انتخابات مجلس النواب 2525| السيدات تتصدرن المشهد الانتخابي بالمنيب.. طوابير أمام اللجان منذ الصباح    طلاب خدمة اجتماعية بني سويف ينظمون 5 زيارات ميدانية لمؤسسات رعاية    مشاركة نسائية ب«لجان 6 أكتوبر» مع انطلاق انتخابات مجلس النواب 2025    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    مواقيت الصلوات الخمس اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في محافظة بورسعيد    وزير السياحة يبحث مع مفوض الاتحاد الأوروبي للنقل المستدام سبل التعاون المشترك    سعر الذهب اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في الصاغة وعيار 21 بالمصنعية بعد الزيادة (تحديث جديد)    نصر الله: الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح عصرًا جديدًا من الابتكار للشركات الناشئة في المنطقة    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    سعر الدولار اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025    ارتفاع معدل التضخم الشهري 1.3% في أكتوبر 2025    الاثنين 10 نوفمبر 2025.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب 20 مليار جنيه    بعد حجة جديدة.. إلغاء جلسة لمحاكمة نتنياهو في قضايا الفساد    إيران تصف اتهام واشنطن لها بالتخطيط لاغتيال سفيرة إسرائيل في المكسيك ب«السخيف»    إعصار «فونج وونج» يجتاز الفلبين مخلفا قتيلين ومئات آلاف النازحين    تعزيز الشراكة الاستراتيجية تتصدر المباحثات المصرية الروسية اليوم بالقاهرة    اليوم.. أحمد الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض    إطلاق منصات رقمية لتطوير مديرية الشباب والرياضة في دمياط    منتخب مصر للناشئين يصطدم بإنجلترا بحثًا عن صدارة المجموعة في كأس العالم    تقييم مرموش أمام ليفربول من الصحف الإنجليزية    الأهلي راحة 5 أيام بعد التتويج بالسوبر المصري    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    «الله أعلم باللي جواه».. شوبير يعلق على رفض زيزو مصافحة نائب رئيس الزمالك    القبض على عنصر إجرامي غسل 200 مليون جنيه من تجارة المخدرات    72 ساعة فاصلة .. بيان هام من الأرصاد بشأن تغير حالة الطقس ..أمطار رعدية ورياح    التعليم: تغيير موعد امتحانات شهر نوفمبر في 13 محافظة بسبب انتخابات مجلس النواب    وصول أسرة المتهم الثاني بقضية «الدارك ويب» لحضور ثاني جلسات الاستئناف    «الداخلية»: تحرير 1248 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» ورفع 31 سيارة متروكة بالشوارع خلال 24 ساعة    «الداخلية» تكشف حقيقة مشاجرة بين قائدي سيارتين    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية تتسبب في إغماء مؤقت.. ونقله للمستشفى    عائلات زكي رستم وشكوكو وسيد زيان يكشفون أسرارا جديدة عن حياة الراحلين (تفاصيل)    لماذا استعان محمد رمضان بكرفان في عزاء والده؟ اعرف التفاصيل .. فيديو وصور    مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكرم الفنان القدير ياسر صادق عن عطائه للمسرح المصري    بعد 5 أيام فقط.. إقبال جماهيري جيد ل فيلم قصر الباشا في السينمات المصرية    أحمد إسماعيل: مشاركتي في افتتاح المتحف الكبير يعكس جزءًا أصيلاً من هوية مصر    الرئيس الأمريكي يصدر عفوا عن عشرات المتهمين بالتدخل في انتخابات 2020    نشرة مرور "الفجر".. زحام بميادين القاهرة والجيزة    رئيس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمدرسة اليابانية بالجيزة    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    بعد 40 يوما .. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون تمويل الحكومة لإنهاء الإغلاق الحكومى    ب أماكن لكبار السن وذوى الهمم.. الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لاستقبال الناخبين للتصويت في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب لوقف إطلاق النار    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأول مرة فى الصحافة.. كيف يصلي الأقباط داخل السجون؟
نشر في الموجز يوم 30 - 04 - 2018

شهدت الأيام الماضية إقامة عدد من القداسات داخل السجون المصرية للأقباط المسجونين احتفالاً بعيد القيامة، حيث تحرص وزارة الداخلية ممثلة فى قطاع السجون علي تنظيم تلك الشعائر الدينية من خلال التعاون البناء الدائم بينها وبين مختلف أجهزة الدولة وتفعيل أوجه التعاون المشترك فى مجال رعاية نزلاء السجون وإشراكهم فى كافة المناسبات وتدعيمهم دينياً تمهيداً لإعادتهم إلى المجتمع كمواطنين صالحين.
