لإضعاف قدرة الخصم على مقاومة الحرب النفسية ضده ، يعمل الأمريكيون على نزع سلاح الإعلام عنه حتى يتمكنوا من احتكار الحقيقة. لقد تجاوزوا كل الأعراف في هذا الصدد إبان حرب العراق ، حتى وصلوا إلى حد قتل الصحفيين عمدا لترهيبهم عن نقل حقائق مخالفة لرؤية البنتاجون . وفي الإعداد للحرب على إيران بدأوا بمطاردة المواقع الإيرانية على شبكة المعلومات. فطبقا لتقرير مايكل ثيودولو في (كريستيان ساينس مونيتور 2/2) قامت شركة "بلانيت" الدولية ، التي تقدم خدمات معلوماتية ويقع مقرها في مدينة دالاس ، بإغلاق موقع "وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين" وإنهاء عقد الوكالة معها بدون إبداء أسباب. وقد تكرر الأمر مع مواقع إيرانية أخرى من جانب شركات الخدمات الأمريكية التي تستضيفها. ويقول كاتب التقرير: "إن أصوات مستقلة في إيران ترى أن ما يجري هو جزء من جهود الحرب ضد الإرهاب لإسكات جميع الأصوات القادمة من "محور الشر". ويقولون أيضا أن الصقور في واشنطن يسعون إلى إخماد الصوت الإيراني على المسرح الدولي حتى يتمكنوا من ليّ الحقائق وتشويه واقع إيران بما يناسب أجندتهم." ولايكتمل الحديث عن الحرب النفسية دون الإشارة إلى المؤامرة التي تتعرض لها الفضائيات العربية ، والتي بدأت بحظر قناة المنار التابعة ل(حزب الله) والمتعاطفة مع إيران. ويأتي على رأس القنوات المستهدفة قناة (الجزيرة) التي عوقبت بقصف مقريها في كابول وبغداد وقتل مراسلها طارق أيوب وإعتقال ثم سجن مراسلها تيسير علوني بناء على أدلة سرية. وتتعرض قطر لضغوط إما لغلقها أو بيعها لقطاع خاص متأمرك يوظفها لصالح الأجندة الأمريكية. يرى رمزي بارود، الصحفي الأمريكي الفلسطيني الأصل أن "علوني إعتقل لأنه تحدى الرؤية الأمريكية للعالم الثالث ، وأول من يعرف ذلك هو القاضي الأسباني بالتازار جارزون الذي أمر باعتقاله. هناك تقارير عديدة عن الدور الكبير للأمريكيين والإسرائيليين في قائمة الإتهامات الموجهة لعلوني . لقد تحدى علوني القصة الأمريكية الرسمية عن "تحرير" أفغانستان . وكانت جريمته الحقيقية هو أنه أولا كشف الثغرات في مزاعم البنتاجون أن أميركا لم تتعمد إستهداف المدنيين الأفغان ، وثانيا أنه تجرأ كعربي مسلم بهز ثقة العرب في النسخة الأمريكية للأحداث". إن جريمة (الجزيرة) وتيسير علوني هي أنهم أعادوا للعرب الثقة في الإعلام العربي حتى تكشف البون الشاسع بين مصداقية (الجزيرة) وأضاليل الإعلام الأمريكي . إنهم يريدون من علوني أن يكون عبرة لأمثاله من المراسلين العرب الشرفاء لأن الحرب على إيران وكم الأكاذيب المصاحبة لها لن تتحملهم إلا إذا قبلوا بأن يكونوا Embedded أو منخرطين مع القوات الأمريكية فلا ينقلوا إلا مايراه البنتاجون. [email protected]