حجاج: ضعف الوازع الدينى والظروف الاقتصادية وغياب الوعى الاجتماعى والتدخين أسباب أساسية صالح: ربط لصيام بالكسل والنوم وقلة العمل وعدم قضاء حوائج الناس سبب لاندلاع المشاجرات شهر رمضان الكريم هو الشهر الذى أُنزل فيه القرآن، وهو شهر العبادات الذى تُسلسل فيه الشياطين، وشهر الرحمة والغفران والعتق من النار والتقرب إلى الله وترك المعاصى, إلا أن نفس الإنسان الأمَّارة بالسوء، وشياطين الإنس التى تعبث برأس الإنسان؛ تدفعه إلى ارتكاب أبشع الجرائم وفى نهار الشهر الكريم. فقد شهدت الأيام الأولى من شهر رمضان، ارتكاب العديد من الجرائم، منها جريمة قتل شهدتها قرية منصورية الفرستق، التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في أول أيام شهر الصوم، جريمة قتل شاب طعنًا في مشاجرة بالسلاح الأبيض بسبب رش المياه. وفي أول أيام رمضان، لقيت ربة منزل مصرعها على يد زوجها، بقرية بلتان مركز طوخ في محافظة القليوبية،? بسبب الخلافات الزوجية ورفضه توفير مصروفات المنزل لها ولأبنائها، وشراء فانوس رمضان. وفي قليوب، شهدت جريمة قتل أخذًا بالثأر ارتكبتها خادمة دفعت 50 ألف جنيه لسائق وشقيقه لقتل المجنى عليه؛ لقيام الأخير بقتل شقيقها منذ عامين. وشهد نادى الترسانة مساء يوم الإثنين أول أيام الشهر الكريم، جريمة شروع فى قتل بعد محاولة عضو بالنادى قتل طليقته، بعدما سدد لها طعنات مستخدمًا سكينًا أخفاها بين ملابسه، وتم إنقاذ السيدة فى اللحظات الأخيرة. وبدأت الحادثة عندما فوجئ أعضاء نادى الترسانة بصراخ من إحدى السيدات، عندما أشهر طليقها سكينًا، وسدد لها طعنات قاتلة أصابتها بشكل بالغ?، وتدخل بعض الحضور ورجال أمن النادى، وتم السيطرة على المتهم ونقل السيدة المستشفى لإنقاذ حياتها، وتم استدعاء رجال الشرطة التى ضبطت المتهم وقادته لقسم العجوزة. وفي منطقة العمرانية أقدم عامل علي قتل موظف بشركة صيانة، بطعنة نافذة أودت بحياته، بعد اكتشافه زواجه عرفيًا من زوجته، فأصابه بجرح طعني أسفل البطن، أدى إلى وفاته. وفي القليوبية، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 3 أشخاص متهمين بقتل صاحب معرض سيارات بحدائق القبة، عثر على جثته في أحد الشوارع بشبرا الخيمة، حيث أفادت التحريات أن سبب قتل المجني عليه علاقة غير شرعية بين نجلة شقيقة زوجته، وشاب من القليوبية، وأنه انتقم للفتاة بتصوير الشاب ب"قميص نوم حريمي" بعدما علم أنه يحتفظ بصور عارية للفتاة قريبة زوجته. وفي شبرا الخيمة، لقي سائق مصرعه إثر مشاجرة بينه وأقارب زوجته، بسبب مطالبة المجني عليه برد زوجته إلى بيت الزوجية، ما أدى إلى دخوله في مشادة كلامية مع شقيقها وتطورت لمشاجرة قام على إثرها الثاني بالتعدي على الأول بالضرب بقطعة حديدية على رأسه، فقام المجني عليه بإخراج سلاح أبيض مطواة كانت بحوزته، وتعدى عليه محدثًا إصابته وقام على أثرها شقيق الزوجة باستخلاص السلاح الأبيض من يد الزوج، والتعدي عليه بها محدثًا ما به إصابات التي أودت بحياته. وفي الخانكة، لقي "ياسر.ع.ح"، 52 سنة، عامل، مصرعه، وأصيب "حمدي م م"، 37 سنة، لدفاعهم عن طفل بمشاجرة في الخانكة، عندما شاهد الاثنان عاطلًا يتعدى بالضرب على طفل أمام منزلهما، قبل انطلاق مدفع الإفطار بالخانكة، وأثناء معاتبتهما له قام بتهشيم رأس الأول حتى الموت بقطعة خشبية، وأصاب الثاني، تم نقلهما إلى مستشفى الخانكة العام، وألقي القبض على المتهم، وأحيل للنيابة فأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. وفي سابع أيام شهر رمضان، أقدم شاب على قتل والدته بطعنات السكين، إثر نشوب مشاجرة بينهما بسبب عدم إعطائها أموالًا له لشراء المواد المخدرة. وورد بلاغ من شرطة النجدة، لقسم الهرم، بقيام شاب في الأربعينيات من العمر بقتل والدته في الستينيات من عمرها بطعنات السكين بالشارع، بمنطقة الكوم الأخضر?