كان زعيم الحزب الشيوعى الصينى منذ عام 1935 حتى وفاته، وكان سياسيًا وقائدًا عسكريًا، ولد فى 26 ديسمبر سنة 1893، فى مقاطعة هيوفن من أب فلاح، وعندما كان فى الثامنة عشرة من عمره قامت الثورة ضد أسرة شينج، وبعد شهور من قيامها انتهت الملكية وأعلنت جمهورية الصين عام 1949م. أراد ماو أن يصبح أستاذًا فدخل جامعة بكين سنة 1918، وهناك اعتنق الشيوعية كونه يساريًا فى أفكاره، وفى سنة 1920 كان واضحًا أنه ماركسى متعصب كعشرات الصينيين، وفى يونيو سنة 1921أصبح واحدًا من الاثنى عشر الذين أسسوا الحزب الشيوعى فى شنغهاى، وترقى فيه ببطء، فكان زعيمه فى 1937. فى البداية اعتقد ماو أن أنصار الحزب يجب أن يكونوا العمال فى المدن، متفقًا مع كارل ماركس، وفى سنة 1925 تغير تفكيره بعد أن تغيرت ظروف الصين، واعتمد ماو على الفلاحين، موجهًا كل تركيزه إلى التنمية الزراعية. عمل ماو على تطوير مفهوم جديد للشيوعية سُمّى "بالماوية" وكان مزيج من شيوعية لينين وماركس، وعمل على التحالف مع الاتحاد السوفيتى. كان ماو فى السادسة والخمسين، عندما حقق انتصاره على الزعيم شيانج كاى شيك عام 1949، واستخدم ماو أساليب عنيفة ليحكم قبضة الحزب على السلطة فى الصين، فقتل العديد من أعداء الثورة بعضهم من قادة الثورة المعادية له وآخرين من الإمبرياليين ومن الرجعيين السياسيين وقطاع الطرق. أخذ ماو على عاتقه تمدن الصين وتحويلها إلى أمة عصرية قوية، فبدأ بالعناية بالتعليم والتصنيع والصحة، وحول النظام الاقتصادى من رأسمالية إلى اشتراكية، وسيطر ماو على كل أجهزة الدولة واستخدمها للدعاية، فبعد أن كانت الصين تقدس الآباء والأجداد منذ آلاف السنين أصبحت تقدس الوطن وبدأت تعاليم كونفوشيوس فى الانقراض حتى اختفت. فى 1958 بدأ مشروعه الذى أقلق الغرب، وكان يرتكز على الصناعات الصغيرة فى الحقول والقرى فى الريف، حيث أجبر الملايين من الفلاحين والعمال والمدنيين على العمل فى هذا البرنامج الصناعى بمعدل سريع لتحقيق نتائج كبيرة، ولكن لم يستطع الشعب أن يواكب السرعة المطلوبة فانهار المشروع، مخلفًا خسائر ضخمة تخطتها الصين بعد سنتين وفى هذه الفترة العصيبة، دفع الشعب الثمن مواجهًا فقر مدقع بلا طعام وبملابس رثة، أما ماو فاضطر أن يشترى القمح من الدول الرأسمالية ليطعم شعبه. توفى ماو فى مثل هذا اليوم عام 1976 عن عمر 83 سنة.