حول طبيعة عمل الكاهن في السجون وعلاقته مع المسجونين، وكيف يمارس الأقباط شعائرهم الدينية داخل السجون، تفتح "الموجز" هذا الملف الذي يحمل كثير من الأسرار والمفاجآت نقدمها لكم في السطور التالية.
يخضع الكاهن أو الواعظ الديني في السجون المصرية لإدارة التعليم والإرشاد الديني وهي جزء من الإدارة العامة للتأهيل والتنمية داخل قطاع السجون.. وقد حدد القانون 396 لسنة 1956 الخاص بتنظيم السجون في المادة 32 أن يكون لكل ليمان أو سجن عمومي "واعظ" أو أكثر لترغيب المسجونين في الفضيلة وحثهم علي أداء الفرائض الدينية.
ونصت المادة 71 من القانون علي أنه إذا كانت ديانة المحكوم عليهم بالإعدام تفرض عليه الاعتراف أو غيره من الفروض الدينية قبل الموت فإنه يجب إجراء التسهيلات اللازمة لتمكين أحد رجال الدين من مقابلته.
وفي هذا السياق صدر أيضاً قرار وزاري رقم 17/1957 بضرورة وضع التربية الدينية والخلقية سواء للمسلمين أو المسيحيين وكذلك العبادات والقيم الدينية والخلقية والاجتماعية في منهج التعليم بالسجون، وحددت اللائحة الداخلية للسجون المصرية في الفصل 36 واجبات الواعظ منها أن يتم الوعظ في الأماكن المخصصة لها في السجون، ومن حق الواعظ مقابلة المسجون حتي مع مسجوني الفئات التي تحول الموانع الإدارية دون حضورهم دروس الوعظ الديني مثل مسجوني التأديب والمرضي.
وتطرق القانون للشذوذ الجنسي في المادة 1165 حيث أكد أن الواعظ عليه أن يزور كل سجين يغلب عليه الشذوذ علي حده وعليه إصلاحه بكل جهده.
وكذلك علي "الكاهن" وغيره من رجال الوعظ من الطوائف غير المسلمة إلقاء دروسهم في حدود الموضوعات الدينية المناسبة لغير المسلمين من المسجونين والمسجونات وكذلك الجنود وفق نظام الوعظ العام والإرشاد بالسجون.. كذلك علي الواعظ أن يقدم تقريراً كل 3 أشهر عن الموضوعات التي تناولتها عظاته خلال هذه المدة.
وكان النظام المعمول به منذ الثمانينيات هو واعظ لكل 600 مسجون مسيحي حيث يوجد واعظان "كهنة" في سجون المنطقة المركزية في مصر، إلا أن تطوراً طرأ على أعمال "الوعاظ" في السجون عام 1998 حيث قدم القمص صليب متي ساويرس "الواعظ الرسمي" علي مدار 30 عاماً مذكرة إلي اللواء مساعد أول وزير الداخلية لتطوير خطة عمل الوعاظ واشتملت علي عقد لقاء نصف سنوي في فبراير وسبتمبر من كل عام لجميع الوعاظ بالسجون لتقديم تقرير شامل عن أعمال الوعظ خلال الفترة التي تسبق اللقاء، والمطالبة بعمل درجات وظيفية بحوافز لجذب الوعاظ ومنح الوعاظ كارنيه أسوة بالعاملين لتسهيل دخولهم، ومنح الوعاظ غير المعينين بدل انتقال، والتواصل بين المسجون وأسرته ودعم الأسرة، والترحيب بدور رجال الأعمال بالمساهمة في توفير احتياجات السجون بالجهود الشعبية.. وتمت الموافقة علي الطلبات وتم صرف حافز قدره 50 جنيهاً لسجون عواصم المحافظات.
وحدد قانون السجون، عدد ساعات الواعظ وهي 6 ساعات يقوم خلالها بإلقاء محاضرتين لفئتين مختلفتين حيث لا يقل زمن المحاضرة الواحدة عن ساعة وباقي الوقت لوعظ المسجونين غير القادرين علي الحضور مثل المرضي، وكذلك وعظ المفرج عنهم لتوجيه النصائح والإرشادات اللازمة لهم، وعمل الواعظ يكون كل يوم عدا يومين من الأسبوع ويكون عمله من 8 صباحاً إلي 2 ظهراً في الصيف وفي الشتاء من 10ص - 4 عصراً.
وحدد القانون الموضوعات التي يجب أن يتطرق لها الواعظ في المادة "1175" بأن يتحدث عن العقائد المجمع عليها دون التعرض للخوض في الشبهات وإثارة الخلافات المذهبية، ومعرفة الله وحكمته وقدرته وسير الأنبياء، والعبادات والنظافة والطهارة والصلاة والصيام، والأخلاق والفضائل والتوبة.
الاعتراف والمناولة
من جانبه قال القمص صليب متي ساويرس، راعي كنيسة مار جرجس الجيوشي بشبرا مصر: كنت أعمل واعظاً رسمياً للسجون المصرية من عام 1974 وحتى عام 2004، وحضرت خلالها 22 حكم إعدام لمسيحيين، ومن ضمنهم المتهم "متى" الذي قتل وداد حمدي ومن أشهر حوادث الإعدام هي حضوري للصلاة علي هندي قتل هندية في مصر وطلب القنصل الهندي الصلاة عليه لحضور الإعدام فذهبت وقمت بتعميدهما على الطريقة الأرثوذكسية.
وأشار ساويرس إلي أنه في حالة المحكوم عليه بالإعدام ، يقوم الكاهن قبل تنفيذ الحكم بالتردد علي هذا الشخص ويقوم بتهيئته للتوبة والصلاة وإجراء "سر الاعتراف" و"المناولة" - طقوس كنسية - ولكن هذا التناول لا يكون في يوم الإعدام.
أما في يوم الإعدام فقبل إعدامه يدهن بالزيت المقدس لتطهيره من الذنوب وهذا ما يماثل الغسل عند المسلمين والذي يكون بالماء فقط، ثم بعد ذلك يجعل المسجون يردد وراءه صلاة منها "اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك.. اذكرني يا قدوس متي جئت في ملكوتك اذكرني يا سيد متي جئت في ملكوتك! وآخر جملة يقولها قبل نزول حبل الإعدام "يا أبتاه في يدك استودع روحي" ثم يتم إعدامه بنفس الصورة التي يراها الجميع في السينما.
وتابع ساويرس: عقب إعدامه مباشرة يصلي عليه صلاة "الراقدين" وهي ما تعادل صلاة الجنازة عند المسلمين.
وبسؤاله عن مواعيد لقاء الكاهن بالمساجين قال "لكل إيبارشية أو محافظة يتم تحديد الكاهن المختص ويتم تحديد يوم ثابت ليذهب لهم في السجن لحل مشكلاتهم وسماع اعترافاتهم، وعمل "قداس لهم" ومناولتهم ويكون ذلك في مكان تحدده إدارة السجن ويقوم الكاهن بتحديد منهج ديني للمساجين وفق الشهور القبطية مثل توت، وكيهك عن التجسد، وفي الصوم الكبير عن الصيام والمسيح وهكذا.
قداس أسبوعي
من جانبه قال بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، "تقوم الكنيسة بترشيح بعض الآباء الكهنة وإرسال بياناتهم لمصلحة السجون لإصدار تصريح للأب الكاهن لزيارة السجن كل أسبوع، ويسمي الكاهن واعظ السجن، يحضر الكاهن ومعه شمامسة لإقامة صلوات القداس".
وتابع "في بعض السجون تسمح للكاهن بإقامة قداس أسبوعيا أو كل 15 يوم أو مرة في الشهر، وفي هذه الزيارات يتم رعايتهم وتوعيتهم لبناء شخصياتهم فيما يفيد الشخص لنفسه وأسرته ووطنه".. مشيراً إلي أن الكاهن يحضر كل أسبوع لإلقاء كلمة روحية واخذ الاعترافات وتناول وجبة محبة مع أولاده المحبوسين.
وأوضح أن الأب الكاهن يقوم بالتعاون مع إدارة السجن بتقديم المساعدة للمساجين حسب ما هو متاح باللوائح المنظمة داخل السجون، مشيراً إلى أن الكاهن يقوم أيضا بتلبية بعض الطلبات للنزلاء ولكن بعد أخذ الموافقة من إدارة السجن إذا كان مسموح بذلك.
وأضاف: "إذا كان المسجون مظلوماً يقوم الكاهن بمتابعة سير القضية مع محامي لإظهار الحقيقة، كما يساعد المسجون الذي أنهي الفترة المحددة للعقوبة من إنهاء إجراءات الإفراج عنه".. موضحاً أنه أثناء تواجد المسجون داخل السجن يتم متابعة أسرته روحياً واجتماعياً ومادياً، وبعد خروجه نؤهله روحياً ومادياً ونحاول توفير فرصة عمل تضمن له حياة كريمة.
