شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت، في مسيرات حاشدة تجمعت في 5 نقاط قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل، ضمن ما يعرف ب "مليونية العودة والأرض"، التي تخرج بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات "العودة وكسر الحصار" المتوافقة مع ذكرى "يوم الأرض". وأفادت وكالة "الأناضول" التركية عبر مراسلها بأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين احتشدوا في 5 مناطق قرب السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل. وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب برحيل الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948. وفي تصريح للأناضول، قال منتصر أبو سلطان، عضو اللجنة القانونية للهيئة الوطنية العليا لمسيرات "العودة وكسر الحصار" (مؤلفة من الفصائل الفلسطينية)، إن "الشعب الفلسطيني يشارك في مليونية العودة والأرض ليجدد حقه بالعودة لأرضه ورفع الحصار عن غزة". وأضاف أبو سلطان: " مسيرات العودة نجحت على مدار عام في التأكيد على حق الفلسطينيين بالعودة لأرضهم، وأوصلت رسالة للمجتمع الدولي بأنه يجب أن يفي بكافة التزاماته تجاه حقوق الشعب الفلسطيني". وشهدت مناطق المسيرات، فعاليات تراثية فلسطينية، حيث أدى المتظاهرون رقصات شعبية، ورددوا أغان وطنية على وقع معزوفات تراثية. وفي مشهد لافت، اجتمع عدد من كبار السن والشبان في خيمة تراثية كبيرة وبدأ أحدهم بالعزف على آلة "الربابة" (آلة موسيقية قديمة من وتر واحد)، وغنى ثان أبيات شعر من قصائد شعبية فلسطينية قديمة. وعلى مقربة من تلك الخيمة، تجمع عدد من الشبان وبدأوا بأداء رقصات تراثية، فيما أعدت مجموعة من النسوة "خبز الصاج" ووزعنه على المتظاهرين. وقالت أريج الأشقر، إحدى الفلسطينيات المشاركات ب"مليونية العودة والأرض" لمراسل وكالة الأناضول، إن "المرأة الفلسطينية جاءت هنا لتثبت أن لها الحق بالعودة لأرضها المحتلة عام 1948، ولكسر الحصار الظالم عن غزة". وأضافت: " نطالب برحيل الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وبرفع الحصار عن غزة وبإنهاء الانقسام الفلسطيني". وذكرت الأشقر أن "المرأة الفلسطينية بمشاركتها في المسيرة تعزز دورها النضالي، وتؤكد على حقها بالمشاركة في مقاومة الاحتلال". وانتشر العشرات من الباعة الجائلين في المناطق الحدودية، حيث وجدوا من المسيرات مكانا لترويج بضائعهم من الأطعمة والمسليات والمرطبات. وفي زاوية أخرى من التظاهرات، اقترب شبان فلسطينيون من السياج الفاصل، وبدأوا برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة، فيما أشعل آخرون إطارات المركبات المطاطية. واستهدفت القوات الإسرائيلية الشبان المتظاهرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وذكر مسعفون فلسطينيون لوكالة الأناضول، أن العشرات من المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. وعلى الجانب الآخر من الحدود، عزز الجيش الإسرائيلي من قواته على طول الحدود مع غزة، واعتلى العشرات من قناصة الجيش تلال رملية تقابل مناطق تجمع المتظاهرين الفلسطينيين، بحسب ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية لمراسل الأناضول. وذكر شهود عيان لوكالة الأناضول، أن آليات عسكرية إسرائيلية تتجول بكثافة على طول الحدود مع غزة. من ناحيتها، نشرت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، منذ ساعات صباح اليوم، 8 آلاف عنصر أمن في محافظات القطاع والطرق المؤدية إلى المناطق الحدودية لتأمين فعاليات مسيرات "مليونية الأرض والعودة". وقالت الوزارة، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إنها نشرت 8 آلاف عنصر من كافة الأجهزة الأمنية والشرطية والخدماتية التابعة لها، في شوارع ومفترقات الطرق الرئيسية بقطاع غزة والطرق المؤدية إلى تجمعات المتظاهرين قرب حدود القطاع. وأضافت أن "نشر هذه العناصر يأتي في إطار مساندة جماهير شعبنا في إحياء فعاليات مليونية الأرض والعودة". في السياق، قدر الجيش الإسرائيلي عدد المتظاهرين الفلسطينيين على حدود القطاع في "مليونية العودة والأرض" ب20 ألف متظاهر. وقال الجيش، في بيان له اطلعت عليه وكالة الأناضول: "وصل عدد المتظاهرين إلى 20 ألف متظاهر ويقومون بإشعال الإطارات وإلقاء الحجارة تجاه جنودنا على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة". وقبل عام من اليوم، انطلقت للمرة الأولى مسيرات "العودة وكسر الحصار" قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن القطاع. ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، مما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف.