تظل فلسطين جرح نازف في جسد الضمير الانساني الحي, ومنذ اللحظة الاولي لاغتصاب فلسطين والغرب وامريكا مؤيدا مستمرا لاسرائيل و الموقف العربي دائما يستنكر سلوك الغرب وسلوك الامريكا ويندد به, ومنذ بدء ترامب حملته الانتخابية تغير الموقف كثيرا فحتي التنديد اصبح علي استحياء, ففي بداية حملته الانتخابية بدأ ترامب حملة لتدجين السعودية باعتبارها الحليف الاقرب من العرب ومركز الثقل المالي في المنطقة, حتي تتقبل كل ما هو آت وفي تغريدة له على تويتر، عام 2015، قال ترامب، "إذا كانت السعودية التي تدر مليار دولار كل يوم من النفط تحتاج إلى مساعدتنا وحمايتنا، فإن عليهم أن يدفعوا ثمنا كبيرا. لا فطائر مجانية". وبعد وصوله للرئاسة تواصلت التصريحات بل الهجمات من ترامب , حيث ظهر الحديث عن تصحيح أخطاء الجيولوجيا وهي عبارة يقصد بها وضع اليد علي الثروة النفطية في بلاد العرب ونقلت وكالة رويترز عن ترامب قوله أمام حشد في مسيسيبي "نحن نحمي السعودية. يمكننا القول إنهم أثرياء. وأنا أحب الملك، ولكنني قلت: نحن نحميكم. قد لا تبقى هناك أسبوعين بدوننا. يجب أن تدفع تكاليف جيشك, وتكرر ذلك الحديث مع مافيه من قدر من التعالي والتهكم علي السعودية الثرية بدون اي صدي في الفضاء العربي المستكين. ثم كانت السعودية أول دولة زارها ترامب كرئيس في مايو 2017 ورقص هناك رقصة الجندارية وحصد 460 مليار دولار وهو مبلغ خيالي يثير له لعاب كل الزعماء. وتلا ذلك خطوات عديدة في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية بدء من الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في ديسمبر 2017 ثم قطع التمويل عن الانروا في سبتمبر 2018 ,(بعد تهديد اولي بقطعه علي لسان المندوبة الامريكية في الاممالمتحدة حتي يعود الفلسطنيون للمفاوضات) ثم كان الاعتراف بضم اسرائيل للجولان في مارس 2019, مع تقديم مسوغات لهذا الضم الذي يرفضه القانون الدولي, وخلال تلك المدة استمر ترامب في تصريحاته المسيئة للسعودية حيث اخذ يمن عليهم بأنه هو حامي حماها وان العروش بدونه لن تتزن وستتطاير في سويعات , وبرغم الثقل المالي الضخم للاموال العربية فانها لم تملك اي تأثير في القرارالامريكي مما يعكس قصورا في استغلال الامكانات الضخمة المتاحة, والادهي من ذلك أن شراء الرضا وربما شرعية الحكم للبعض اصبح يمر عبر بوابة تل ابيب حتي ألفنا أن نسمع عن زيارات لاسرائيلين للكثير من العواصم العربيه.وفي خضم الاحداث طغي علي السطح مايسمي بصفقة القرن لانهاء القضية الفلسطينية , التي اعلن عنها في اشد أوقات الضعف العربي, ومن المفترض أن تعلن تفاصيلها في يونيو القادم , وصحب الاعلان عنها تكهنات بانه سيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة , وفي خضم الاحداث ايضا بدأ استفزاز ايران, انسحبت امريكا في مايو 2018 من الاتفاق النووي الموقع سابقا مع ايران,وبدأت فى أغسطس ونوفمبر 2018 تطوير عقوبات اقتصادية واسعة النطاق تمنع صادارات ايران البترولية والمعدنية. ولتأجيج النار بين ايران والسعودية اتفق أن تقوم السعودية بتعويض النفط الايراني, وبالنظر الي سعي اسرائيل العلني لضرب وتلجيم ايران الذي تطابق مع مواقف الكثير من دول الخليج العربيه, يمكننا الربط بين صفقة القرن والتصعيد الامريكي ضد ايران, فبرغم كل شيئ تظهر ايران كعدو لاسرائيل وفزاعة لدول الخليج , مماجعل بعض الدول العربية تصطف مع اسرائيل في نفس الجهة ضد ايران ,ولدينا صفقة القرن, هل ثمن انهاء القضية الفلسطينية هو ضرب ايران بواسطة الجبهة العربية الاسرائيلية الامريكية, ومن ثم اختفاء العدو الايراني المخيف أو تلجيمه؟, أم أن الثمن هو فقط التلويح بحرب ضد ايران ؟ يبدو أن الاحتمال الثاني هو الاقرب! نظرا لقوة ايران وصواريخها. ** علوم الفيوم