مواعيد ثابتة
وفي ذات السياق أوضح هاني رمسيس، المحامي والناشط الحقوقي، أن هناك كاهن مختص بخدمة السجون يذهب إلي السجناء الأقباط فى مواعيد ثابتة ومواعيد خاصة فى الأعياد ليمارس معهم الطقوس الدينية.
وأشار إلي أن لائحة مصلحة السجون تنظم مع إدارات السجون والكنيسة الترتيبات الخاصة بمواعيد زيارة الكاهن والوقت الذي سيقضيه معهم.. موضحاً أنه في حال الحكم بالإعدام علي أحد السجناء الأقباط يحضر الكاهن المسؤول عن السجون عدة مرات لمقابلة المحكوم عليه ويعرف ميعاد تنفيذ الحكم من قبل إدارة السجن ويلتزم بعدم إخطار المحكوم عليه ويعطيه فرصة للتوبة ونوال بركة التناول من جسد الرب ودمه طبقا للإيمان المسيحي.
ولفت رمسيس إلى أن إدارة السجون تخصص مكاناً للمسيحيين يمارس فيه الكاهن طقس صلواته المتعارف عليها ويعطيهم كلمات وعظ وتعليم وسلوك ويكمل الصلاة وينهيها بنفس المكان.. مشيراً إلى أن الكاهن يقوم بعدد من الخدمات للسجناء غير الصلاة منها مراعاة مصالحهم وبذل قصارى جهده فى حل مشاكلهم قدر المستطاع.
ومن جانبه أشاد اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، بإقامة مصلحة السجون قداسات للأقباط داخل السجون أثناء الاحتفالات.
وأكد في مداخلة هاتفية له مع إحدى البرامج الفضائية أن ذلك يحمل رسالتين، الأولى أن المصريين نسيج واحد للرد على المنفلتين بالكونجرس الأمريكي الذين يتحدثون عن أن المسيحيين مضطهدين، والثانية هي أن السجن تحول إلى دار عبادة للمسجونين.
سجون السادات
والمعروف أن الكنيسة المصرية عاشت أياماً صعبة خلال فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات الذى عزل البابا شنودة ووضعه تحت الإقامة الجبريه فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون كما اعتقل عدداً كبيراً من الأساقفة والكهنة فى السجون وكان ذلك فى سبتمبر 1981 أو كما يطلق عليه الأقباط "سبتمبر الأسود".
ولكن على الرغم من صعوبة هذه الأيام وما كان يقاسيه الآباء الأساقفة داخل السجون من معامله سيئة ووضع سيء معتاد داخل السجون حينها، إلا أنهم كانوا يتغلبون على هذا بالصلاة إلى جانب نشر حس الفكاهة بينهم، والتي سبق وسردها الأنبا بيمن الراحل أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين والذي كان معتقلاً داخل سجن المرج الذي أطلق عليه اسم "شيراتون" المرج ساخراً بالطبع من الوضع السيئ داخل الزنزانة التي يبلغ مساحتها متر ونصف، وكان الآباء الأساقفة المعتقلين عندما يريدون استنشاق هواءً نظيفاً بعيداً عن الرائحة الكريهة للزنزانة يقومون بوضع أنفهم أسفل باب الزنزانة.
من الطرائف الأخرى التى رواها أسقف ملوى المتنيح أنه عندما كان يحل موعد الغذاء كان يأتي السجان بالعدس فى جردل متسخ وأثناء غرفه للأساقفة كان يخرج وسط العدس صراصير فكان يقول السجان للصرصار
"الله يخرب بيوتكم هتكسفونا مع الأفاقسة" ولأنه مسلم وتعليمه بسيط فهو غير قادر على نطق الكلمة الصحيحة " الأساقفة " فيقول " الأفاقسة".. وكان السجان يداعب ويمازح الأنبا بيمن أسقف ملوى والأنبا بنيامين أسقف المنوفية حينها وينادي عليهما من أسفل باب زنزانته "يا سيدنا المصايب كلها جاية من المنوفية" هذا لأن الرئيس الراحل السادات كان من مواليد المنوفية.
وكان حين يصلى الاباء الاساقفه داخل السجن كانوا يقولون " صلوا من أجل رئيس كهنتنا البابا شنودة الثالث وشريكه فى الخدمة الرسولية الأنبا بيمن أسقف سجن القناطر والمرج .
