فتوى رسمية عن المشاركة في الاستفتاء على «التعديلات»

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن حق الانتخاب ومنها المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، هو واجب وطني وديني، حتى نعطي صورة ناصعة لمصر، وإن الحقوق السياسية هي حق ولكنها أيضًا واجب، وهي حق معمق بنظرة الواجب، وأن المسلم أوعى بأمور مجتمعه، موضحًا أنه لا أحد يخاطبك في الرأى ذاته وإنما في إبداء الرأى لأنه واجب.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «التدين الصحيح» التي نظمتها كلية التربية بجامعة دمنهور، بمدرج الشهيد رامى حسنين، بحضور الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمهنور، والدكتورة غادة غتورى، عميد كلية التربية، الاثنين.
وأكد «علام» أن العلم الشرعي له رجال، وهم موجودون، ولا نريد أن نقتحم مجالكم ولا أن تقتحموا مجالنا، كل له تخصصه، ونحن نكفيكم العلم الشرعي، مضيفًا: «أرجو من الطلاب والمتخصصين في الفيزياء والكيمياء والأدب والجغرافيا وباقى العلوم ألا يتركوا تخصصهم، ويتخصصوا في العلم الشرعي، مضيفًا نحتاج آلاف من المهندسين والأطباء والمعلمين والعلماء المهرة».
وأكد «علام» أنه لا يمكن أن تصدر فتوى سليمة، إلا إذا رجعنا أهل التخصص في جميع العلوم من طب وسياسة واجتماع وهندسة، إلخ.. مشيرًا إلى أن دار الافتاء تقوم بعمل دورات للشباب المقبلين على الطلاق تستعين فيها بالمتخصصين من أساتذة علم النفس والاجتماع وعلم فن إدارة المنزل، مشددًا على أهمية الاستعانة بالمتخصصين في كل المجالات.
وأشار «علام» إلى أن دار الافتاء أرسلت إلى مركز البحوث الطبية للسؤال عن تأثير الرضعات من الطفل الذي يرضع من غير أمه والتى يحرم الإسلام زواجه منها أو أحد أبنائها، وهل تغير من الجينات أو الهرمونات والعوامل الوراثية، وأن الأمر مازال قيد البحث.
وأشار «علام» إلى استنكار الشيخ محمد الغزالى التدين السطحى، بقوله:«الولد يشترى الكتاب يوم السبت، ويقرأه يوم الأحد، ويفتى يوم الإثنين»، في معرض حديثه عن أخذ العلم الدينى عن غير المتخصصين، موضحا أن هذا الدين يجب أن تؤخذ الأمور فيه برفق ويسر كما قال الرسول إن الدين متين يجب أن نوغل فيه برفق.
وحذر «علام» من انتشار الشائعات، مشيرًا إلى وجود إحصاء برصد من 20 إلى 21 ألف شائعة في 3 شهور، مضيفا أن ذلك الأمر يتطلب وقفة لأن الإنسانية تمقت الكذب، وفي الإسلام يجب أن يتحرى الإنسان الصدق، حتى لا يكتب عن الله كذابا، مضيفا: «عندما تكتب أو تعمل شير لمعلومة دون أن تتحرى من صحتها فهى مسؤولية مثلها مثل الكلام باللسان ومشاركة في الكذب».
وأكد الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور، أن مصر مستهدفة، لما فيها من ثروات، كما قال النبى يوسف، أن فيها خزائن الأرض، وأن من يملك مصر يملك العالم كما ذكر هيرودوت، مشيرًا إلى أن مصر أعظم بلد في العالم في الآثار ولا يوجد متحف في العالم يخلو من الآثار المصرية.
وأشار «صالح» إلى أنه لأول مرة في التاريخ يتحقق فائض في ميزانية الدولة المصرية، مضيفا أن دستور 2014 وضعته لجنة الخمسين في ظروف استثنائية حماية البلد من الضياع، وأنه بعد استقرار الدولة كان لابد من تعديله، موضحأ أن الدستور ليس قرآنا ولا إنجيلا، حسب المصري اليوم.