الفيلم المسىء لرسول الإنسانية "صلى الله عليه وسلم" يسير فى ركاب جر أرجلنا إلى الهاوية.. والهاوية هنا هى الذريعة التى سيتخذها القوم كرد فعل لرد فعلنا نحن تجاههم، فيحشرون أنوفهم فى شؤون بلادنا ولو بالتدخل السافر.. كيف؟ أول تبعاته أننا دخلنا فى الدفاع عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم بردود فعل متباينة تملؤها الغيرة، وهى مطلوبة، والحماس وهو الأهم فى ردة الفعل.. لكن الرد لم يكن بالمثل كما قال الله، وهو أصدق القائلين: "وإن عوقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به".. فالقوم أساؤوا لنا بفيلم تمثيلى فرددنا عليهم بالتعدى على السفارات وإنزال أعلامهم وإحراقها، والتعدى على المستأمنين فى بلاد المسلمين فى سفاراتهم واستباحة دمائهم.. فى صورة مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا ومن معه. كان الأحرى أن يكون الرد بالمثل بإنتاج فيلم عالمى يوضح من هو رسول الإسلام، أخلاقه، صفاته، تعامله مع العدو قبل الصديق، أخلاقه فى الحرب والسلم والصلح، فى البيت، فى المجتمع، رسائله التى أرسلها لملوك وزعماء العالم فى وقته وهو يدعوهم فيها للإسلام بالتى هى أحسن دون إرهاب أو إعلان حرب عليهم قبل أن يقيم عليهم الحجة الساطعة والبرهان الواضح.. هل أخطأ المسلمون الذين ردوا على السيئة "بعشر أمثالها"؟، وبالغوا فى الرد حتى سقطت أعلام تعتبر رموزًا للدول، وأريقت دماءً بريئة ليس لها فيما حدث شىء سوى أنها تنتمى إلى الدولة التى ينتمى إليها مؤلف ومخرج ومنتج الفيلم وهى أمريكا، مع أن الثلاثة أمريكان لكنهم يهود إسرائيليون كما أعلنت صحف أمريكية وصحف إسرائيلية أيضًا؟. فى كتابه الجميل "الأقليات المسلمة فى مواجهة فوبيا الإسلام" للشيخ صالح الحصين، وهو يستعرض مرحلة ما بعد اجتياح صدام للكويت ووجود الجيش الأمريكى فى المملكة العربية السعودية، وجدت معارضة شديدة لوجود الأمريكيين ليس من قبل صدام أو بن لادن فحسب بل من كل المعارضين للسعودية أو أمريكا من المسلمين سواء فى القارة الهندية (الهند، باكستان، بنغلاديش) أو الأردن أو شمال أفريقيا.. إلى أن يقول: "لقد كان أنجح عمل إعلامى لصدام حسين هو عرض فيلم (زائف) يظهر جنودًا أمريكيين حول مكة والمدينة، لقد أشعل هذا الفيلم غضبًا لدى جماهير العالم الإسلامى فى القارة الهندية وجنوب شرق آسيا فانطلقت المظاهرات صاخبة ضد السعودية، منددة بوجود الأمريكيين على أرض السعودية (أرض الحرمين الشريفين).انتهى وأخلص من كلام الشيخ صالح واستشهاده، أن فيلمًا واحدًا استطاع أن يؤلب الناس ويقيمهم ولا يقعدهم، ليس على الوجود الأمريكى فى أرض الحرمين الشريفين بل على السعودية نفسها التى سمحت بهذا الوجود.. وأخلص منه أيضًا إلى أن حقيقة ما ذهبت إليه وهو الفيلم المسىء، يمكن أن يرد عليه بفيلم مثيل أو مشابه ليس مسيئًا لنبى من الأنبياء ولا لأصحاب دين من الأديان السماوية، بل يوضح كيفية إساءة هؤلاء الذين يزعمون أنهم يتبعون دينًا سماويًا ليرصد لهم أخطاءهم وسلوكهم السىء تجاه ما يفعلونه فى الدنيا تحت مزاعم الدين، ولو بحث الكثير لوجدوا فى تاريخ وحياة القوم الكثير والكثير ممن يزعمونه حقًا وهو باطل صريح يتعارض مع الإنسانية الحقة مبادئ وسياسة ووجودًا وتعايشًا.. إن بعض المحللين ذهبوا إلى أن رد الفعل على الفيلم المسىء هو مفتاح الفوضى المصطنعة، التى ستيسر دخول أمريكا والغرب لمصر - عن طريق الكنيسة - ثم لإعلان دولة مسيحية، وكما خطط الشيطان برنارد لويس؟، أنا مع الأزهر الذى قال إن الفيلم ذريعة لفتنة طائفية وجب الحذر منها، ومع المائة وعشرين منظمة قبطية التى استنكرت الفيلم وطالبت بإيقافه. هل يحق لى أن أطلق تحذيراتى مثل كل الغيورين مما حدث، وهو لا يبشر بالخير وعلينا أن ننتبه كمصريين وليبيين وكعرب وكمسلمين وكمسيحيين أيضًا لأن هذا بداية التدخل السىء، وما أدرانا أن "سايكس بيكو" أخرى تعيد نفسها من جديد لمنطقة الشرق الأوسط؟! ***************** ◄براءة عادل إمام من تهمة ازدراء الدين فى مصر. = إذا قال القضاء فصدقوه، فإن القول ما قال القضاء. ◄رئيس جمعية الطيارين يعترف: زوَّرت بأوامر من شفيق. = زميله هو الذى قال.. وعلى شفيق أن يثبت براءته أو تورط غيره. ◄اللجوء.. معاناة إنسانية.. لا تعدم المتاجرة السياسية. = عنوان مقال لهشام منور فى الرأى العمانية، ودعنى أقل لك يا منور: "لا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا الصبابة إلا من يعانيها". ◄◄آخر كبسولة: ◄ سُئِل الداعية الألمانى بيبر فوجل الشهير ب "أبو حمزة" فى ملتقى صحفى عن العلاقة بين الإرهاب والإسلام؟. =اسمعوا الإجابة الحكيمة على لسانه، وقد حوت تلك الأسئلة المهمة وهى: من الذى أشعل الحرب العالمية الأولى؟ المسلمين؟! من الذى أشعل الحرب العالمية الثانية؟ المسلمين؟! من الذى قام بقتل 20 مليون نفس بشرية من سكان أستراليا الأصليين؟! المسلمين؟! من الذى أرسل القنابل النووية لتضرب هيروشيما وناجازاكى؟ المسلمين؟! من الذى قام بقتل ما يزيد على ال 100 مليون هندى من الهنود الحمر فى أمريكا الشمالية؟ المسلمين؟! من الذى قام بقتل أكثر من 50 مليون هندى من الهنود الحمر فى أمريكا الجنوبية؟ المسلمين؟! من الذى قام باسترقاق حوالى 180 مليون أفريقى كعبيد، وقد توفى حوالى 77% منهم وتم إلقاؤهم فى المحيط الأطلنطى؟ المسلمين؟! لا لم يكونوا المسلمين !! ثم أردف قائلاً: قبل كل ذلك عليك أن تقوم بتحديد معنى الإرهاب جيدًا؛ فلو أن غير المسلم قام بفعل شىء خاطئ فإنها حينئذ تكون مجرد جريمة، أما حين يقوم مسلم بارتكاب نفس الخطأ فإنه حينئذ يوصف بالإرهاب! لذلك عليك أولاً ألا تكيل بمكيالين، وستعرف من هم الإرهابيون الحقيقيون؟؟. دمتم بحب [email protected]