من جانبه علق الأنبا فام أحد رجال الكنيسة عن تجربته داخل السجن قائلاً" تعلمت درسًا من السجن وأخذت بركة الحبس وكنت سعيداً عندما وضع الحديد في يدي.. أما الأنبا ويصا فقال "حوّلنا السجن إلى دير وخرج الأساقفة بقوة أعظم فاحتملوا الظلم بصبر".
وبعد اغتيال السادات قامت أعضاء الجماعات الإسلامية بسجن طره بأعمال شغب وإشعال الحرائق، وعندما سأل مأمور سجن رجال الدين المسيحي عن رد فعلهم، فكانت الإجابة الصلاة.
يسوع السجين
تعتبر جمعية "خدمة يسوع السجين" في المنيا أحد المؤسسات الكاثوليكية الرائدة في الخدمات الإنسانية والاجتماعية وذلك لاهتمامها بالسجناء وذويهم.
يقول الأب بولس نصيف الكاهن ومسئول الجمعية: بدأت الخدمة متطوعاً منذ عام 1992 عندما حصلت على تصريح أمني بزيارة سجن المنيا والتقيت بعدد من المساجين واستمعت إليهم وتعرفت على احتياجاتهم وقمت بالخدمة الروحية من صلوات ووعظ حتى أصبحت واعظاً رسمياً لسجن المنيا العمومي واعترافاً بالفضل فقد وجدت تشجيعاً من غبطة البطريرك الأنبا انطونيوس نجيب إذ كان مطراناً للمنيا آنذاك .
وتابع: أقوم بزيارة السجن مرتين في الأسبوع الأولى لسجن الرجال والثانية للنساء وإلى جانب الصلوات يتم تقديم المساعدة الصحية بالأدوية والملابس للمساجين المرضى، ولكن يمكن القول أن المرحلة الهامة في الخدمة قد بدأت عندما بدأنا البحث عن عائلات السجناء والاهتمام بهم وهنا بدأت الخدمة تأخذ شكلها الجماعي حيث تطوع للعمل عدد من الشباب والشابات للقيام بزيارة أهالي المساجين في منازلهم وتقديم المساعدة لهم .
واختتم الأب بولس نصيف حديثه بقوله إن نعمة الله هي سبب نجاح الخدمة، والتقدير الذي نرجوه هو أن نرسم البسمة على وجوه هذه الفئة المحرومة من أثمن الهبات الإلهية ألا وهي الحرية .
وعن آلية العمل داخل الخدمة يقول المهندس علاء إسحاق أمين الخدمة أن فريق العمل يضم 30 خادماً وخادمة موزعين إلى ستة مجموعات كل منها تتكون من خمسة أفراد وتقوم خدمتنا في الاهتمام بأسر المساجين على عدة محاور الروحية ، المادية ، الاجتماعية والقانونية .
وعن الجانب الروحي قال إسحاق: بالتعاون مع كاهن القرية نزور أسرة السجين ونقدم لهم تأملات إنجيلية وندعوهم إلى الاجتماعات الكنسية ودعوة أبنائهم إلى مدارس الأحد أما عن الجانب الاجتماعي فإننا نقوم بعمل لقاءات توعية شهرية لأسر المساجين كما نقوم بتنظيم رحلات ترفيهية لأبنائهم وذلك في محاولة لدمجهم في المجتمع .
وعن تمويل الجمعية قال "تقوم الخدمة على الجهود الذاتية وتبرعات المحسنين، ومن خلال تلك التبرعات نقدم إعانة شهرية لبعض الأسر كما نساعد في مصروفات مدارس الأبناء ،كذلك نعمل على توفير فرص عمل لزوجة السجين أو أكبر أبنائه سناً .
وأشار أمين الجمعية إلي انه يوجد فئة من المساجين فقراء وليسوا مجرمين وربما يكونوا قد دخلوا السجن لظروف مادية أو جهل مثل التوقيع على شيكات بدون رصيد، مثل هؤلاء تتابع الجمعية حالاتهم وقضايا الطعون الخاصة بهم مع المحامين ومن ثم محاولة دفع ما عليهم من مبالغ .
وأوضح عصام عياد أحد أعضاء الجمعية أن الجمعية تتعاون مع هيئة الإغاثة الكاثوليكية منذ عام 1997 وكذلك هيئة المعونة الكندية ، وفي عام 2011 تم التعاون مع أخوية السجون العالمية " PFI " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.