، وعثر على جثة السيدة مصابة بطعنات بجسدها. وتوصلت التحريات إلى نشوب مشاجرة بين شاب ووالدته، بسبب وجود خلافات بينهما، وقيامه بطعنها بسلاح أبيض سكين حال تواجدها بالشارع، وتم القبض عليه، وبحوزته السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة. ونجح قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع أجهزة الأمن الإسكندرية، في كشف ملابسات العثور على أجزاء آدمية لأحد الأشخاص بمصرفين بطريق قرية حوض 12، المؤدي إلى ترعة العامرية، وبهما قطع من ملابسه التي كان يرتديها، وكذا العثور على مبلغ 4055 جنيهًا، و167 دولارًا. وتوصلت التحريات إلى أن المجني عليه، عاطل، 44 سنة، مُقيم بدائرة قسم شرطة أول المنتزه، أن وراء ارتكاب الواقعة عاطل، 34 سنة، مُقيم "دائرة قسم شرطة أول المنتزه" وتم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وقرر بارتباطه بعلاقة صداقة بالمجني عليه، ووجود معاملات مالية فيما بينهما في مجال الاتجار بالنقد الأجنبي خارج السوق المصرفية، ولعلمه باحتفاظ المجني عليه بمبالغ مالية كبيرة؛ فعقد العزم على التخلص منه وسرقته، وفي سبيل تنفيذ مخططه قام باستدراجه إلى الشقة سكنه وباغته بضربه على رأسه بزجاجة وطعنه بسكين برقبته فأودى بحياته، واستولى على مبلغ 40 ألف جنيه كان بحوزته وجهاز تابلت، وخشية افتضاح أمره قام بشراء منشار كهربائي وبعض الأكياس البلاستيكية وحقيبتين، وقام بتقطيع جثته ووضعها داخل الحقيبتين وإلقائها بمكان العثور باستخدام سيارة ملاكي ملك صديقته، وأضاف بتخلصه من السلاح المستخدم والمنشار الكهربائي، بإلقائهما بأحد صناديق القمامة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتولت النيابة التحقيق. وفي جريمة قتل غير معتادة، اتفقت ربة منزل مع عشيقها على التخلص من زوجها الذى يعمل بإحدى الدول العربية خلال قضائه الإجازة بشهر رمضان، بوضع عقاقير منشطة "فياجرا" له في الأطعمة والمشروبات؛ مما تسبب في توقف عضلة القلب، وبالفعل مات الزوج بعد مرور 3 أيام. البداية كانت ببلاغ من نجلة المجني عليه، بأنها تشك في وجود شبهة جنائية وراء وفاة والدها، وبإجراء التحريات تبين وجود علاقة عاطفية بين زوجة المجنى عليه، وسمسار عقارات، 29 سنة، واتفقا فيما بينهما على التخلص من الزوج، وتم ضبط المتهمين، وبمواجهتما اعترفا بارتكاب الواقعة حتى يستطيعا الارتباط بعد موت زوجها، وبالعرض على النيابة أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات. وفسر الخبير القانونى، سيد حجاج، أسباب انتشار الجريمة فى شهر رمضان، وخاصة جرائم الاعتداءات كالضرب والقتل، بأنها ترجع إلى ما يطلق عليه "قانون الحرارة الإجرامي"، الذي يشير إلى أنه تكثر فى الصيف الجرائم، كجرائم الضرب والاعتداء والاغتصاب, ولكن فى فصل الشتاء ينعكس الأمر وتزيد جرائم الأموال بصفة عامة كالاختلاس وغيرها. وأضاف: "مع الصيام وامتناع الشخص عن الطعام والشراب ممكن أن يصل الإنسان إلى درجة من العصبية والتوتر تدفعه إلى ارتكاب الجرائم، وتوجد العديد من العوامل التى تسبب فى ارتكاب الجرائم بأنواعها؛ أهمها ضعف الوازع الدينى والظروف الاقتصادية الصعبة والفقر والبطالة وانخفاض مستوى المعيشة، وغلاء الأسعار وضغوط العمل والمشاكل الأسرية وضعف التربية وغياب الوعى الاجتماعى". وأكد أن "السبب وراء كثرة جرائم العنف والمشاجرات فى هذا الشهر؛ يرجع إلى أن الحالة المزاجية للشخص المُدخن أو متعاطى المواد المخدرة، وامتناعه عن الطعام والشراب تجعله يصل إلى درجة معينة من العصبية والتوتر، وفى حالة استعداد لارتكاب الجرائم". بينما يرى الخبير القانونى، محمود صالح، أن "الجريمة تقل خلال الشهر الكريم لأن المصريين متدينون بطبيعتهم، ويسعون لتكفير ذنوبهم فى هذا الشهر". وأكد أن "السبب وراء المشاجرات وأعمال العنف في شهر رمضان هو أن الناس لم يصل إليهم المعنى الحقيقي للصيام؛ لأن جوهر الصيام هو التحلي بالصبر, وأن هناك أشخاصًا قد تعودوا على سلوكيات ومفاهيم خاطئة فكثير من الأشخاص تقضي نهارها فى النوم، ويتهربون من العمل، ولا يقضون مصالح الناس بحجة الصيام والكسل ومنع الاختلاط بالناس خوفًا على صيامهم". واعتبر أن "كل هذه مبررات يخترعها من يرتكب هذه الأعمال بحجة أنه صائم وخلقه ضيق, مما يدفعهم إلى الدخول في مشاجرات مع الآخرين وتكون نواة لكبرى جرائم القتل".