أحد المفرج عنهم: السياسيون هم من يلتزمون أكثر بالصلاة.. «الداخلية»: فى كل سجن عمومى يوجد مسجد والعديد من السجناء يؤدون الصلاة مع أفراد الشرطة.. حقوقي: قانون السجون لا يوجد به نص صريح على إلزام إدارة السجن بفتح مسجد السجن للمسجونين.. خبير أمني: لا يمكن منع أى سجين من أداء الصلوات الخمس بين عشية وضحاها، يتغير الحال, فهناك أشخاص تسلب منهم الحرية بقصد أو دون قصد, بعد أن كانوا أحرًارًا، يتحركوا بإرادتهم يمينًا ويساراً, وفجأة يجدون أنفسهم يقبعون داخل الزنازين نتيجة ما فعلوه وما ارتكبوه من جرم يستحق العقاب. حياة المساجين مليئة بالإسرار، التى قد تخفى على الجميع, منها المعروف ومنها المجهول للذين لا يعرفون للسجن طريقًا, فمخطئ من يظن أن الشخص المسجون هو شخص مجرم لا توجد فى قلبه رحمة, ولا يتوجه للقبلة ويقف بين يدى الله ويناجيه من خلال أدائه فريضة الصلاة وغيرها مثل الصوم, لكن هناك العديد بل الآلاف من المساجين يؤدون الصلاة أملاً فى رحمة الله على ما اقترفوه من أعمال إجرامية لا يمحو أثر ذنبها إلا الله من خلال التوجه والتضرع إليه. المسجون يعيش فى عالم آخر نظراً للمكان، الذى يقبع فيه، والذى قد لا يرى فيه ضوء الشمس، والسؤال كيف يعرف المسجون أوقات الصلاة الذى يرغب فى أدائها أو وقت صيام رمضان الذى ينتظره جميع المسلمين من العالم, خاصة أن الصلاة والصيام لا يسقطان عن المسجون. وفى هذا التقرير ترصد "المصريون" حياة المسجون داخل السجن وكيف يقوم بأداء الصلاة ومعرفة وقتها وشهر رمضان لكى يستعد لصيامه.. قالت "فاطمة, م" أحد المفرج عنهم حديثًا, إن هناك من يأخذ حقه فى الصلاة وهناك من لا يعرف أن يقوم بأداء الصلاة, موضحة أن السجناء السياسيين يقومون بالصلاة، ولا يتم التضييق عليهم فيها، عكس المساجين الجنائيين, مشيرة، إلى أن السياسيين هناك من يدافع عنهم خارج السجون، لذلك يأخذون حريتهم، أما الجنائى لا يوجد من يتكلم عنه. وأضافت ل"المصريون"، أن الجنائى "بعد التمام" يلتزم الزنزانة ولا يتحرك منها ولا يستطيع أداء الفرض بها، نظراً للازدحام والتكدس الموجود، فالشخص الذى يريد أن يؤدى الصلاة لا يجد مكانًا يؤديها فيه. وأشارت، إلى أنه يوجد مسجد ولكن الصلاة بميعاد، وأثناء وقت التريض يذهب البعض لأداء الصلاة به، أما غير ذلك لا يسمح لنا بالخروج من الزنزانة للذهاب إلى المسجد. ونوهت، إلى أن هناك من يأتى من الأزهر، لكى يقوم بإلقاء دروس دينية, وأحيانًا تكون من إحدى السجينات، التى لديها معلومات دينية أو خريجة جامعة ولكن تقضى عقوبتها. وأوضحت، أن المسجون يعرف الوقت فهناك شباك يمكن النظر منه لمعرفة الوقت إذا كنا فى الصباح أم وقت الظهر أو عند غياب الشمس, بجانب أنه يسمح لنا بإدخال ساعة بلاستك وأحيانًا راديو, ولكن من الممكن أثناء التفتيش أن يأخذوا تلك الأشياء. وفى تصريح ل"المصريون" قال مصدر أمنى، إنه فى كل سجن عمومى يوجد مسجد, وهناك العديد من السجناء يؤدون الصلاة داخل المسجد مع أفراد الشرطة. وتابع المصدر ل"المصريون", "أن المساجين أنواع منها يحتفظ بالهدوء ومنها ما يثير البلبلة والمشاكل, موضحاً أن المساجين السياسيين لا يمثلون أى خطر على حياة الآخرين من المساجين أو على أفراد الشرطة، الذين يتعاملون معهم وهناك العديد منهم يعملون داخل ورش كسجناء منتجين، وهذا يعود عليهم بمبالغ مالية سواء لهم أو لأسرهم فمنهم من يعمل نجارًا أو حداداً داخل ورش السجن وغيرها من المهن، ويذهبون للصلاة فى المسجد عندما يأتى وقت الصلاة". وأشار المصدر، إلى أن المساجين الجنائيين منهم من يؤدى الصلاة ولكن داخل الزنزانة الخاصة به, موضحاً أن السجناء الجنائيين لا يمكن أن نتركهم لكى يتحركون أو يذهبون للمسجد نظراً لخطورتهم الإجرامية، وخوفًا من الهروب أو عمل مشاجرات فيما بينهم, فمن يتحمل خروج مسجون معروف بأنه من معتاد الإجرام من الزنزانة ثم يقوم بالهروب أو أن يقوم بعمل إجرامى، خاصة أن هناك العديد منهم عليه أحكام بالمؤبد؟ وهذا يجعله لا يفرق معه أى شىء ولديه الاستعداد على ارتكاب أى خطأ داخل السجن, مشيرًا أن هذا المسجون لا يحق له الخروج ولا يوجد أحد يعاقب إدارة السجن على ذلك من منظمات حقوق الإنسان, لأنه من معتادى الإجرام ولا يعرف السلمية فيمكنه الاعتداء على فرد الشرطة المكلف بحراسته. ونوه المصدر، إلى أن أفراد الشرطة داخل السجن لا يحملون أى أسلحة، خوفاً من من الاعتداء عليهم من السجناء وأخذ السلاح منهم والقيام بعمل إجرامى بهدف فرض السيطرة, ولكن من يحمل السلاح من أفراد الشرطة خارج تلك الزنازين وهذا للتأمين. وفى تصريح ل"المصريون" قال أيمن محفوظ المحامى بالنقض, إن قانون السجون لا يوجد به نص صريح على إلزام إدارة السجن بفتح مسجد السجن للمسجونين، إلا فى حدود تعليمات فتح الزنزانات والتى تبدأ من السابعة صباحًا وحتى الخامسة مساء. وتابع محفوظ،"أنه بعد مواعيد أخذ التمام يغلق على السجين المحبس ولا يسمح له بمغادرة محبسه, موضحاً أنه يوجد فى جميع سجون مصر مسجد به خطيب ومؤذن، لإقامة الصلوات الخمس ويسمح للمسجون فى كافة إرجاء السجن الأذان وإن حضر السجين وقت الصلاة إثناء فترة فتح الزنزانة فإن المسجد مفتوح أمامه، والظهر والعصر الصلوات التى تكون متاحة للمسجون، وفى أيام الأعياد تفتح إدارة السجن مبكرًا لتمكين المساجين من أداء صلاة العيد. وأشار محفوظ، إلى أن السجين غالبًا ما تتحرك داخله المشاعر الإيمانية ويكون حريصًا جدًا على أداء فريضة الصلاة، وذلك لأن مصلحه السجون حريصة على إيفاد دعاة للمساجين لتعليمهم دينهم الصحيح الوسطى، رغم تقيدها بالقانون والمواعيد واللوائح تطبيقًا للدواعي الأمنية التى تحكم طبيعة السجن كسجن عمومى. ومن جانبه استنكر اللواء«محمد نور الدين» مساعد وزير الأسبق، ما يتردد حول أن المساجين المتهمين على ذمة القضايا الجنائية يتم منعهم من أداء الصلاة الخمس، داخل المسجد المتواجد بالسجن قائلاَ: "لا صحة لهذا لكلام ولا يمكن منع أى سجين من أداء الصلوات الخمس". وأضاف نور الدين، ل«المصريون»، فى تصريحات خاصة، أن منع السجناء الجنائيين من أداء الشعائر الدينية، يعتبر انتهاكًا واضحًا لحق السجين؛ لأن الصلاة تعد من أبسط حقوق السجناء، بل إنها حق أصيل للسجناء فلا يمكن بأى حال لإدارة السجون منع أى سجين من الصلاة ومن أداء الشعائر الدينية أيًا كانت ديانته وفى أى وقت كان. وجميع المساجين يتمتعون بالحرية الكاملة داخل السجن، وتابع:«الكثير من المسجونين على ذمة القضايا الجنائية بعدين كل البعد عن تأدية الشعائر الدينية»، مردفاً«دول مساجين متهمين بقضايا سرقة وقتل وغيرها مفيش حد فيهم بيصلى ولا يعرف ربنا.. ولكن برده ده مش سبب كاف إننا نمنعهم من أداء فروض الله». وتابع «نور الدين»، توجد هناك مبادئ أساسية تتم المعاملة بها مع جميع السجناء ولا يمكن التفريق بين المعتقلين سياسيًا والمسجون جنائيًا، مؤكدًا أنه لا يتم تمييز أحدهم على الآخر على أساس فكل المتهمين سواء أمام القانون ويتعاملون بكل احترام وكرامة. وعن كيفية معرفة المساجين موعد الصلاة أكد «نور الدين»، أنه تتم إذاعة الأذان فى مكبرات الصوت فى موعد الصلاة المحددة، لافتًا إلى وجود مساجد كبرى داخل جميع السجون المصرية لتأدية المساجين جميع الصلوات بداخلها.