزاب اليمينية والحريدية لائتلافه الحكومي. لكن ليبرمان أصر على شروطه، ما دفع نتنياهو إلى التصويت على حل الكنيست قبل نصف ساعة فقط من انقضاء الموعد النهائي للمهلة الثانية التي منحت له لتشكيل ائتلاف حكومي. ولجأ نتنياهو إلى خيار حل الكنيست لتجنب قيام الرئيس الإسرائيلي بتكليف منافسه زعيم حزب "أزرق - أبيض" بيني غانتس، بتشكيل الحكومة. وأيد حل الكنيست 74 عضوا، هم 64 من كتلة الأحزاب اليمينية والحريدية، وأعضاء الكنيست العرب العشرة، وصوّت ضده 45 عضوا من الوسط واليسار، وتغيب عن التصويت عضو واحد.