قال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم الجمعة إن الله قد جعل الأوقات مستودعاً للأعمال "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره". وأضاف البعيجان في خطبته أن المغبون من غبن خير الأوقات والمحروم من حرم مواسم الطاعات وقد جعل الله الزمان سبيلاً للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم. وناشد المسلمين بإحياء أنفسهم بطاعة الله فإنما تحيى القلوب بذكر الله , ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ). وعن ليلة النصف من شعبان قال : " إن لله مغفرة تعم المؤمنين ويحرم منها أهل العداوة والضغائن والشحناء والكافرين"، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) , فاعفوا واصفحوا وتجاوزوا وتراحموا وتسامحوا وتواصلوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً . وأوضح أن شهر شعبان مع رمضان بمثابة السنن الرواتب مع الصلوات المفروضة فهو كالتمرين على صيام رمضان لتخفيف مشقته وكلفته ولتذوق حلاوة الصوم ولذته فيدخل المرء في صوم رمضان بنشاطه وقوته. وأشار إلى أنه لم يتبق على هذا الشهر العظيم إلا أياماً معدودات فحري بالمسلمين أن يستعدوا لهذا الشهر وأن يتأهبوا له وأن يبادروا ويتنافسوا فيه على طاعة الله فهنيئاً لمن أدركه رمضان وهنيئاً لمن وفق فيه للخير وصالح الأعمال فيا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر , فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم من طاعة ربه وفاتت عليه مواسم الخير ولم ينتبه وأسرف على نفسه حتى باغته الموت ولم يتب".